الاضطرابات النفسية العضوية السيكوفسيولوجية اضطرابات عضوية يلعب فيها العامل الانفعالي دورا هاما واساسيا، وعادة ما يكون ذلك من خلال الجهاز العصبي اللاارادى، وتختلف هذه الاعراض عن الاعراض التحويلية الهستيرية في ان الاخيرة عبارة عن تحول القلق الى اعراض وعلامات تشمل الجهاز الحركي والحسي الارادي ولها معناها الرمزي في الحياة اللاشعورية للفرد.
فمثلا قد تشكو مريضة من روماتيزم في المفاصل يكون ناتجا عن عدم استطاعتها التعبير عن احتجاجها وميولها العدوانية ناحية زوجها المستبد او الظالم فتكبت التوتر والغضب ويظهر كبتها لا شعوريا في هيئة تقلصات عضلية حول المفاصل مما يؤدي الى اضطرابات في الدورة الدموية وتغيرات عضوية اخرى في هذه المنطقة تؤدي الى روماتيزم المفاصل فالمريضة هنا تعانى من الآلام العضوية المصحوبة بالغضب والاكتئاب والياس، ومن ذلك ايضا المريضة التي تصاب بالشلل المفاجئ في الساقين يكون بالواقع ناتج عن عدم رغبة المريضة بالزواج في الوقت الحالي وتريد الاستمرار بالدراسة وتوافق شعوريا تحت ضغط الاسرة لكن الشحنة اللاشعورية الرافضة تصيبها بفقد القدرة على حركة الساقين «شلل هستيري» والذي يبرز هنا لعدم الرغبة اللاشعورية في الاقبال على الزواج، وهنا لا تعاني المريضة من اية آلام عضوية او نفسية لأنها حولت كل القلق الى هذا العرض العضوي، بل احيانا ما تبتسم اثناء الشكوى.
فالأمراض السيكوفسيولوجية هي التورط الانفعالي في الاعضاء والأحشاء والتي تغذى بالجهاز العصبي اللاإرادي مثل قرحة الإثني عشر والربو الشعبي ويعاني المريض عادة من القلق والاكتئاب بل احيانا ما يهدد القلق حياته، اما الامراض العصابية التحويلية فتشمل الاجهزة الحركية والحسية والارادية وتخفف من القلق والاكتئاب بتحويله الى حلول رمزية للصداع النفسي، وعادة لا تهدد هذه الاعراض حياة الفرد.
د.نايف الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي
