في تحديد للعقم بصيغة بسيطة يمكن اختصاره بعدم القدرة على الإنجاب. وتشكو عائلات كثيرة من هذه المشكلة وإن اختلفت ردود الفعل عليها من مجتمع إلى آخر. وما يعنينا منها نحن هي ردود فعل المجتمع العربي بمختلف تكويناته.
هناك مجتمعات عربيّة تحديدًا سرعان ما تفكر في أن المشكلة تكمن في الزوجة كونها مجتمعات ذكوريّة بامتياز، وهنا تبدأ النصائح بمراجعة الطبيب للتأكّد من أن كل شيء على ما يرام.
و يوفّر الطبّ الحديث العديد من الحلول والعلاجات للعقم سواء كان عند الرجال أو النساء بعد الزواج بوقت قليل تبدأ الأسئلة من حول الزوجين الجديدين لمعرفة ما إذا كانت المرأة حامل أم لا؟ فالحمل يحصل عادةً بعد الزواج مباشرةً.. وذلك بعد أن يضع الزوج نطفه في مهبل الزوجة إثر الجُماع. هذه النطف تتحرّك نحو الأعلى عابرةً الرحم حيث تُلقّح البيضة ليتمّ الحمل. وغالبًا ما يتحاشى الأطبّاء استخدام تعبير العقم، ويستعملون التعبير الأدقّ وهو”عدم الإنجاب”.
أسباب العقم
بعد دراسة 100 حالة لعائلات تعاني من عدم القدرة على الإنجاب، تبيّن ما يلي:
1 – في % 40 من الحالات الزوج هو المسؤول عن عدم الإنجاب. ويعود السبب إلى ضعف في قدرة الخصية على تكوين الحيوانات المنويّة، أو إلى وجود دوالٍ في الحبل المنويّ، أو انسداد في الأقنية الناقلة للنطف، وفي بعض الحالات غياب كامل لهذه الأقنية، كما أن وجود اضطراب في هرمونات الدم نتيجة الالتهابات قد يؤدي الى النتيجة نفسها.
2 – في % 20 من الحالات تعتبر الزوجة مسؤولة عن التأخّر في الإنجاب لأسباب مختلفة منها الالتهابات النسائيّة، ومشاكل المبيضين، أو التشوّهات الولاديّة في الجهاز التناسليّ لديها.
3 – في بقية الحالات التي تقارب ال % 40 تكون المسؤولية مشتركة، كأن يكون لدى الرجل مشكلة ما )كضعف الحيوانات المنويّة(، وفي الوقت نفسه يكون لدى المرأة التهابات تعيق الحمل.
لذلك من المهم دائمًا مراجعة الطبيب الاختصاصي الذي يستطيع اكتشاف السبب عن طريق:
فحص الطبيب الزوج لمعرفة ما إذا كان يعاني من أي تشوّهات في الأعضاء التناسليّة، أو وجود دوالٍ في الحبل المنويّ. يقوم الطبيب بفحص البروستات والحويصلين المنويّين عن طريق الشرج للكشف عن وجود الالتهابات.
يقوم الطبيب بزرع للسائل المنويّ، إذ يعمد طبيب المختبر إلى فحص الحيوانات المنويّة الموجودة في هذا السائل، ليعرف عددها وشكلها وسرعة حركتها كما يبحث عن الجراثيم، ويعرف نوعها، والدواء المناسب لعلاجها.
يطلب الطبيب إجراء فحوص دمويّة لرصد عمل الهرمونات الجنسيّة في الدم، في حال وجود اضطراب شديد في فحص السائل المنويّ.
وفي حالات قليلة قد يضطرّ الطبيب لأخذ عينة من الخصية للكشف على طبيعتها، وما إذا كانت هناك مشكلة معقّدة أم لا.. ويستطيع الطبيب أن يعرف إذا كانت الحالة قابلة للعلاج، أم أن الرجل عقيم.
