أطلقوا على الثدييات البحرية اسم حوت أو باللغة الإنجليزية “Whale“، وهذا الاسم الدراج لا يشمل فصيلة الدلافين وخنازير البحر، بالرغم من أنهم من رتبة الحيتانيات.
له أنواع عديدة جدًا، ومنها الأنواع الشائعة والمتواجدة حتى الآن وغير مهددة بالانقراض، أما منها جزء آخر على وشك الانقراض أو أصبح من السلالات المنقرضة.
تتميز جميع أنواعه المختلفة بصفات شكلية متشابهة مثل الزعانف من الأمام، وذيل من الخلف، وخياشيم أو فتحات أنف للتنفس ناحية الرأس.
أبرز وأشهر فصيلتين من الحوت، هما الأنواع المسننة، واسمها باللغة اللاتينية “Odontoceti“، والأنواع البالينية واسمها باللاتيني “Mysticeti“.
ونظرًا لأن لحمها شهي ولذيذ وغني بالزيوت المغذية في الأطعمة، وأحيانًا يستخدمه البعض زيت لإضاءة المصابيح، اصطاده الماهرون والمحترفون في فن الصيد للاستفادة منه.
التصنيف العلمي
قام علماء الحيوان والنبات بتصنيف الحوت بالتصنيف العلمي الآتي:
- المملكة: مملكة الحيوانات.
- الشعبة: شعبة الحبليات.
- الطائفة: طائفة الثدييات.
- الطويئفة: ثدييات حقيقية.
- الرتبة: رتبة مزدوجات الأصابع.
السمات الشكلية
تمتلك معظم أنواعه صفات شكلية موحدة، مع الاختلاف في بعض السمات التي تميز كل نوع على حدة، وهي كالآتي:
1. الجسم
أغلب أنواع هذا المخلوق له صفات جسدية متشابهة، ومنها الآتي:
- جسم ذو شكل طوربيدي.
- رقبة غير مرنة.
- أطراف أمامية مُعدلة، ولها هيئة الزعانف.
- أذن خارجية غير مكتملة النمو.
- ذيل كبير.
- رأس مستوية ماعدا الحيتان المنقارية.
2. العين
تتشابه كافة أنواعه في شكل العيون باستثناء بعض الأنواع.
- مدارات صغيرة في العيون.
- نقاط خيطية بالعيون ماعدا الحوت المنقارية والمسننة.
- العيون معلقة على جانبي جمجمته
3. الحجم
حجم الإناث أكبر من حجم الذكور في أغلب أنواعه، ماعدا النوع المسمى بحوت العنبر.
- الحوت القزم:
- طوله: حوالي 2.6 متر.
- وزنه: حوالي 135 كيلوجرام.
- الحوت الأزرق:
- معروف بأنه أكبر مخلوق على سطح الأرض.
- الطول: يصل إلى 34 متر.
- الوزن: حوالي 190 كيلوجرام.
4. الأسنان
تختلف أسنان الإنسان عن أسنانه من حيث المادة المطلية للأسنان، حيث ان أسنان الإنسان مطلية بـ “المينا“، أما أسنان الحوت مغطاة بمادة اسمها “الملاط“.
جميع أسنانه مغطاة بمادة الملاط باستثناء نوع العنبر، حيث وجد العلماء أن أسنانه مغطاة بمادة “العاج“.
أما الحوت الكبير في الحجم، أسنانه مغطاة بمادتي المينا والملاط، حيث تظهر مادة المينا في أطراف الأسنان.
5. عملية التنفس
يعتمد الحوت على “فتحة النفث” للتنفس، وليس مثل باقي الحيوانات التي تمتلك الأنف، حيث يقوم بطرد الهواء بإحداث نافورة قوية وكبيرة، ثم يستنشق الهواء النقي ليدخل على الرئة.
الحوت قادر على استنشاق حوالي 5000 لتر من الهواء في المرة الواحدة، ويختلف كل حوت على حدة من حيث شكل وعدد فتحات النفث.
حيث تمتلك الفصيلة البالينية فتحتان للنفث، أما الفصيلة المُسننة لها فتحة واحدة للنفث.
6. القلب
وزن قلبه حوالي 180 إلى 200 كيلوجرام، أما وزن قلب الحوت الأزرق بـ 640 ضعف وزن قلب الإنسان.
حيث يعتبره العلماء بأن وزن قلبه أكبر قلب في مخلوقات الأرض، وقاموا بتشبيه طول القلب بما يوازي طول هاتف محمول من فئة “iPhone 6 Plus“.
