يُعد الخيل من أقدم الحيوانات وأكثرها استخدامًا على مر العصور، وتتميز الكثير من سلالته بقوة التحمل والذكاء وعلاقتها المميزة مع الإنسان.
حيث تم استخدامه في العصور القديمة لمساعدة الإنسان في الزراعة والتنقل والسفر والحروب، وفي العصور الحديثة يستخدمه الإنسان في التنقل والرياضات والعروض الترفيهية.
بالطبع تختلف صفات كل سلالته من الاحصنة عن غيرها في الصفات والاستخدامات والألوان، كما يختلف مستوى ذكاء وتطور كل سلالته وعلاقتها المميزة مع الإنسان.
تاريخ الحصان الأندلسي وأصوله
ينحدر الأندلسي من أقدم السلالات في العالم، حيث أنه ينحدر من سلسلة الخيول الإيبيرية والتي ظهرت لها رسوم بالكهوف منذ 20,000 إلى 30,000 قبل الميلاد.
الاسم الرسمي للسلسة هو “Pura Raza Española” والتي تعني السلسلة الإسبانية النقية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحصان لوسيتانيا “Lusitano” الذي تربى معه في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وكانت لوسيتانيا سلالته تنحدر من الحصان الأندلسي حتى الستينيات، حيث تمت تربيتها في الأصل للحرب والترويض ومصارعة الثيران.
يعرف الخيل الإسباني الأصيل أنه من أقدم واعرق أنواع الخيول والتي تعرف باستخدامها في الحروب، حيث أنه كان يُعد الحصان المثالي في الحرب لذكائه وسرعته وشجاعته وقوته وولاءه لصاحبه.
لكن بسبب الدروع وملابس الحرب الثقيلة بدأ يفقد شعبيته في الحروب، لكن سرعان ما رجع يعتمد عليه الفرسان مرة ثانية في الحرب بعد تطوير الأسلحة بسبب سرعته ورشاقته.
يرجع أصول نشأته وتسميته إلى وجوده وتطوره في شبه الجزيرة الإيبيرية في مقاطعة الأندلس وهي إسبانيا والبرتغال اليوم، وهو نتاج تهجين الحصان الأوربي الثقيل مع الحصان الشرقي الرشيق.
يعتبر الأندلسي هو أول دم دافئ أوروبي، وقد تم الاهتمام بتطويره وتحسين سلالته لعدة قرون، كما تم استخدامه أيضًا في تطوير سلالات أخرى.
وبالرغم من الفترات الصعبة التي مر بها في احتلال المغاربة لإسبانيا وغزو نابليون والحرب الأهلية التي مرت بها البلاد، لكن سرعان ما تم الاهتمام به بعد هذه الفترة وبالأخص خلال عصر النهضة.
وقد تم تطويرها وتحسين سلالتها حتى اعتبرت الأفضل في العالم خلال القرن السادس عشر في عهد شارل الخامس وفيليب الثاني.
سبب تسميته بحصان الملوك
يسمي الحصان الأندلسي بالحصان الإسباني النقي أو حصان الملوك، وقد سمي بحصان الملوك حيث أظهر الملوك والنبلاء اهتمام كبير به بسبب ذكائه ورشاقته.
بجانب التضخم الذي حدث في القرن السادس عشر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخيول الإيبيرية بشكل كبير وبالأخص الحصان الأندلسي، الذي أدى إلى صعوبة شراءه.
كانت الخيول ذات الجودة العالية مملوكة للأثرياء والملوك بشكل أساسي وأصبح من الصعب شراءه أو تربيته إلا خلال الأثرياء والنبلاء وكبار البلد، وبدأ من هنا انتشاره ومعرفته باسم حصان الملوك.
كما استخدمته الحكومة الإسبانية كأداة دبلوماسية وقام الملوك والنبلاء خلال السنوات المتتالية بتربيته وركوبه، وكان السبب هو سهولة ترويضه وذكائه ومهاراته وقوة تحمله.
خلال عصر النهضة، تمت إنشاء أكاديمية ركوب الخيل في جميع أنحاء أوروبا والتي تطور من خلالها تعليم الفروسية وركوب الخيل.
وقد كان الحصان الأندلسي خلال هذه المرحلة يُعد من أحد الأنواع المتميزة للتدريب بسبب خفة حركاته وتوازنه الطبيعي.
لكنه ليس أفضل حصان لتدريب المبتدئين، غالبًا ما يقوم بركوبه من هم في المستوى المتوسط.