يواجه عدد من الرجال صعوبات في الانتصاب والقذف، ولا يمكنهم المحافظة على الانتصاب خلال العملية الجنسيّة أو يعانون من القذف السريع، وقد يعود الى كثرة الاستمناء.
في معظم الأحيان يكون السبب الرئيسي لعدم القدرة على الإنجاب، هو عدم تكرار اللقاءات الجنسيّة حيث بيّنت دراسة أجريت في هذا الشان أن 5 أشخاص من كلّ 6 يمارسون الجُماع 4 مرات أسبوعيًّا خلال ستة أشهر يحصل لديهم إخصاب وحمل، بينما شخص واحد من كلّ 6 أشخاص يمارسون الجنس مرة أسبوعيًّا خلال ستة أشهر يحصل لديهم حمل.
ما هي العلاجات المتوفّرة؟
هناك عدد من العلاجات الممكنة يمكن اختصارها بالتالي:
إيقاف التدخين.
في حال وجود التهاب في المجاري المنويّة، أو البروستات، يصف الطبيب الأدوية المناسبة.
عندما يجد الطبيب دوالي في الحبل المنويّ مترافقة مع ضعف في السائل المنويّ يقوم بإجراء الجراحة المناسبة. أما في حال كون السائل المنويّ طبيعيًا فلا داعي لأي إجراء لأن الدوالي لا تلعب دومًا دورًا مهمًا في الإنجاب.
في حال وجود انسداد في الأقنية المنويّة يقوم الطبيب بجراحة مجهريّة لإعادة فتح هذه الأقنية.
في حال عدم نجاح العلاجات السابقة تبقى فكرة التلقيح خارج الرحم ممكنة. حيث تُستخرج البويضة من المرأة ثم تؤخذ نطفة من الزوج ويتم تلقيحهما، ثم تُعاد البيضة الملقّحة إلى رحم الزوجة.
إن إنتاج الحيوانات المنويّة الناضجة والكاملة التكوين تستغرق 90 يومًا أي ثلاثة أشهر. بالتالي عند البدء بعلاج الرجل لن يحصل على نتيجة هذا العلاج في الحيوانات المنويّة إلاّ بعد مدّة تتراوح من 4 إلى 6 أشهر. بالمقابل إن تقييم وضع المرأة وفحصها للتأكّد من قدرتها على الإنجاب، ثم بدء العلاج اللازم قد يستغرق أشهرًا عدّة من المتابعة مع طبيبها.
يفضل الأطبّاء في الغالب إجراء تحليل مخبريّ لحيوانات الرجل المنويّة عند بدء متابعة الزوجة، بالتالي يمكن بدء علاج الزوج في الوقت نفسه مع معالجة الزوجة، فلا يحدث تأخير في الحصول على نتائج إيجابيّة بإذن الله في حالة تمام علاج الزوجة.
من أهم العلاجات التي تفيد معالجة العقم عند الرجال هو الإقلاع عن التدخين وعدم تعاطي الحشيش أو بقية أنواع المخدرات، كذلك الابتعاد عن تناول الهرمونات الذكوريّة، أو تناول الكحول. جدير بالذكر أن أهم العلاجات الطبيعيّة هي ممارسة الرياضة مرات عدّة أسبوعيًّا، وبشكل مستمرّ وباعتدال مع تناول الفيتامينات المناسبة.
عمر الحيوانات المنويّة
يعتمد عمر الحيوانات المنويّة على مكان تواجدها، اذا كانت في عنق الرحم، أو الرحم، أو قناة فالوب، فقد تعيش حتى 5 أيام، لكنها عادة ما تموت بعد يوم أو يومين. أما إذا كانت متواجدة في المهبل، قد تعيش لبضع ساعات، وفي حال كانت خارج الجسم وتعرضت للهواء، فتموت خلال 15 دقيقة كحدّ أقصى ان لم تحفظ بالشكل الصحيح.