7. الجلد
يتزايد طبقة الشحوم المتواجدة على الجلد في الأنواع التي تعيش في القارة القطبية الشمالية والقارة القطبية الجنوبية.
يبلغ سُمك الجلد حوالي 11 بوصة، ويستخدمه الحوت في القدرة على الطفو في الماء.
وشحم جسمه يحميه كطبقة مخزنة من الدهون، والتي توفر له الطاقة عند الانتقال إلى المناطق الاستوائية.
وشحمه يشكل حوالي 50% من حجم الحوت، وبالتالي استخدمه البشر في حمايتهم من البرد القاسي وخاصًا في المناطق القطبية أو المناطق القريبة من القارات القطبية.
بعض من الأنواع التي تولد بطبقة رقيقة جدًا من الشحم، ولكن تعوض هذا النقص بطبقة من الوبر، وتُسمى بـ “حوت العجول“.
8. الجهاز الهضمي
معدة الحوت لها غرفتان أو 3 غرف، وأيضًا تحتوي على “بواب” مثل معدة الإنسان، أما معدة الأنواع البالينية عبارة عن “معدة غُدية“.
كيف يتحرك تحت الماء؟
الحوت له الكثير من المواصفات الشكلية المميزة والتي تساعده على التحرك بسلاسة تحت الماء.
- يمتلك 3 زعانف، منها زعنفتين في الأمام، والأخرى خلفية.
- 2 زعنفة متواجدة في أول جبهته، والزعنفة الخلفية متواجدة في ذيله.
- كل زعنفة تحتوي على 4 أصابع.
- الحوت أسرع في السباحة عن كلب البحر.
- يسبح الحوت في المحيطات بحوالي 47 كيلومتر في الساعة.
- عدم مرونة رقبة الحوت تؤدي إلى قلة سرعته عند السباحة.
- غير قادر على إدارة رأسه أثناء السباحة.
- يعتمد على الزعنفة الخلفية بالذيل التي تدفعه في الماء للسباحة.
- أما الزعانف الأمامية يستخدمها في التوجيه من اتجاه إلى آخر.
- بعض الأنواع تخرج من الماء لتزيد من سرعتها في السباحة.
- البعض منهم لديه زعنفة ظهرية لتساعده في العوم بسرعة أكبر.
- يستطيع أن يتحكم في ضربات قلبه، وبالتالي يقلل من استهلاكه للأكسجين.
- تحكمه في ضربات القلب الخاصة به تساعده على الغوص في أعماق كبيرة في المحيطات.
- له قدرة فائقة في تحويل مسار الدم على الأنسجة المختلفة من جسمه إلى القلب والمخ ليتكيف مع ضغط الماء.
- تركيبته الربانية تجعل الهيموجلوبين والميوغلوفين تقوم بتخزين الأكسجين في الدم.
- معروف عند الحوت سلوك غريب ومميز له واسمه “السبر عند الغوص“.
- يحاول الحوت أن يكون على مقربة من سطح الماء، ثم يغوص لأعماق ضحلة.
- هذا السلوك يساعده على تخزين الأكسجين في أنسجته لأنه يحتاجها عند الغوص لأعماق بعيدة.
ما هي حواسه المميزة؟
الله خلق كافة المخلوقات لكي تتناسب مع البيئة التي يعيش فيها، ومن الحواس التي يستفيد منها الحوت:
1. السمع
أذن الحوت خلقها الله لتتناسب مع البيئة البحرية المتواجد فيها.
- يمر الصوت عبر الحلق، ثم إلى تجويف قليل الدهون.
- بعد أن يصل الصوت إلى التجويف، يمر إلى الأذن الداخلية.
- أذن الحوت منفصلة عن جمجمته بواسطة الجيوب الأنفية التي تقع في الوسط.
- مسيرة الصوت في الحوت مختلفة بشدة عن مسيرته في الإنسان.
- يمتلك كل حوت على عضو بيضاوي الشكل اسمه “بطيخة” تحتوي على الدهون.
- تختلف حجم “البطيخة” من نوع لآخر، حيث تكون صغيرة في الحوت المنقارية، وكبيرة في نوع العنبر.
2. البصر
آلية الإبصار عند الحوت مختلفة تمامًا عند آلية الإبصار عند الإنسان.
- عيون الحوت صغيرة جدًا بالنسبة لحجمها الضخم.
- وبالرغم من صغر محيط العين، إلا أنها تتميز بقوة الإبصار تحت الماء.
