إن نسبة انتشار نوبات الإغماء النفسية عالية لدى سن الشباب خاصة الإناث وتتميز أعراضها بالشعور بالاختناق وسرعة التنفس والدوخة والخدران في الأطراف والسقوط (غالبا بوجود الاخرين) ويصاحبها ارتجاف الأيدي والأرجل وإخراج أصوات عالية أحيانا.
وتبقى هذه الحالة احيانا إلى أكثر من نصف ساعة وتزداد باهتمام الموجودين حول المصاب وخوفهم عليه.
وهذه الحالة نوع من التوتر النفسي والقلق النفسي الحاد الذي يتحول عن طريق العقل الباطن الى أعراض الغيبوبة النفسية، وغالبا ما تكررت هذه النوبات، ويتسم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بقلة القدرة على المواجهة، وقلة الصبر وسرعة الانفعال والكبت النفسي لمشاعرهم الخاصة والعاطفة الزائدة ، وسهولة الاستثارة، وكثيرا ما تحصل هذه الحالات في مواقف ضاغطة نفسيا مثل حصول الحوادث او السماع بمرض شخص ما او رؤية نزاع او اية امور مربكة أو التعرض للإهانة او مواقف الامتحانات.
وبعد انتهاء النوبة النفسية يكون الشخص واعيا ولكن يعاني من الصداع والخدران والتعب.
ومن الأخطاء الشائعة التي تزيد من سوه الحالة وتكرارها، خوف الأهل والاهتمام الشديد وكثرة زيارة الأطباء وإعطاء الحقن في الطوارئ وعمل الفحوصات غير اللازمة خاصة تخطيط الدماغ أو الصور الطبقية إذ أن هذا الأسلوب من التعامل مع هذه الحالات يزيد المريض قلقا وتوهما بأمراض عضوية وبالتالي تكرار الحالة.
ومن الأخطاء الطبية الفادحة الإسراع في التشخيص وإعطاء الأدوية إذ أن هذه الحالة في الغالب تزول جذريا بواسطة الحديث الخاص النفسي (الجلسة النفسية الخاصة) دون اللجوء الى الأدوية وخلال فترة وجيزة، ودون إدخال الذين يعانون من هذه الحالات في حالة الاعتياد على بعض أنواع المهدئات التي تعطي عادة في الطواريء او عيادات الأطباء غير المختصين نفسيا.
أما الطريقة السليمة في العلاج فهي العلاج السلوكي او الايحاء. أما المضاعفات لعدم العلاج السليم فكثيرا ما تودي الى القلق الدائم او التوهم المرضي وأحيانا الاكتئاب واضطراب السلوك والعلاقات الاجتماعية.
د. محمد عبد الكريم الشوبكي.
مستشار الطب النفسي والأمراض العصبية