تخاف المرأة من هشاشة العظام عندما تدخل مرحلة سن اليأس، في سن الخمسين، وما فوق، ولكن لا داعي لهذا الخوف، فكلمة هشاشة العظام ليست مناسبة لأنها تعني تفتت العظم. والأصح أن نقول وهن العظام، لأنها ابلغ وأدق، وهي تعبير عن ضعف العظام مع تقدم السن، فالعظام مع الكبر والشيخوخة تقل كثافتها وتضمر وتتسع قنواتها، وتقل كمية بلورات الكالسيوم فيها، ولكنها مع ذلك لا تتفتت بل تنثني، وتتقوس.
ووهن العظام مع كبر السن، ينتج عن اسباب متعددة متراكمة فمع كبر السن تقل حيوية الانسان وتضعف شهيته وتفتر حركته فلا ياخذ في غذائه ما يلزم من الكالسيوم ليترسب في العظام ولا من فيتامين د اللازم لامتصاص الكالسيوم والفسفور من الامعاء وترسيبه في العظام، ولا يتناول كذلك ما يلزم الجسم من البروتينات الكافية كاللحوم والبيض والسمك لبناء الخلايا اللازمة للنسيج العظمي الذي تترسب فيه بلورات الكالسيوم، ومع الكبر تقل الهرمونات البانية للعظام والجسم.
يصيب وهن العظام المرأة بشكل خاص، فهو يبدأ عند 25% من النساء تقريبا بعد سن اليأس. ويعتبر نقص هرمون الاستروجين في سن اليأس عاملا اساسيا في حدوث وهن العظام. فالاستروجين عامل مهم في فسيولوجية جسم المرأة منذ بداية بلوغها وحتى سن الياس.
وبعد ضعف عمل المبيض تحدث عند المرأة بعد فترة سن اليأس حالة نقص في ترسب فوسفات الكالسيوم داخل الشبكة الليفية للعظام. فوجود هرمون الاستروجين في حدوده الفسيولوجية يزيد في احتباس الكلس والفوسفات، وبذلك تزداد القدرة في تجدد بناء المادة العظمية.
في حالة وهن العظام، ربما تنكسر العظام من الاصابات البسيطة، وخاصة في المناطق ذات العظم الإسفنجي حيث يكثر الوهن مثل كسر عنق العضد وعظم فوق الرسغ وعنق الفخذ.
ومن النصائح المهمة التي يجب ان تتقيد بها المرأة للتقليل من اثار الوهن، ما يأتي:
1- تناول كوب من الحليب يوميا للحصول على حاجتها من الكالسيوم .
2- تتناول كميات وافرة من اللحوم والبيض والسك اللازمة لبناء الخلايا والنسيج العظمي لتترسب عليه بلورات الكالسيوم.
3- الحصول على كميات مناسبة من فيتامين «د» الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه في العظام.
4- ممارسة الرياضة، مثل رياضة المشي والسباحة. فالرياضة تنشط الجسم، وتجدد الحيوية، وتنشط الدورة الدموية وتقوي العضلات والعظام.
5- يعطى في بعض الحالات هرمون الكالسيتونين، ليساعد على بناء العظام.
6- تناول هرمون الاستروجين في سن الیاس، اذا كنت هناك ضرورة لذلك، وطبعا تحت اشراف الطبيب.
د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد
