يحتوي الخل على عناصر تساعد الجسم في مقاومة العديد من الأمراض كالفوسفور والحديد والكلور والصوديوم والكالسيوم والمنغنيز.
يقول المهندس الزراعي نضال عبيد، صناعة الخل من الصناعات التقليدية التي عرفها أبناء الريف الساحلي وامتهنوها وساعدتهم كمورد اقتصادي مهم كما أنه دخل في صناعة الأدوية والمواد الغذائية ولحفظ الأطعمة ومنع نمو الأحياء الدقيقة، وفي العادة تستخدم الفواكه التالفة لتحضيره، ويتركب الخل من الماء وحامض الخليك ومواد طيارة تعطيه الطعم والرائحة.
وحامض الخليك هو الذي يعطي الخل طعمه وخواصه المميزة كمادة لحفظ الطعام أو مادة طبية مضادة للالتهابات،والذي يحضر بواسطة بعض أنواع البكتيريا التي تخمر السكريات في بعض أنواع الفواكه إلى كحولات تم ينتج حامض الخليك.
ويضيف المهندس عبيد، أن النظافة أهم عامل لإنجاح صناعة الخل ويعد خل التفاح من أفضل أنواع الخل سواء غذائيا أو علاجيا، فهناك أنواع أخرى للخل كخل العنب وخل التمر لكنها لا تعادله من حيث الفائدة والجودة.
وتبدأ خطوات تحضير الخل بتقطيع ثمرات التفاح و عصرها بمكابس خاصة، لكن يجب ألا تقل نسبة السكر في الثمرة عن 9 في المائة، وبعد هرس الفواكه توضع في خزان خاص لصناعة الخل مصنوع من الخشب أو السيراميك بسعة لا تقل عن 20 ليترا ويضاف إلى الكمية 10 في المائة ماء نقي ويترك العصير ليتخمر ويجب الانتباه لأحكام إغلاق الخزان لمنع دخول الأوكسجين إليه مما يفسد عملية التخمير، ويوضع في مكان دافئ معرض للتهوية وبعد أربعة أسابيع يتحول العصير إلى نبيذ التفاح عندها يضاف إليه كمية من خل التفاح وخميرة الخبز المذابة بالماء ويغطى الخزان مرة أخرى بقطعة قماش وعندها يبدأ التفاعل مرة أخرى وتنبعث روائح كريهة سرعان ما تزول لتتكون مادة أم الخل .
بدوره يقول الدكتور فايز بيطار أخصائي الأمراض الهضمية، إن للخل استعمالات طبية متعددة فهو مفيد جدا لعلاج حالات السعال والنزلات الصدرية في فصل الشتاء بمزجه مع العسل، كما أنه مفيد لعلاج التهاب المفاصل وللوقاية من تصلب الشرايين، والتسمم الغذائي، ويستعمل أيضا لعلاج أمراض الكلى والإسهال والقيء، وينصح به بعد تناول أي وجبة دسمة عن طريق تخفيف ملعقة من الخل بكوب من الماء الدافئ.
وأشار الدكتور بيطار إلى فائدة مادة ام الخل لتخفيف أوجاع المفاصل المتآكلة كالركبتين ولتقوية مناعة الجسم ولها خواص ترميمية إذا وضعت على أي جزء ملتهب من بشرة الإنسان.
ويستعمل الخل كمادة مطهرة للفم واللثة عن طريق المضمضة صباح كل يوم، كما أن استنشاق بخاره المتصاعد مع الماء مفيد لعلاج حالات الشقيقة المزمنة، وتأتي خواص الخل الداعمة لمناعة الجسم من قدرته على امتصاص الماء من الجراثيم التي تعتاش على سوائل الجسم وذلك من خلال مادة البوتاس التي تساعد خلايا الجسم في تثبيط حركة الجراثيم.
ويساعد الخل على إنقاص الوزن بأخذ ملعقتين منه مع الماء الفاتر صباحا حيث أثبتت الدراسات أن انتظام الإنسان على تناوله لعام كامل يساعد على إذابة 10 كغ من الشحوم كما يساعد على التخلص من قشرة الرأس باستخدامه مخففا بالماء بعد كل استحمام وتدلك به فروة الرأس عدة مرات أسبوعيا، كما أنه مفيد لليدين بعد الأعمال المنزلية للتخفيف من أثر المواد الكيماوية الداخلة في تركيب المنظفات.