تعتبر تربية القطط من الأمور المسببة لجلب المتعة لحياة الإنسان حيث تشعره بالبهجة والسرور.
فالقطط كائنات لطيفة تحب اللعب، وأيضًا جلوسك مع قطك ومراقبتك لحركاته المسلية يشتت انتباهك عما يقلقك.
ونتيجة لوجود أنواع عديدة للقطط واختلاف الظروف التي تتعرض لها هذه القطط من الممكن أن نجد سلالات حديثة وطفرات متنوعة، يمكنك الاحتفاظ بها وتربيتها.
ولكن قطة “ويليام روس” البيضاء التي تدعى “سوزي” كانت فريدة من نوعها، وسببت الكثير من الجدل، حتى قرر البعض منع تربية القطط الأسكتلندية.
فما هو سر القطة “سوزي”؟ وما السلالة التابعة لها؟
أصل السلالة ونشأتها
في عام 1961 وجد “ويليام روس” والذي كان يعمل كراعي، قطة بيضاء جذابة في إحدى المزارع التابعة لدولة إسكتلندا، أُطلق عليها اسم “سوزي”.
ما جذب انتباهه لها هو شكلها الفريد، حيث إن القطة كانت تتميز بآذان غير مستقيمة كغيرها ولكن أُذنها كانت مطوية للأمام مما يجعلها تشبه البومة.
تنتمي القطة لسلالة “Scottish Fold” التي تم تسجيلها عام 1966 في جمعية (Governing Council Of Cat Fancy) “GCCF” التي تعد أكبر جمعية بريطانية لمحبي القطط.
ولكن موقف “GCCF” من تسجيل هذه السلالة الجديدة تغير تمامًا في أوائل السبعينيات، وذلك بسبب ظهور مشاكل صحية خطيرة لها، مما أدى إلى توقف تسجيلها.
ظهرت تلك السلالة في الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى بحلول عام 1970، حيث تم إرسال قطط من أحفاد القطة “سوزي” إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أبحاث تخص دراسة الطفرات النادرة.
بعد الانتهاء من الأبحاث المتعلقة بتلك السلالة قام شخصًا يُدعى “Salle Wolf Peters” بالاحتفاظ بواحدة منهم في ولاية بنسلفانيا، ومن هنا بدأت رحلة القط الإسكتلندي بالولايات المتحدة الأمريكية.
صفات تميز السلالة عن غيرها
تعد هذه القطط من أكثر السلالات تميزًا لما تمتلكه من مواصفات خاصة بها:
- وجه مستدير.
- رقبة قصيرة.
- جسم مرن يأخذ الشكل المستدير.
- وزن يتراوح بين 6-13 رطلًا.
- آذان صغيرة، تتجه نحو الأمام تجعلها تشبه البومة.
- ارتفاع يتراوح بين 15 إلى 20 سنتيمتر للإناث، وبين 20 إلى 25 سنتيمتر للذكور.
- جسم مغطي بفراء قصير وناعم يجعلك محبًا لها، وبالرغم أن بعضًا منها له شعر طويل، ولكن الأغلب هو الفرو القصير.
- عيون واسعة جميلة ذات ألوان مختلفة.
- أنف صغير رقيق.
حظر تربية قطط سكوتش فولد
أختلف الكثير في قرار حظر القطط الناتجة من تلك السلالة، فالبعض يجد أن المشاكل الصحية التي تعاني منها تلك القطة يعتبر سببًا كافيًا لحظر تربيتها، والبعض الآخر لا يزال يحارب للاحتفاظ بها.
قرار الحكومة الإسكتلندية
لم تتخذ الحكومة قرارًا لحظر تلك السلالة وما زالت في حيرة بين مميزات وعيوب تربية القط الإسكتلندي.
ومن أسباب شعور الحكومة بأهمية قرارها يتمركز حول منشأ تلك القطة وهو إسكتلندا، ومنها كانت بداية رحلة السلالة حول العالم.
ولكنها أيضًا تأخذ بالاعتبار الأمراض المستعصية التي تتعرض لها هذه السلالة وتعبر عن حزنها لعدم قدرتها على إيجاد علاج لهذه القطة المتوجعة.
رأى منظمة “GCCF”
بالرغم من دعمها لجميع أنواع القطط حول العالم، أكدت “GCCF” توقف تسجيل تلك السلالة منذ 1971 حتى وقتنا هذا، وذلك بسبب ما تعانيه من مشاكل صحية وحياة مليئة بالأمراض المزمنة.
حتى أنها لا تسمح بعرضها أو تقديمها بعروضهم لمحبي القطط، وهذا يعتبر تشجيعًا صريحًا لحظر تربية القط الناتج من تلك السلالة.
تشجيع الجمعية البيطرية البريطانية على الحظر
ترى الجمعية البيطرية في بريطانيا أن تربية هذه العائلة من القطط دليلًا على الأنانية، فالإنسان يفضل تربية قط جذاب ولا يهتم بالمشاكل الصحية المعرض لها القط بعد 7 أسابيع من الولادة.