- عيونه متواجدة على جانبي رأس الحوت.
- عدسات العيون والقرنية تعمل على تصحيح قصر النظر الناتج عن انكسار الضوء تحت الماء.
- يحتوي على خلايا عصوية وخلايا مخروطية لتساعد الحوت رؤية الضوء الخافت والضوء شديد الإضاءة.
- الخلايا العصوية موجودة بكثرة عن الخلايا المخروطية.
- الخلايا المخروطية لا تحتوي على الأصباغ البصرية التي تساعد على رؤية الطول الموجي قصير المدى.
- هذا القصور المتواجد في الخلايا المخروطية لا يجعل الحوت بأن يميز الألوان من بعضها.
- عيون الحوت مسطحة الشكل.
- حدقة العين ضخمة ولكنها تتقلص عند خروجه إلى سطح الماء.
- القرنية ذات شكل مُفلطح، ولديه بساط شفاف.
- جفون العين بها غدد.
- قرنية العين تحتوي على طبقة اسمها “ظهارة القرنية“.
- كافة الصفات البصرية تسمح للحوت برؤية المنطقة المحيطة به.
3. الصوت
يستخدم الحوت صوته في التواصل مع الأنواع الأخرى من بني جنسه.
- يطلق الحوت الأحدب أصواتًا غنائية لحنية.
- أصوات الحوت عالية التردد فلا يستمع إليها الأذن البشرية.
- يستخدم الحوت الأحدب النقرات.
- بينما الحوت المُسننة يطلق موجات السونار التي تصل إلى 20.000 وات.
- اشتهر الحوت بقدرته على التواصل مع البشر، وخاصًا الحوت الأسير والمتواصل بدرجة مستمرة مع الإنسان.
- هناك نوعان من الصوتيات، وهما الصافرات والنقرات.
- النقرات: نبضات سريعة واسعة النطاق، ويستخدمه الحوت في رصد الحيوانات.
- الصافرات: موجات ترددية ضيقة النطاق، ويستخدمه الحوت في التواصل مع بني جنسه، وذلك مشابه لمكالمات الهاتف.
هل ذكاء الحوت يشبه ذكاء البشر؟
أثبتت الأبحاث على الحوت أن المخ يحتوي على خلايا مشابهة لخلايا الأجنة عند الإنسان، وذلك يساعده على اللعب وإدراك الكثير.
- القشرة المخية للحوت تحتوي على خلايا عصبية مغزلية مطولة.
- هذه الخلايا المتطورة مسؤولة عن السلوك الاجتماعي والسلوك العاطفي لدى الإنسان.
- تزايد حجم المخ مؤشر رئيسي عن ذكاء الحيوان.
- زيادة حجم المخ يشير إلى زيادة حجم القشرة المخية المسؤولة عن عمليات شديدة التعقيد.
- الكتلة الدماغية لحوت العنبر أكبر من أي حيوان آخر على سطح كوكب الأرض.
- متوسط حجم الدماغ عند العنبر حوالي 8000 سنتيمتر مكعب في الذكر البالغ.
- يأتي الحوت المُسننة في المرتبة الثانية بعد العنبر من حيث حجم الدماغ.
هل الحوت يستطيع اللعب؟
يعمل الحوت الصغير على إنتاج دوامات هوائية حلزونية أو حلقات فقاعية الشكل، ثم يقوم الصغار ببلع الفقاعات قبل أن تصل إلى السطح.
أما الحوت الناضج له أسلوب آخر في اللعب واللهو، حيث يقوم برفع ذيله فوق سطح الماء لساعات طويلة، وأطلق عليه العلماء اسم “إبحار الحوت“.
لماذا نمط نسل الحوت ضئيل؟
الحوت من الثدييات المائية، وسلوك الثدييات المائية من ناحية التكاثر تختلف بشكل كبير عن سلوك الثدييات البرية، وأيضًا تختلف عن سلوك الحيوانات البرمائية.
وكذلك الحوت يستطيع رعاية أطفاله على سطح الماء، لكن لا يستطيع على حمايتهم من أي تهديد موجه إليهم على البر، وذلك لأن طبيعة دورة حياته وطبيعة جسمه لا تتوافق في التعامل مع البر.
- الحوت من الثدييات، فهي تلد الرضيع ولا تبيض مثل الطيور.
- تعمل أنثى الحوت على رعاية الصغار ومنعها من الغرق أثناء الولادة.
- تلد الإناث مولودًا واحدًا في المرة الواحدة.
