يتعرض الكلاب لملايين الميكروبات يوميًا، منها ما هو خفيف لا يسبب الأمراض؛ ومنها ما هو فتَّاك يسبب الوفاة، ويعد فيروس “بارفو” أحد هذه الميكروبات الفتَّاكة.
لأن ذلك الفيروس يسبب عدوى سريعة الانتشار تسبب الجفاف والوفاة إن لم يتم التعامل الصحيح السريع معها.
لذلك عليك معرفة أسباب المرض وأعراضه وكيفية علاجه، والتطعيمات والإجراءات الواجب الحفاظ عليها لتقي كلبك خطر الإصابة.
ما هو فيروس بارفو الكلاب؟
يحدث هذا المرض نتيجة الإصابة بفيروس (Canine parvo virus)، الذي يصيب الجهاز الهضمي خاصةً الأمعاء.
وتغزو فيه الفيروسات خلايا الأمعاء الدقيقة مدمرة إياها، فتسبب فشل امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وتؤدي لأعراض هضمية منها القيء والإسهال الشديد.
بالتالي يفقد الكلب الكثير من الأملاح المعدنية، مما يؤدي للجفاف والضعف والهزال، وتتدهور الحالة إلى الوفاة بسبب عدم إنقاذ الكلب بشكل سريع.
وتزداد نسبة الوفيات في الجراء الصغيرة تبعًا لضعف مناعتها؛ خاصةً إذا كانت من أمهات غير حاصلات على تطعيم البارفو.
أسباب الإصابة بالفيروس
يستطيع الفيروس الصمود أمام ظروف البرودة والجفاف والرطوبة، فلا يموت بسهولة ويعيش في البيئة لفترات طويلة.
وينتقل إلى الكلاب بعدوى:
- مباشرة: من الكلب المريض للكلب السليم أثناء اللعب أو المخالطة.
- غير مباشرة من البيئة إلى الحيوان: إذ يُفرز الكلب المريض جرعات عالية من الفيروس مع إسهاله أو قيئه، فيلوث البيئة حوله، ثم يلعق أو يلمس الكلب السليم الأشياء الملوثة فتنتفل له العدوى.
- من خلال الإنسان: في حالة تعامل مالك الكلب أو مقدم الرعاية الصحية مع كلب مريض ثم كلب سليم؛ بدون أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب نقل العدوى.
فترة الحضانة
تتعرض الكلاب السليمة للإصابة؛ ثم تقضي الفيروسات فترة حضانة تتراوح بين 4 إلى 5 أيام داخل الجسم قبل ظهور الأعراض.
في هذه الأثناء تنتشر العدوى دون أن ينتبه صاحب المزرعة أو مالك الكلب لوجودها.
ثم تظهر الأعراض تباعًا؛ وعقب الشفاء يستمر إفراز الأجسام المعدية لمدة 10 أيام تقريبًا.
لذلك يجب عزل الكلاب فترة كافية بعد شفائها، حتى لا تتعرض الجراء الصغيرة أو الكلاب الأخرى غير الملقحة للإصابة.
وعند اقتناء كلب جديد؛ يلزم السؤال جيدًا عن تاريخه مع البارفو وتطعيماته؛ وعزله مدة شهر أو شهرين قبل دخول المنزل أو المزرعة.
ما هي أعراض بارفو؟
يهاجم البارفو الجهاز الهضمي للكلب، ويدمر جدار الأمعاء الدقيقة مسببًا أعراضًا شديدة، مثل:
- إسهال يمكن أن يخالطه دم.
- قيء.
- جفاف.
- ضعف الوزن والهزال.
- فقدان الشهية.
- الخمول والاكتئاب.
ولا تعد هذه الأعراض خاصة ومميزة لهذا المرض، لكنها مشتركة بين أمراضٍ عديدةٍ للكلاب، لذلك عند ظهورها يجب التوجه فورًا للطبيب البيطري ليقوم بتشخيص المرض وإنقاذ الموقف.
كيفية تشخيص الحالة
يسأل الطبيب عادةً عن التاريخ المرضي للحيوان المصاب، وعن مخالطته لمصابين أو تعرضه لمصدر عدوى، بعد ذلك يفحص الكلب جيدًا ويدقق الأعراض.
يتم إجراء تحليل براز بتقنية ELISA للبحث عن مستضدات البارفو؛ لتأكيد الإصابة بهذا المرض وبدء العلاج.
ما هو علاج البارفو؟
عند إبلاغ المختصين يتم اتخاذ حزمة من الإجراءات للعلاج، وأيضًا للسيطرة على العدوى لتجنب انتشارها.
مراحل العلاج
- العزل: تُفصل الكلاب المصابة عن الجراء والكلاب السليمة التي لم يظهر عليها أعراض.
