كما يدل الاسم ( التهاب العضل والجلد ) يصيب هذا المرض عضلات الجسم، حيث يحصل ارتكاس التهابي حاد او مزمن يؤدي إلى تخريب وموات في الألياف العضلية ولاحقا ضمور عضلي وضعف في الحركة .
تتظاهر الحالة سريريا بضعف في حركة الكتفين، الحوض والفخذين، اذا حصلت اصابة جلديه كالحمامي، عندها يطلق على الحالة اسم التهاب الجلد والعضل.
الأعراض
الضعف العضلى بسبب صعوبة في النهوض من وضعية الجلوس او التمدد كذلك صعود الأدراج وأحيانا الوقوع عند المشي، المريض لا يستطيع حمل الأوزان الخفيفة او رفعها ومع اشتداد المرض يجد المصاب صعوبة في تمشيط شعره وربما المشي ، في بعض الحالات يحصل الم عفوي في العضلات التي تصبح مؤلمة عند الضغط البسيط عليها.
الاندفاعات الجلدية يمكن أن تصيب الوجه وظهر اليدين، حيث يظهر طفح احمر بنفسجي حول العينين ، ولكن يمكن ان تكون الإصابات الجلدية في أي جزء من الجسم ، وغالبا يتورم الجلد المصاب نتيجة الحالة الالتهابية كذلك تظهر آلام مفصلية وقد يحدث صعوبة في البلع.
في حالات نادرة يصل الالتهاب الى العضلات التي تتحكم بالجهاز التنفسي «الحجاب الحاجز وعضلات الصدر» وهذا يؤدي إلى صعوبة وضعف في التنفس مع ضرورة الدخول الى المستشفى للمراقبة.
وتجدر الاشارة الى ان التورم والآلام المفصلية لا تؤدي إلى تآكل او تخرب في المفاصل ويمكن ان تتحسن بشكل كامل.
من يصاب بالمرض
يعتبر المرض نادر الحدوث فهو يصيب حوالي 5 الى 10 أشخاص في كل مليون نسمة، ونسبة إصابة النساء ۲ – ۳ مرات اعلى من الرجال، العرق الاسود والكاريبي يصاب اكثر من بقية الشعوب ، أما سن الإصابة فيمتد من الاطفال حتى الكهول.
الأسباب
المرض هو من انواع المناعة الذاتية ,Auto Immune، وهي مجموعة من العلل التي تحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي يؤدي لأن يولد الجسم اضدادا مناعية «بروتينات» تهاجم أنسجة الجسم نفسه بدلا من محاربة الجراثيم والأجسام الغربية، وفي هذه الحالة تتجمع الكريات البيضاء واللمفاويات في العضلات وتؤدى لتخريب في الألياف العضلية أما لماذا يحدث هذا عند بعض الناس فلا يزال غير معروف حتى الآن، يعتقد ان الانتانات ، الحمات الراشحة «فيروسات» ، اللقاحات وبعض أنواع الأدوية يمكن ان تكون عاملا محرضا لحصول هذا الاضطراب المناعي وخاصة عند الأطفال، عند الكبار قد يكون التهاب الجلد والعضل عرضة لمرض خبيث يتضح بعد الفحوص المخبرية والشعاعية.
التشخيص
تحدث حالة التهابية في الدم ويعبر عن ذلك مخبريا بزيادة سرعة التثقل E.S.R الذي يرتفع في نصف الحالات على الاقل ، ويحصل تخرب في الالياف العضلية وتنطلق الخمائر العضلية ومحتوى الألياف العضلية إلى الدم حيث يمكن قياسها مخبريا ، من عينة دموية واهمها الكرياتينين، فوسفوكيناز K.C.P
يحصل عند العديد من المرضى ايجابية اضداد النوى A.N.A والعامل الرثواني R.F وهذا اختبار مناعي غير نوعي يظهر في العديد من الآفات المناعية ويساعد في التشخيص.
تخطيط العضلات E.M.G، يعطي معلومات مفيدة جدا حول شدة وانتشار الالتهاب العضلي حيث يتم بواسطة جهاز كهربائي خاص مع وضع ابر في العضلات المراد دراستها.
أخيرا الفحص الرئيسي الذي يعتمد عليه الإجراء التشخيص هو دراسة عينة من العضلات المصابة تحت المجهر «خزعة عضلية» و يتم هذا تحت التخدير الموضعي وباستعمال ابرة خاصة وعادة بدون اختلاطات أو إزعاج للمريض.
العلاج
يعتمد العلاج على مركبات الكورتيزون «الستيروتيدات القشرية» وهذه لها تأثير سريع وفعال لدى معظم المرضى . يبدأ العلاج بجرعة عالية ثم يتم التخفيف تدريجيا يمكن إضافة أدوية أخرى مثبطة للمناعة اذا لم يستجب المريض للكورتيزون، هذه العلاجات تحتاج للمراقبة الطبية والاختبارات الدورية لتجنب حدوث الاثار الجانبية.
عند الاطفال قد يحصل تكلسات تحت الجلد، وهذه تحتاج لجرعات اعلى من الأدوية لعلاجها، وكذلك للتمارين الطبيعية Physiotherapy المكثفة لضمان حرية الحركة حول المفاصل وعدم حصول الضعف او الضمور العضلي.
اخيرا هناك أمراض أخرى تصيب العضلات يجب تفريقها عن التهاب العضلات لأن العلاج وتطور المرض مختلف، والطبيب هو الأقدر على تشخيص الحالة المرضية وتفريقها عن غيرها.
د. أيمن العسكري
اختصاصی امراض الروماتيزم والمفاصل