صفات الحصان الأندلسي
يجمع بين صفات الخيل العربي الأصيل والخيل الإسباني، حيث يتسم بالهدوء والشموخ والهيبة وبراعته وذكائه وخفة حركته والاندفاع والتوازن.
يتميز أيضًا بسهولة ترويضه بالرغم كونه مزاجي، كما يتميز بحبه لصاحبه وذكائه وقدرته على الشعور بمشاعر من حوله والشجاعة والرشاقة وقوة التحمل، كما يحمل جمال أعين الحصان العربي الأصيل.
يتمتع الإسباني الأصيل بتناسق جسده وسيقانه الناعمة والمتوازنة، والحوافر الجذابة، فيعد شكله جذاب لكل محبو الخيول.
وبالرغم من كونه سلالته مميزة إلا أن تدريبه يبدأ من سن الثالثة إلى الرابعة، فهو لا يعد من الأنواع التي يبدأ تدريبها في سن صغير.
في نفس الوقت الإسباني ليس من أسرع الخيول وبالتالي لا يتم استخدامه في المسابقات، كذلك يعد سعره مرتفع نسبيًا فهو أغلى بنسبة قليلة عن السلالات الأخرى.
الصفات الجسدية للحصان الأندلسي:
- يبلغ ارتفاعه بين 155 إلى 160 سنتمتر، فهو من الأنواع متوسطة الحجم.
- يعيش الإسباني في المتوسط بين 20 إلى 25 سنة.
- حجم رأسه متوسط مع انحناء بسيط بها، فيتراوح طولها بين 60 إلى 65 سم، كما أن حجم الرأس أقصر وأعرض عند الذكور.
- حجم الأذن متوسط ومتناسب مع حجم الرأس ومتوجهة إلى الأمام، كما يمكنه تحريكها.
- لديه ظهر مستقيم وسيقان قوية.
- ذيله منخفض نسبيًا.
- عضلاته واضحة وصدره عريض وعميق وبارز العضلات.
- أرجله متوسطة الطول وحوافره كبيرة وجذابة.
- عيونه لوزية وجميلة، كعين الفرس العربي الأصيل.
- وزنه يتراوح بين 400 إلى 500 كيلو جرام.
استخداماته
لدى الإسباني الأصيل القدرة على تنفيذ الأوامر بدقة وبسرعة، كما يتميز بقوة تحمله والانقياد بالرغم من تقلباته المزاجية، لذا يستخدم في الكثير من المجالات، مثل:
- تدريبات الفروسية بأكاديميات الخيول والمدارس العسكرية.
- العروض والمسارات والمناسبات الرسمية بالدولة الأوروبية.
- مصارعة الثيران التي تشتهر في إسبانيا والبرتغال، يلعب الحصان الإسباني دور كبير في هذه العروض سواء مع صاحبه أو منفردًا مع الثور، حيث عرف بولائه فكثيرًا ما قام بإنقاذ صاحبه.
- يستخدم أيضًا مع الألعاب الرياضية المختلفة ونط الحواجز.
- يفضل صناع الأفلام أيضًا استخدامه في الأفلام التاريخية والملحمية لسهولة ترويضه وانقياده وقدرته على التحمل.
- كما يستخدم في السياحة والترفيه وممارسة رياضة ركوب الخيل.
- تستخدمه أيضًا الشرطة شنت هم شرطة الخيالة، الذين يقومون بخدمتهم على ظهور الأحصنة، وغالبًا ما يظهرون في الاحتفالات في أوروبا للسيطرة على الحشود.
- كما يتم استخدامه في عروض السيرك المختلفة وترفيه الأطفال.
- يحب الكثيرون من أهالي الريفين التنزه على ظهره والتمتع بالجو.
ألوانه
تتنوع وتختلف ألوانه، لكن أشهر ألوانه هو الرمادي، وعندما يقال إنه لونه أبيض يكون المقصود منه الرمادي الفاتح، حيث لا يوجد به لون أبيض.
كما يوجد منه أيضًا الأسود والألوان الغامقة كالبني والكستنائي، كما تم تسجيل الألوان النادرة منه من الكميت والكستنائي الأشقر.
أيضًا لد كثير من الأنواع بقع داكنة بألوان مختلفة فوق جسمية والتي تعطي له مظهر مميز وجذاب.
