تعد تربية الكلاب بوجه عام، واللولو بصفة خاصة أمر بالغ الأهمية، فهي عملية طويلة المدى تمتد خلال فترة حياة الكلب بأكملها.
وأهمية تلك المرحلة يعود لوضع اللبنات الأولى فيه، للأساسيات العامة التي يجب على الكلب الالتزام بها في مراحل حياته المختلفة.
لكن من الجيد أن تبدأ تلك الرحلة الممتعة مع رفيقك الأليف منذ نعومة أظفاره.
وذلك حتى تتمكن من إرساء السلوكيات الجيدة في طباعه وشخصيته منذ الصغر، حتى تستمتع برفقة كلب ذو سلوك مقبول ومهذب اجتماعيًا.
إضافةً لذلك، إن الاستعانة بمدرب محترف هو أفضل الحلول، ولكن ليس الجميع لديه القدرة المادية لتحمُل تلك النفقات الباهظة.
إذن، ما هي المهارات والخطوات الأساسية؟ التي يجب عليك تطبيقها عند تدريب كلبك اللولو في المنزل.
الخطوات الصحيحة لتدريب الكلاب اللولو
أعددت تلك الخطوات لتكون دليلك عند تربية كلبك اللولو، في المنزل بطريقة مُبسطة وفعالة، وهم كالتالي:
أولًا: يجب تعلُم المبادئ الأساسية قبل التدريب
من الضروري أن يكون المربي على أتم الاستعداد لتدريب كلبه اللولو، من خلال تعلُم أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها قبل خوض تلك التجربة الهامة.
كُن صبورًا
- يقوم التمرين الناجح على الصبر، الاتساق والتعزيز الإيجابي، فلذلك يجب عليك كمربي التحلي بالصبر عند قيامك بتلك المهمة.
- إضافةً إلى ضرورة اتساق أوامرك مع تصرفاتك، حتى تكون ذات تأثير فعال في تكوين سلوك وشخصية ممتازة لكلبك.
- وكذلك لتستطيع اكتساب حُب واحترام كلبك على المدى البعيد.
كن إيجابيًا
من أجل ذلك لا بد أن تنغمس في أنشطة وممارسات يومية ممتعة مع كلبك.
فذلك سيحفزه للتدريب المستمر، وبالإضافة لتجديد نشاطه الذهني والجسدي بشكل دائم.
انتبه إلى لغة جسدك
- ليس من الجيد رفع سقف توقعاتك، من كلبك لمستوى مرتفع خاصًة في البداية، حتى لا يؤدي ذلك لشعورك بالإحباط والملل سريعًا.
- ولكن يجب معرفة إمكانيات كلبك، وما يستطيع أن يقدمه وما هو غير قادر عليه الآن؟
- وعلى هذا، تكون على أتم استعداد لأسوء الظروف، فمن أجل هذا أعد كلبك ليكون ناجحًا، عن طريق تجنب المواقف التي من المحتمل أن يتصرف فيها بطريقة سلبية.
- ويساعدك ذلك أيضًا على تهيئتك نفسيًا لتقبُل سُلوكه الخاطئ، واحتوائه، وعدم معاقبته مهما ساءت الظروف.
- وذلك حتى لا تجعله يشعر بضجرك من الأمر، فرفيقك اللولو يمتلك ذكاء يؤهله لفهم لغة جسدك، والشعور بك تمامًا.
- وعليك أيضًا أن تتحلى بالفراسة والحكمة وقت التدريب، امنحه المديح، وبعض الألعاب.
- وكذلك تقديم المكافئات عند السلوك الجيد، ولا بد أن تكون بطريقة مناسبة لتعزيز ثقته واحترامه لك وبنفسه أيضًا.
- إضافةً لذلك، بمجرد تحقيق السلوك المرغوب أو المحدد، تستطيع في تلك المرحلة استخدام نمط السلوك المتغير أو المتقطع.
- وذلك من أجل الحفاظ على السلوك الجديد على المدى الطويل.
اجعل فترة التدريب قصيرة
- من المهم أن تجعل التدريب مُقسم على دُفعات تتراوح بين (10_15) دقيقة، وتكون بمعدل مرتين في اليوم الواحد.
- فهذه الفترة كافية جدًا ليؤتي التدريب أُكله بنجاح، وقصر الفترة الغرض منه أيضًا، عدم شعور صغيرك اللولو بالملل أو الضجر من طول جلسات التمرين.
- مع ضرورة أعطاؤه أمر واحد، خلال الجلسة الواحدة حتى يَسهُل عليه طاعتك.
ثانيًا: علمه الالتزام بالأوامر الأولية للطاعة
في البداية تذكر أن التدريب عملية مستمرة، لبناء سلوك جيد لكلبك لمدى الحياة، بمجرد أن يتعلم الأمر ويتقنه انتقل إلى الأمر الذي يليه، فعندها سيكون مستعد لمواصلة التدريب.
أمر انظر إلي
يعد هذا الأمر من أهم الأوامر، حيث يجعل كلبك يتواصل معك بصريًا مما يجعلك محل نظره واهتمامه، وبالتالي يعزز من تعلقه بك واحترامك.
فهي أيضًا وسيلة فعالة لإعادة ضبط سلوكياته على الفور، وهذا من خلال فرض سلطتك وإطاعة أوامرك على الفور.
اجلس
- ننتقل إلى أمر (اجلس) قم بإحضار هدية أو مفاجئة صغيرة لكلبك، ثم قربها من أنفه، ثم ارفعها ببطء.
- بعد ذلك، سينخفض الكلب شيئًا فشيئًا حتى يستقر جالسًا، قم على الفور بإلقاء الأمر بالجلوس.