- تحمل صغيرها أثناء الحمل حوالي عام تقريبًا.
- تُطعم أنثى الحوت صغارها بضخ اللبن في أفواههم.
- يحتوي حليب الحوت على نسبة كبيرة من الدهون.
- حليب الأم قادر على بناء شحم الحوت الصغير بسرعة كبيرة.
- أثبت العلماء أن حليب الأم يحتوي على مركبات للدهون شبيهة للمركبات الموجودة في معجون الأسنان.
- تفطن الأم صغارها من الرضاعة بعد مرور 11 شهر من ولادتها.
- ترعى الأم صغيرها بدرجة كبيرة لمدة سنة أو سنتين حتى يصل إلى مرحلة النضج.
- تتابع صغيرها في مرحلة النضج لمدة ما يقرب من 7 إلى 10 سنوات.
- تتحمل الأم مسؤولية الأطفال في جميع ما يحتاجوه من رعاية.
- بينما الأب الذكر ليس له أي دور فعال في رعاية الصغار.
ما هي أسباب هجرة الحوت؟
يهاجر الحوت التي يعيش في القطبين الشمالية والجنوبية إلى المناطق المدارية الاستوائية لأسباب متعددة:
- الأنواع البالينية تهاجر لأماكن دافئة بحثًا عن فرص للتزاوج.
- يهاجر الحوت ليحمي صغاره من “قضمة الصقيع” في القطبين.
- يبحث الحوت عن مكان دافئ لتربية صغاره حتى يكتسب طبقة من الشحم تحميه من البرد القارص.
- ثم تهاجر أنثى الحوت مرة أخرى في فصل الصيف لتساعد صغارها على النمو بشكل طبيعي.
- وأيضًا يساعدها الهجرة في البحث عن الطعام المناسب لها للتغذية، وذلك لأن الحوت يصوم لفترات طويلة في أثناء دورة التكاثر.
هل الحوت ينام مثل الإنسان؟
ينام الحوت لفترات محدودة من الوقت، ولكن سلوك نومه مختلف عن باقي الحيوانات البرية أو البشر عمومًا.
- ينام الحوت وهو شبه واعي.
- هو غير قادر أن يستغرق في النوم لأن هذا يؤدي إلى غرقه.
- بعض أنواع الحوت مثل الأنواع المُسننة ينام جزء واحد من أدمغتها.
- أما الجزء الأخر من الكتلة الدماغية مسؤول عن السباحة والتنفس والاتصال بين باقي الحيوانات البحرية.
- أنواع أخرى مثل العنبر ينام في وضع رأسي في النهار دائمًا.
- ينام العنبر على مسافات ضحلة من سطح الماء.
- أحيانًا يحدث بعض من التقرحات على جسم حوت العنبر لأنه لا يستجيب إلى السفن المارة نحوه أثناء فترة النوم.
على ماذا يتغذى؟
يختلف تغذية الحوت من نوع لآخر، ولكن كافة الأطعمة التي يتغذى عليها من الكائنات المائية، وهذا المخلوق من آكلات اللحوم والمفترسة.
- الأنواع المُسننة: تأكل الأسماك ورأسيات القدم، والقشريات وذوات الصدفتين.
- الأنواع البالينية: تتغذى على الكربليات والعوالق، والقشريات واللافقاريات.
- الحوت الأزرق: يأكل الكربليات فقط.
- حوت المنك: يأكل السمك الصغير ومتوسط الحجم فقط.
- نوع العنبر: يتغذى على الحبار بشكل حصري.
- الحوت الرمادي: يأكل اللافقاريات المتواجدة في قاع المحيطات.
طريقة التعامل مع الفرائس
يصطاد الحوت فرائسه بشكل فردي، ولكن إذا كانت التجمعات كبيرة فيصطاده مع مجموعات، ليتمكن مع روح الفريق اصطياد مجموعة أكبر من الفرائس.
يصطاد دائمًا بشكل فردي الكائنات المائية التي لها حركة بطيئة، ويسهل عليه اللحاق بها وافتراسها، وذلك مثل الأسماك واللافقاريات بطيئة الحركة وصغار الحوت وزعنفيات الأقدام.
بعض من أنواعه يقوم بإزالة القشور الخارجية أو أي عوائق متواجدة على جسم فرائسها قبل ابتلاعه، وذلك مثل الأنواع المُسننة.
ما هي الحيوانات التي تفترسه؟
على الرغم من شراسة الحوت، إلا أن هناك بعض من الحيوانات القادرة على افتراسه سواء كائنات بحرية أو مائية.
