وجد باحثون أسبان أن سبب نوبات الهلع والقلق الشديد التي تصيب عددا كبيرا من الأشخاص قد يكون سببها تغيرات تطرأ على الجينات.
ويتوقع العلماء أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير عقاقير تساعد المصابين في التغلب على هذه المشكلة.
وذكرت مجلة نيوساينتيست الأمريكية العلمية أن فريقا من الباحثين في مركز العلوم البيولوجية في مدينة برشلونة الأسبانية قد توصل إلى هذا الإنجاز الطبي المهم .
وقام العلماء بدراسة عدد من العائلات التي يعاني أفرادها من اضطرابات نفسية، مثل نوبات الهلع والخوف من الأماكن الضيقة والاختلاط الاجتماعي مع الأخرين، فوجدوا أن 90 % من الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات يحملون جينات طرأت عليها تغيرات غير اعتيادية.
ووجدوا أن الجين المتغير، الذي أطلق عليه دوب 25 ، موجود أيضا عند أشخاص آخرين يعانون من هذه الاضطرابات، ولكنه كان نادر الحدوث عند الأشخاص الذين لم يعانوا من هذه المشاكل.
وتحتوي المنطقة التي تحدث فيها هذه التغيرات الجينية على أكثر من ستين جينا، حدد العلماء طريقة عمل ثلاثة وعشرين منها فقط.
ومن المعلوم طبيا أن عددا من هذه الجينات يفرز بروتينات خاصة تلعب دورا مهما في الطريقة التي تتخاطب فيها الخلايا العصبية فيما بينها .
ويعتقد العلماء أن اي خلل في عملية إنتاج البروتين المذكور يزيد من حساسية الدماغ عند المواقف المرهقة للأعصاب، ولكنهم يؤكدون أن ليس كل من حمل هذا الجين المتغير يصاب بالاضطرابات العصبية.
ويحاول فريق العلماء الآن تحديد أي من الجينات السابقة مسؤول عن الاضطرابات العصبية مما سيمكن من التوصل إلى إيجاد عقار يكبح الجين أو يكبح إنتاجه للبروتين. وأكتشف العلماء أيضا أن التحولات الجينية هذه تتغير من جيل إلى آخر، ومن شخص لآخر.
وقال الدكتور روجر بيكر الأخصائي في الاضطرابات العصبية وطبيب الأمراض النفسية في المؤسسة الحكومية في دورست في بريطانيا. ان سبب نوبات الهلع ربما يكون خليطا من العوامل الجينية
وقال إن الأشخاص الذين ينحدرون من أباء وأمهات كانوا يعانون من اضطرابات عصبية ونوبات هلع معرضين للإصابة بالاضطرابات نفسها أكثر من الأشخاص الآخرين بنسبة تبلغ سبع مرات.
وأظهرت الدراسة أن عددا قليلا من المشاركين لم تعان عائلاتهم من الاضطرابات، وأن 8% من نوبات الهلع كان سببها سوء استخدام العقاقير.
ويعتقد الدكتور بيكر أن بعض الأشخاص لديهم میل للإصابة بنوبات الهلع التي تبدأ بالظهور عند تعرضهم لمواقف عصيبة وأن نوبة الهلع هي استجابة طبيعية للتصدي للخوف.
وأظهر البحث أن الأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع يعمدون إلى كبح عواطفهم التي لا تجد غير نوبة الهلع منفسا لها.
ويقول العلماء أن العامل الرئيسي المهم ليس في نوبة الهلع ذاتها بل في الطريقة التي يتعامل بها الشخص معها، وإن العوامل الثانوية التي تتمثل في تفسير النوبة خطأ كأزمة قلبية، أو كنوبة جنون وشيكة أو تجنب المواقف التي يمكن أن تثير النوبة، تؤثر كلها على الحياة الشخصية للفرد أكثر من النوبة نفسها.
وقد أثبتت الطرق النفسية والأدوية المضادة لمرض الاكتئاب نجاحها في محاربة المشكلة.
مصدر الصورة
pixabay.com