- وهذا بدوره يجعلك تكرر الأمر شيئًا فشيئًا حتى يفهمه ويتعلمه بشكل كافي، وبجانب هذا عليك أن تغمره بحبك وحنانك عند استجابته لك.
الاستلقاء
- وإضافةً لما سبق يعد أمر الاستلقاء من أكثر الأوامر صعوبة في التعلم.
- ومع ذلك يمكنك وضع حلوى لذيذة ذات رائحة نفاذة بيدك بقيضة مغلقة، ثم حرك يدك بالقرب من أنف الكلب ليلتقط الرائحة.
- ثم بعد ذلك، ضع يدك على الأرض، وعندما يأتي اسحب يدك ببطء نحوك، لكي يتحرك نحوك في وضع الزحف، وعندما يصل إليك امدحه وقدم له المكافئة على الفور.
أمر القدوم
- بعد تعلُم كلبك أمر الجلوس، انتقل إلى تعليمه كيف يأتي إليك، ومنه سيساعده في استيعاب القدوم بسرعة.
- فهو يعد أمر هام في كل مكان، ولكن تزيد أهميته خارج المنزل.
- ثم بعد ذلك، افتح كفيك بينما أنت تبتعد ببطء للخلف ثم اطلب منه أن يأتي إليك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليكتشف رفيقك الأمر.
- لذلك عليك أن تبدأ بخطوات قليلة في البداية، ثم تزيد المسافة أكثر مع الوقت عندما يفهم الأمر أكثر ويتقنه جيدًا.
اتركه
- بالإضافة لجميع ما سبق، هذا الأمر له أهمية خاصة عن باقي الأوامر السابقة، لأنه بدوره يهدف إلى، حماية كلبك ضد أي خطر يهدد صحته أو ربما حياته.
- لذلك من المهم أن يعرف كلبك متى يترك شيئًا ما، وذلك حتى تمنعه من تناول أو التقاط شيء ربما يكون ضار.
- ومع هذا، لا بد من التحلي بالصبر حتى تثبيت هذا السلوك، مع تغيير الشيء المفترض أن يتركه في كل مرة.
- وحينما يصل كلبك إلى مرحلة ترك لعبته المفضلة، هنا قد تم تدريبه على هذا الأمر بنجاح.
ثالثًا: استخدم التعزيز الإيجابي
- هناك ضرورة لجعل جلسة التدريب خالية من أي عقوبات أو توبيخ، حتى ترتفع بسلوك كلبك إلى أفضل المستويات الممكنة.
- لهذا يجب في المقام الأول أن تعمل على التواصل وتقوية الروابط بينك وبين أليفك، ومن ثم تشجيعه، وتعزيز ثقته بنفسه.
- وذلك لأن اتباعك لأسلوب التعزيز يشجعه على السلوكيات الجيدة، وهذا بدوره سيجعل لإتباع هذا النهج أثناء كل جلسة، أثر إيجابي مذهل على سلوكه وعلى نفسيته كذلك.
رابعًا: قدم لكلبك المكافئات المحببة له
من المهم للغاية فهم لغة جسد صديقك الأليف، وما هي المكافئات الأكثر تحفيزًا له، ومعرفة كيفية تلبية الاحتياجات الأساسية له، قبل كل جلسة تدريبية.
وإضافة لذلك يوجد عدة أشكال لمكافئة كلبك، وهم كالتالي:
- الألعاب.
- اصطحابه لنزة خارجية.
- المكافئات الغذائية.
- إعطائه انتباهك.
- السماح له بقضاء وقت مع الكلاب الأخرى.
خامسًا: يجب أن تجعل تجربة التدريب ممتعة
- من الضروري خلال مدة التمرين إعطاء كلبك انتباهك بشكل كامل، ومتابعته باهتمام، وأيضًا تعزيز سلوكه الجيد على الفور، مع تقديم بعض الحب والتحلي ببعض الصبر.
- فجميع تلك الأشياء لها أثر جيد في نفس كلبك، مما يعمل على جعله سعيدًا ومحفزًا لتلقي أوامرك.
- فمن المسلي أيضًا من وقت لآخر، تغيير نسق جلسة التدريب، وهذا من خلال إدخال لعبة شد الحبل أو الجلب، كوسيلة مختلفة لتطبيق الأوامر من خلالها، ستكون مسلية ومتعة له للغاية.
- بجانب ذلك اعطه أمر أثناء اللعب، على سبيل المثال، اطلب منه أن يجلس بمجرد أن يجلس، اعطه أمر آخر بالاستلقاء بمجرد تلبية الأمر، قَبِلهُ ومن ثم امنحه الكرة على الفور.
الخلاصة
لا بد أن تتذكر دائمًا ما الهدف الرئيسي وراء تدريبك لرفيقك اللولو، يجب أن يكون هدفك الأول، هو تقوية الروابط معه، والاحتفاظ به آمنًا.
وذلك لأن التدريب القائم على العلاقات يُكون رابطة عميقة وذات مغزى، ولكنه يستغرق وقتًا وصبر لتنفيذه.
ولهذا ستجد مع مرور الوقت أن تدريبك لكلبك أصبح مثمر وفعال، إضافةً إلى أن علاقتك معه تتحسن، وسلوكياته الجيدة تتطور بصورة ملحوظة، وهذا من خلال معرفتك بالمبادئ الأولية قبل التدريب.
إلى جانب التزامك بتعليمه الأوامر الأولية للطاعة، واتباع التعزيز الإيجابي أثناء ذلك.
فإن هناك ضرورة لتقديم المكافئات المحببة له، وأيضًا أن تجعل تجربة التدريب ممتعة له، وذلك حتى تشجعه على الاستمرار بحماس.