الحوت القاتل
الحوت البالغ ليس عُرضة للافتراس في الأغلب، بينما صغار البالينية والمًسننة هم الأكثر عُرضة للافتراس من قبل الحوت البالغ أو من قبل النوع القاتل.
له اسم آخر “الأوركا“، وله طريقة مميزة في إخضاع فريسته، وذلك بإمساك فريسته بإحكام ناحية الرأس، مما يؤدي إلى جرحهم بطريقة بالغة.
وخطورة الأوركا تكمن في قدرته على صيد الحوت الصغير والبالغ منها أيضًا، حيث يستهدف فرائسه بشكل تعاوني في مجموعات صغيرة، وليس بشكل فردي.
الدب القطبي
الدببة القطبية ماهرة في صيد الفريسة، وهم لهم خطط استراتيجية وتكتيكات للصيد، وتعمل هذه الدببة على نقطة الجلوس وانتظار الفريسة إلى أن تظهر بالقرب من سطح الماء.
ويسعى إلى ملاحقة فريسته بمهارة شديدة، والقدرة على صيدها وسط الأماكن الجليدية المتجمدة من الطقس القارص، ولكن لا يستطيع إنجاح خطته الذكية في فترة الصيف.
لكن الحوت يحاول دائمًا التصدي لمحاولات افتراسه، وذلك بتواجده في مجموعات صغيرة للهرب من الدب القطبي، أو بتواجده في الأماكن الضحلة للهرب من الأوركا.
الشعوب التي تصطاده
اعتادت الكثير من الشعوب القديمة على صيد الحوت، وذلك لفوائده المتعددة.
- العصور الحجرية: اعتادوا صيد الحوت باستخدام أداة “الحربة” ليسهل على الإنسان توجيه الضربات الطاعنة من قواربهم بالبحار.
- الشعوب اليابانية: اشتهرت بصيد الحوت منذ 2000 قبل الميلاد.
- الباسكيون: شعوب أوروبية قديمة تهوى صيد الحوت منذ القرن الحادي عشر، وأبحر الباسكيون للبحث عن أنواع متعددة من الحوت حتى وصلوا إلى أمريكا الشمالية في القرن السادس عشر.
فوائد صيد الحوت
الحوت له فوائد كبيرة ولذلك اعتادت شعوب تعيش على المناطق الساحلية على صيده للاستفادة منه في الكثير من الجوانب.
- الكبد: يتم استخلاص الزيوت من الكبد لاستخدامه في صناعة أدوات التجميل.
- الجلد: يستخدمه الشعوب التي تعيش في أماكن شديدة البرودة للتدفئة.
- اللحم: لحوم الحوت غنية بالزيوت المغذية بأوميجا 3، وهو المكون الأساسي لأعصاب الإنسان.
- العظم: الشعوب القديمة صنعت من عظامه الكثير من الأدوات والأقنعة.
- الشحم: استخدمته بعض الشعوب في تسقيف الأسقف للمنازل وفي صناعة السلال.
الخلاصة
يُعد الحوت من الثدييات المائية، والتي خلقها الله بصورة جيدة لتتعايش مع الوسط المائي.
ونجد أن الصفات الجسدية له متكاملة لتساعده على التكيف في الماء سواء في الأماكن الضحلة أو الأماكن شديدة العمق.
وله من الحواس المميزة التي يستخدمها، والتي تجعل البشر تشهد للخالق لدقة خلقه لهذه الحواس من سمع وصوت وقدرة على الإبصار تحت سطح الماء.
وأوضحت الأبحاث الجديدة أن الحوت له ذكاء عالي، ويستطيع التحدث مع البشر وتقليده لهم، ولكن هذا يحدث أكثر مع الحوت الأسير.
وتكاثر الحوت في العادة قليل، لأن الأنثى تلد مولود واحد، وتحمله في بطنها حوالي 11 شهر، وتقوم برعايته وحمايته من المخاطر والتهديدات.
يستطيع الحوت اللعب واللهو مثل باقي الحيوانات البرية، ولكن سلوكه يختلف عن سلوك الحيوانات الأخرى في اللعب.
ينام الحوت كنصف نائم، ولا يستطيع الغرق في النوم وفقدان الوعي لأن ذلك يعرضه للغرق والنفوق.
يأكل الحوت الأسماك الصغيرة ومتوسطة الحجم وجميع الكائنات المائية وأحيانًا صغار الحوت من الأنواع الأخرى.