كما أشارت أن القطط المصابة بذلك التغير الجيني تتمتع بلطف وجمال خاص، ولكنك مع الوقت ستبدأ بالقلق عليها من شدة تعبها ومعاناتها مع المرض.
ولذلك ترفض الجمعية رعاية وتكاثر القطط التي لديها مظهر البومة.
حتى أنها لا توافق على تزاوجها من السلالات الأخرى، مؤكدة أن هذا الحل سيقلل من شدة ومعدل المرض ولكن كلها سوف تصاب بعد ولادتها بأمراض مهلكة.
الأسباب الحقيقية وراء حظر سكوتش فولد
تصاب القطة بمرض خطير يدعى الطية الإسكتلندية أو خلل نسيج عظام الغضروف، وهو مرض وراثي يؤدي إلى ثني الأذنين للأمام بعد 7 أسابيع من ولادتها، مما يجعل البعض يشبهها بالدب أو البومة.
والإصابة بهذا المرض من الممكن أيضًا أن يتسبب بحدوث:
- تشوهات في غاية الخطورة في المفاصل.
- التهاب في المفاصل مما يسبب الألم الشديد لها عند المشي أو الجري.
- عدم نمو بعض أجزاء الجسم بالشكل الطبيعي كامتلاك ذيل قصير.
- تشوهات بالعمود الفقري.
- عرج أو طريقة مشي غير طبيعية بسبب امتلاك أرجل قصيرة.
- شلل نتيجة الألم الشديد عند المشي أو الحركة.
بعض الأمراض المنتشرة بين السلالة
بالإضافة إلى إصابتهم بطفرة جينية، توجد الكثير من الأمراض المنتشرة بينهم مثل:
- أمراض الكلى: من الممكن أن يصاب به نتيجة تزاوجه من القط البريطاني قصير الشعر.
- أمراض القلب: من المحتمل أن يعاني بعض أبناء تلك السلالة منها بسبب التزاوج من القط الأمريكي صاحب الشعر القصير.
علاج الطية الإسكتلندية
بالرغم من التقدم الطب البيطري والتكنولوجي الحالي لا يزال ذلك المرض المستعصي بدون علاج، ولكن قد تمكنت بعد الحالات من السيطرة على التطورات الصحية الناتجة من تلك الطفرة الجينية.
العلاج يقتصر على:
- الاهتمام بالقط منذ الولادة وتوفير له المسكنات عند شعوره بالألم.
- زيارة الطبيب البيطري أسبوعيًا، والحرص على تنفيذ نصائحه.
- تناول القط للكالسيوم لحماية عظامه وتقويتها.
الجهود المبذولة لمنع حظر القطط الإسكتلندية
حاول محبي السلالة المساعدة وحث الناس للاهتمام بها والمحافظة على وجودها:
جهود المربين
يقوم محبي هذه السلالة بمحاربة فكرة حظر تربية القطط الإسكتلندية، فوجدوا أن التزاوج من سلالة أخرى من الممكن أن يكون الحل المثالي للتخلص من هذه الطفرة الجينية المسببة لجميع المشاكل الصحية.
فأنتشر التزاوج بينها وبين القط الأمريكي ذو الشعر القصير أو القط البريطاني قصير الشعر.
جهود المشاهير
يقوم عددًا كبيرًا من المشاهير بنشر صور للقطط الإسكتلندية على مواقع التواصل الاجتماعي لحث الناس وتشجيعهم على تربيتها مستخدمين شعبيتهم وحب الناس لهم.
وبالرغم من بساطة تلك الطريقة إلا أنها من أكثر الطرق الفعالة لتشجيع الناس للحفاظ على تلك السلالة الفريدة.
الخلاصة
تعتبر تربية القطط من الأمور المسببة لجلب المتعة لحياة الإنسان حيث تشعره بالبهجة والسرور، ولكن بسبب طفرته الجينية التي تصيبه بخلل في نسيج عظام الغضروف أدى ذلك إلى ثني الأذنين للأمام.
في بداية ظهوره كان هناك اهتماما كبيرًا به حيث تعد سلالة جديدة من القطط الفريدة ولكن سرعان ما تغير الموقف كثيرًا من الجهات من دعم تلك السلالة بسبب التشوهات والأمراض التي تصيب القط مدى الحياة.
تأكد كلًا من الجمعية البيطرية البريطانية والجمعية البريطانية لمحبي القطط أن تربية قط هذه العائلة محظورة بالإضافة أنها يجب أن تنتهي، ولكن الحكومة الإسكتلندية لم تعلن عن قرارها بعد.
حاول البعض البحث عن حلول للاحتفاظ بالقط النادر، مثل تكاثره مع سلالات أخرى كالأمريكي قصير الشعر، أو كالأزرق البريطاني، ولكن ذلك لم يكن الحل لأن الطفرة الجينية للقط من النوع السائد.