وبالرغم من حب كثيرين للألوان الفاتحة منه، إلا أنه كثيرًا ما يعاني اللون الفاتح منه من أمراض جلدية، لذا يجب مراعاتهم بصورة جيدة.
التغذية
الخيول من الحيوانات التي تعتمد على الأعشاب بصورة أساسية في نظامها الغذائي.
تختلف التغذية بحسب النشاط البدني الذي يقوم به الخيل ومرحلة العمرية وحالة الطقس واستجابة الخيل لها، كما تحسب كمية الطعام بحسب وزن الخيل وليس حجمه.
بصورة عامة تحتاج الخيول إلى 5 عناصر أساسية في نظامها الغذائي وهي الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، ويحصل عليهم من خلال الطعام المقدم له.
كذلك لا يمتلك الخيل معدة كبيرة بل يحتاج إلى مرعي على مدار اليوم، فيجب مراعاة تقديم الغذاء المناسب له.
التبن والعشب
يجب اعطائه تبن جديد وخالي من الغبار والعفن والأعشاب الضارة ويكون لونه مائل أكثر للون الأخضر الفاتح، فالفائدة الغذائية للتبن تكون في أوراقه.
كذلك يجب أن يحصل الحصان على مراعي جيدة ومناسبة من العشب النظيف والمميز، فكلما كان المرعى جيد كلما كانت صحة الخيل جيدة.
كما يجب مراقبته والتأكد من أنواع البرسيم المستخدمة، لأن هناك بعض الأنواع كثرة استخدامها قد تؤدي لمشاكل صحية للحصان كالتقرحات بالفم ومشاكل بالأمعاء وغيرها.
الحبوب
تحتوي الحبوب على كمية تعد قليلة من الألياف لكنها تزوده بطاقة كبيرة وبالطبع يجب مراعاة تقديمها نظيفة وخالية من الحشرات أو العفن أو الأتربة، ويفضل أن تكون جديدة وغير مخزنة لفترة طويلة.
ومن أشهر هذه الحبوب هي الذرة والشوفان والشعير ويفضل تقديمها مطحونة بشكل بسيط.
الخضروات والفاكهة
يمكن تقديم الخضروات له لكن يفضل ألا تقدم بشكل كبير، فيمكن تقديم الجزر وتجنب الخضروات التي قد تؤدي إلى انتفاخات المعاء، مثل: الكرنب والبروكلي.
بالرغم من كثرة الألياف والمعادن والفيتامينات الموجودة بالفاكهة إلا أن كثرتها قد يؤدي لمشاكل بالأمعاء مثل المغص للخيول، فيكفي تقديم ثمرة واحده أو 2 في اليوم بالأكثر.
الماء
تختلف كمية الماء بحسب عمره والحالة الجوية، فتتراوح كميات الماء بين 18 إلى 60 لتر من الماء النظيف يوميًا، بالطبع تزيد كمية الماء في الأيام الحارة والعكس.
فيمكن أن يحتاج الأندلسي البالغ إلى حوالي 50 لتر من الماء في الأيام الحارة و30 لتر في موسم الشتاء.
قد يصاب الخيل بالجفاف أو المغص في الحالات التي لا يشرب بها ماء بصورة جيدة، وكذلك إذا كان الماء غير نظيف، فيجب أن يكون الحوض الذي به الماء نظيف بصورة مستمرة ومتاح له كل الأوقات.
المكملات الغذائية
تقدم المكملات الغذائية فقط في حالات نقص الفيتامينات أو البروتينات أو المعادن، ويجب مراقبة المكملات المعطاة له وأن تكون بحسب احتياجه فقط وليس زيادة، لتجنب إي مشكلة قد تحدث لأمعائه.
نصائح عامة
- تخزين الأعلاف وكل ما يخص طعام الخيل بصورة جيدة وبعيدة عن الأتربة والحشرات.
- يحب الخيل الروتين والنظام، لذا يفضل تقديم الطعام له في نفس الوقت من اليوم، كذلك قد تؤدي تأخير الوجبات لقرحة المعدة.
- يفضل تجنب تدريب الخيل فور الانتهاء من الطعام، بل اعطائه راحة لمدة ساعتين قبل البداء في تدريبه.
- وضع الحوض الذي به الماء في مكان مرتفع ليساعدها على الشرب ورقابتها مرتفعة.
- تغيير النظام الغذائي له بالتدريج مع مراعاة وتناسب احتياجاته مع التدريبات.
