سليمة خالفة
ثبت من دراسات عالمية ان هناك زيادة سنوية في مرض سرطان خلايا الكبد، على المستوى العالمي، تتراوح من 4% سنة 1993م إلى 7.2% في سنة 2002م، وتصل ذروة الإصابة عند الرجال في العقد الخامس فوق الـ 52 سنة.
ويعتبر سرطان الكبد ثالث الأسباب المؤدية للوفاة بسبب السرطان في العالم، وهو سادس أكثر أنواع السرطانات انتشاراً، ورغم أن النسبة العامة لظهور الحالات وعدد الوفيات آخذة في التناقص في الولايات المتحدة، لكنها آخذة في الازدياد في باقي أنحاء العالم، وتصل النسبة الحالية لفترة البقاء حتى 5 سنوات لأنواع سرطان الكبد غير القابلة للاستئصال: 8.6% بأوروبا، 11% بأميركا، 10% بآسيا.
أوضح رئيس الاتحاد العالمي لدراسة أورام الكبد الدكتور جمال عصمت في مؤتمر «آفاق جديدة لعلاج أورام الكبد» والذي عقد أخيراً في القاهرة ونظمته المؤسسة المصرية لأبحاث السرطان والاتحاد العالمي لدراسة الكبد، أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن أورام الكبد الخبيثة هي ثاني أكثر الأورام السرطانية انتشاراً بعد سرطان الثدي، وفي الرجال يعتبر سرطان الكبد أكثر السرطانات انتشارا في مصر مع سرطان المثانة وأورام الدم.
و يشير الدكتور جمال إلى نتائج أبحاث مشتركة بين مصر وأميركا استمرت لمدة أعوام وجد فيها أن أهم عوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بسرطان الكبد في مصر هي الفيروسات الكبدية (فيروس سي وبي) سواء منفردين أو مجتمعين، والجديد هو وجود عوامل أخرى مثل المواد الكيميائية والمقصود بها المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية وزيادة نسبة الافلاتكسن في الحبوب المخزنة بطريقة غير صحيحة، وهي عبارة عن مادة تتكون من نوع من الفطريات الضارة على الحبوب المخزنة، كما وجد أن السجائر تعتبر من العوامل العامة لزيادة نسبة سرطان الكبد عند مرضى فيروس الكبد.
وهذا وقد ناقش أكثر من 400 طبيب من أبرز الأطباء والأساتذة في العالم خلال هذا المؤتمر في شهر فبراير الماضي سرطان الكبد واكتشاف أول عقار لعلاجه يؤخذ بالفم، وتمت الموافقة عليه من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FAD، ومن المفوضية الأوروبية EMEA ويتم تداوله في أكثر من 50 دولة في العالم مما يعد انجازاً بكل المقاييس ويحمل في الوقت نفسه أملاً جديداً لمرضى أورام الكبد، حيث تشير الأبحاث إلى أن الانتظام على العلاج الجديد يمنح هؤلاء المرضى فرصة أطول للبقاء على قيد الحياة.
يقول الاستاذ الدكتور جمال عصمت: إن الاكتشاف الجديد «NEXAVAR» يمثل تطورا كبيرا في مجال علاج سرطان خلايا الكبد المتقدم، وهو الأكثر انتشاراً حيث يمثل 90 في المائة من
حالات أورام الكبد الأولية الخبيثة في البالغين.
ويقول الدكتور أيمن عبده عضو هيئة التدريس كلية الطب جامعة الملك سعود في الرياض واستشاري أمراض الكبد والمناظير بمستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في السعودية، إن الجمعية السعودية للجهاز الهضمي تعد دليلاً إرشاديا يهدف إلى إمكانية التشخيص المبكر ومعالجة سرطان خلايا الكبد، وكذلك تأمين مرجع من البيانات (الحقائق) المثبتة علمياً لتشخيص ولعلاج سرطان خلايا الكبد، للمساعدة في بناء خطط لمنع حدوث سرطان خلايا الكبد، ولزيادة نسبة التشخيص الدقيق والمبكر للمرضى المصابين بسرطان خلايا الكبد وتأمين طرق مبنية على دلائل وبراهين علمية لعلاج سرطان خلايا الكبد، للتعرف على أدوات البحث القابل تطبيقها بناء على الظروف المحلية والموارد والترغيب المرضي في هذه الدراسات السريرية.
وأكد على أن أفضل طريقة للوقاية من أورام الكبد هي منع مسببات المرض، كما يجب على مرضى التليف الكبدي ومرضى الالتهابات الكبدية المزمنة إن يقوموا بفحص دوري، وهو عبارة عن تحليل دم لقياس نسبة مؤشرات أورام الكبد وإجراء الأشعة فوق الصوتية كل ستة أشهر، وهذه الطريقة تتيح اكتشاف أورام الكبد في مرحلة مبكرة مما يحسن فرص العلاج بإذن الله