- علاج أعراض المرض: تُعالج حالات الجفاف بالمحاليل الوريدية الغنية بالأملاح والبروتينات، حيث يجب السيطرة على القيء والإسهال بالأدوية المناسبة.
- علاج العدوى الثانوية: قد تتعرض الأمعاء المصابة لعدوى بكتيرية ثانوية يتم السيطرة عليها بمضاد حيوي مناسب.
- تعقيم المكان: تطهير المنزل أو المزرعة جيدًا من آثار الإسهال والقيء أو أي فضلات.
- التغذية المناسبة: بعد الشفاء يجب الاهتمام بتغذية الكلب حيث يصف الطبيب الطعام المناسب نظرًا لحالة الأمعاء المصابة.
الأدوية المتاحة
لا يوجد دواء مختص بعلاج ذلك الفيروس لكن يدور العلاج حول السيطرة على الأعراض فقط، ومساعدة الجهاز المناعي للكلب المصاب في التغلب على المرض.
مدة العلاج
تختلف مدة التعافي حسب الإصابة وقوة الأعراض، وفي غالب الأمر تتعافي الجراء خلال أسبوع تقريبًا من الرعاية الجيدة.
نسبة الشفاء
رغم صعوبة الأعراض والمضاعفات إلا أن نسبة الشفاء عالية تتراوح بين 68 و90% من المصابين، لكن بشرط اللجوء للطبيب المختص والتعامل مع الحالة بشكل مناسب.
كيفية تطهير المكان من البارفو
يتساءل المُربِّي عن إجراءات تطهير المنزل ومكان معيشة الجراء حتى لا تتكرر العدوى وتتضمن:
- استحمام الكلاب بالشامبو المخصص لقتل الميكروبات.
- تحضير محلول التعقيم الفعَّال ضد البارفو؛ ويتكون من 1 سنتيمتر كلور و30 سنتيمتر ماء.
- تعقيم أدوات الطعام والألعاب الخاصة بالجراء بمحلول الكلور وتركه عليها لمدة 10 دقائق قبل الشطف الماء.
- غسل مكان النوم ومفروشاته بالكلور والماء الساخن.
- غسل الأرضيات بالكلور وتركها تجف جيدًا بعد إزالة كافة الفضلات.
- يُستخدم التعقيم بالبخار الساخن؛ في حالة الخوف على مفروشات المنزل والسجاد من تلف ألوانها بالكلور.
- الأشياء المتسخة تمامًا التي يصعب تعقيمها؛ يُفضل التخلص منها للأبد.
برنامج التطعيم
يلعب التحصين دورًا فعَّالًا في الحماية من المرض، وتنتقل الأجسام المناعية من الأمهات إلى الجراء خلال الحمل.
تمتد الحماية إلى 6 أسابيع بعد الولادة، ثم يجب التحصين بجرعات ثابتة:
- تطعيم الجراء أوليًا عند عمر 6 أو 8 أسابيع.
- تكرار التطعيم عند عمر 12 أسبوع ثم 16 أسبوع.
- ويكرر التطعيم سنويًا.
- تحصل الإناث المقبلة على الزواج على تطعيم قبل 2 أو 4 أسابيع قبل التلقيح لضمان مناعة جيدة لجرائها في المستقبل.
- تكون جرعة التطعيم مركبة ضد أكثر من مرض: البارفو، الديستمبر، البارانفلونزا، الالتهاب الكبدي، الكورونا، الادينوفيروس.
فيروس بارفو للإنسان
لحسن الحظ لا تنتقل العدوى من الحيوان للإنسان، لكن يحدث العكس؛ لذلك يجب توخي الحذر من جانب مقدمي الرعاية الطبية أو العاملين مع الكلاب حتى لا يكونوا سبب نقل العدوى بين حيوان وآخر.
الخلاصة
ذلك الفيروس له مضاعفات خطيرة ويسبب الوفاة للكلاب خاصة الجراء الصغيرة، فلابد من الالتزام بجدول التطعيمات والإجراءات الاحترازية بأماكن تجمعات الكلاب ومراكز الرعاية.
ومتابعة الأعراض بشكل دقيق مثل الإسهال والقيء؛ ومن ثم اللجوء للطبيب المختص لتوفير العلاج اللازم والمحاليل التعويضية لعلاج الجفاف.
ويعد تعقيم المنزل جيدًا عند اكتشاف الإصابة عاملًا مهمًا لتفادي تفاقم المرض وانتشاره لباقي الحيوانات، ومحلول الكلور مطهر مثالي، بجانب الشمس والتهوية الجيدة.
كذلك عزل الكلاب الجديدة مدة كافية قبل اختلاطها بباقي الكلاب لحين التأكد من خلوها من الأمراض.