هنالك عوامل متعددة يمكنها التسبب بثقل الساقين لكن يمكن القول بان المسبب الرئيس لثقل الساقين لدى النساء والذي يصاحبه في غالبية الاحيان تورم الساقين يعود لوجود قصور في وظيفة الاوردة السطحية للأطراف السفلى.
ويعني قصور الوريدي بأن الاوردية السطحية مصابة بتوسع في قطرها وسلس في صماماتها وان سريان الدم إصبع يتم بصورة منعكسة من الاوردة الداخلية الى الاوردة السطحية فيحتقن عندها الدم وداخل عضلات الساق التي لا تستطيع تصريفه من الاطراف السفلي وارجاعه للقلب مما يؤدي لشعور الانسان بثقل او انتفاخ في الساق او الاثنين سوية وكذلك لظهور الدوالي في الساقين.
ويظهر ثقل الساقين او وانتفاخهما في معظم الحالات عند نهاية النهار او عند حلول المساء وخصوصاً بعد يوم شاق تمضيه المرأة واقفة لفترة طويلة في اشغال البيت او جالسة دون حركة ملموسة في الوظيفة.
فالكسل وعدم الحركة يؤثران سلبيا على رجوع الدم ويزيدان من حدة الثقل، كما يظهر الثقل اثناء الجو الحار او بعد التعرض لحرارة الشمس القوية او بعد حمام ساخن للغاية او بعد سفر طويل، بالاضافة الى الدور لسلبي الذي تلعبه احياناً التغييرات الهرمونية سواء كان ذلك عند حلول موعد الدورة الشهرية او اثناء فترة الحمل او عند تلقي المرأة علاجا هرمونيا على شكل اقراص منع حمل او كعلاج بديل بعد سن اليأس.
وثقل الساقين وانتفاخهما الناتجان عن قصور في الاوردة السطحية قد يصيب ساقاً واحدة او الساقين سوية وقد يصاحبه تشنجات وأوجاع بينما الامر الاكثر اهمية يتمثل بوجود توسعات دوالية مهمة يحتقن الدم داخلها وتزيد من حدة الاعراض لكن هناك حالات عديدة من ثقل وانتفاخ الساقين التي لا يصاحبها دوالي والتي يصعب تشخيصها دون استشارة طبيب مختص بالاوعية الدموية واجراء فحوص تكميلية جوهرية مثل الدوبلر والايكو – دوبلر.
وبطبيعة الحال فان هناك اسبابا اخرى تؤدي للإصابة بثقل وانتفاخ الساقين لكن وان كان التشخيص يسهل حالة وجود دوالى متضخمة الا ان العديد من السيدات قد يشتكين لسنوات من هذه الاعراض ويلجأن لاستشارة العديد من اطباء اختصاصات مختلفة دون التوصل التشخيص حالتهن، ومن هنا تكمن اهمية معرفة دور لقصور الوريدي والدوالي وحتى تلك الداخلية غير المرئية في التسبب بذلك والتي تتطلب اللجوء لعيادة طبيب مختص بالاوعية الدموية لتلقي النصائح والعلاج قبل حدوث مضاعفات وعلى رأسها امكانية حدوث جلطة وريدية سطحية او داخلية وحدوث تقرحات والتهابات جلدية.
هل من الممكن التخفيف من حدة ثقل وانتفاخ الساقين او التخلص من الازعاج الناتج عنهما؟
إن ضخ الدم المحتقن في عضلات الساق والذي لا يستطيع العودة بحرية الى القلب يحتاج لمضخة القدم لكي يتم تفريغه لهذا فان الحركة المتمثلة بالسير وكل ما يمنع احتقان الدم والكسل تساعد في التخلص من الثقل والانتفاخ، كذلك تمثل رياضة السباحة طريقة بسيطة وفعالة لعلاج هذه الاعراض بالإضافة الى الابتعاد عن مصادر الحرارة القوية والاستحمام بماء بارد أو معتدل والاستجمام في جو معتدل بعيدا عن حرارة الشمس، كما ان الاستلقاء اثناء فترات الراحة والنوم والساقين في وضع مرتفع تساعد في تصريف الدم من الساقين الى القلب، ويساعد تخفيف الوزن والنشاط العملي وعدم بقاء السيدة جالسة وراء المكتب او واقفة لساعات طوال دون حركة كافيه في تخفيف حدة التقل.
لكن بعض الحالات المزمنة والشديدة تحتاج بالاضافة لهذه النصائح لتلقي علاج مقو للأوردة يساعد في تخفيف الألم والتورم وفي حالات عديدة يصبح لزاما على المصابة وضع كلسات طبية ضاغطة خاصة يصفها الطبيب والتي تمثل احدى افضل الطرق العلاجية والوقائية والتي يمكنها الحيلولة دون حدوث مضاعفات في المستقبل.
هذه النصائح المفيدة قد لا تكفي وحدها في حالات مزمنة مستعصية لكنها تمثل القاعدة الصحية العملية التي يرتكز عليها اي علاج للقصور الوريدي لكنها لا تغني مطلقا عن استشارة طبيب اوعية دموية للتأكد من التشخيص اولا ومن ثم اختيار الطريقة العلاجية الجذرية الملائمة لحالة كل مريضة على حدة.
فإن كان من السهولة تشخيص مرض قصور الاوردة السطحية في التسبب بثقل وانتفاخ الساقين في حالة وجود دوالي ضخمة الا ان التشخيص يصب في حالة انعدام وجود دوالي او لدى بعض السيدات في مقتبل العمر، ومن هنا، فان الحكمة تتطلب عدم التزام الصمت وترك الثقل والانتفاخ يؤديان لحدوث جلطات وريدية بل القيام باستشارة طبيب اختصاص بالأوعية الدموية لفحص الاوردة بكاملها بواسطة فحصي الدوبلر والايكو – دوبلر وتقديم النصيحة والعلاج كي تستعيد المريضة رشاقة الصبا وتتفادى ازعاج الثقل ومضاعفاته المحتملة في المستقبل.
الدكتور سهيل الصويص
اخصائي امراض وجراحة الأوعية الدموية