العناية بالخيول
يجب متابعة الحالة الصحية للخيول بصورة مستمرة:
- الاهتمام بالتطعيمات: من أشهر اللقاحات الأساسية هي التهاب الدماغ والكزاز وداء الكلب وأنفلونزا الخيول وغرب النيل، وبالطبع تختلف اللقاحات بحسب النوع والمنطقة المتواجد بها الخيل.
- تنظيف جسده: يجب الحفاظ على نظافته بصورة مستمرة لحمياته من الحشرات والتخلص من الطفيليات المختلفة، كذلك يساعد الاهتمام بنظافته على إبراز جمالة والحفاظ على رونقه.
- تنظيف أسنانه: يجب تنظيفها من باقي الأطعمة العالقة بها، ومتابعة الفحوصات السنوية لها، حيث أنه يعد من الصعب تحديد آلام الأسنان في الخيول.
- الاهتمام بتنظيف حوافره وحدوته بشكل مستمر، كذلك يجب تفقدها من وقت لآخر للاطمئنان عليه.
- نظافة المعدات المستخدمة مع الخيول بصورة مستمرة.
- اهمال التشوهات البسيطة في ساق الخيل دون علاج قد يؤدي لمشاكل كبيرة ومعيقة له عند النضوج.
- مراعاة الصحية الجسدية للفرس لاختيار الوقت المناسب للتكاثر ومراعاة الوقت المناسب.
- الفحوصات والتغذية والتمارين الرياضية اللازمة لكل مرحلة، يجب أن تقوم الخيول بالتدريب بصورة يومية في مواعيد يفضل أن تكون ثابتة للحفاظ على صحتها.
الأمراض التي قد يتعرض لها
هنالك بعض الأمراض التي قد تصيب الخيول بشكل عام وقد يؤدي بعضها إلى وفاته وبالطبع تكون هذه من أصعب اللحظات على مربيها، لأن الخيول بشكل عام تكون علاقة قوية مع صاحبها.
لكن يوجد بعض المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الأندلسي بالأخص وتساعد معرفتها على أخذها في عين الاعتبار والحذر منها.
- يعرف الأندلسي بانخفاض تدفق الدم إلى الأمعاء الدقيقة أكثر من باقي سلالته، لذا قد يعاني من مشاكل في الأمعاء الدقيقة
- تؤدي المشاكل المعوية التي تصيب الخيل الإسباني بجعله أكثر عرضة لالتهاب الصفيحة وهي مؤلمة للغاية وعند التأخر في ملاحظتها قد تحتاج وقت طويل لعلاجها.
- عند عدم متابعة تغذيته بصورة جيدة قد يتعرض لمشكلة التماثل الغذائي، والتي غالبًا ما تظهر مع تقدم عمره.
- في مواسم البرد يكون الأندلسي عرضة أكثر لنزلات البرد وبالأخص عند تربيتها في مناطق باردة، لذلك يساعده التحرك في بطانيات وتغير الفراش بصورة منظمة وفحص الحوافر ومراقبة لون الجلد.
في جميع الأحوال يجب مراقبة الخيل وكل ما يخصه قبل وبعد التدريبات الخاصة به.
كذلك مراقبة نظامها الغذائي والاهتمام بنظافتها وتمشيط شعر جسمها وذيلها ومراقباتها وعمل الفحوصات اللازمة من وقت لآخر يساعد على الحفاظ على صحته الجيدة وعلاج كل الأمراض قد تظهر فيه.
الخلاصة
تنحدر الحصان الأندلسي أو حصان الملوك من سلسلة الحصان الإيبيرية وهو بذلك يعد من أقدم سلالات الخيول في العالم.
كما يرجع اصول نشأته وتسميه إلى وجوده في الأندلس في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد تم تطوير سلالاته على مر العصور ويسمي أيضًا باسم الحصان الإسباني الأصيل.
يعد الأندلسي حصان حرب وهو نتاج تهجين الحصان الأوروبي مع الحصان العربي.
وقد تمت تسميته بحصان الملوك بسبب اهتمام الملوك والأمراء بتربيته وركوبه، بسبب ذكائه وسهولة ترويضه وتدريبة.
من أشهر استخداماته هي مصارعة الثيران التي تشتهر في إسبانيا والبرتغال، كما يستخدم في تدريبات الفروسية والعروض والمناسبات الرسمية في الدولة.
اللون الأشهر له هو الرمادي ويتوافر منه أيضا ألوان غامقة كالأسود والبني.