الغدة الدرقية من أكبر الغدد الصماء الموجودة في جسم الانسان اذ تزن في المتوسط بين 20 الى 30 غراما ويتركز دورها الاساسى فى المحافظة على تركيز اليود في الجسم وتركيب وخزن الهرمونات الدرقية، وأفراز الكمية التي يحتاجها الجسم منها عند الحاجة لان الجزء الاكبر من اليود في الجسم موجود فى الغدة الدرقية بشكل عضوي وما تبقى منه فهو موجود في السائل خارج الخلايا.
ليس من السهل تصنيف امراض الغدة الدرقية في كيان سريري محدد لانها متداخلة فيما بينها ومنها.
تضخم الغدة الدرقية الظاهر للعيان فى الحلق ولا تأثير له على الصحة العامة للجسم وانّما هو تغير في الشكل المألوف للشخص ويصيب النساء اكثر من الرجال، ويزداد اثناء سن البلوغ والمراهقة واثناء الحمل وسن ليأس لاسباب منها:
نقص اليود في الماء والاطعمة، ومواد غذائية مسببة للتضخم توجد في الملفوف، والدخان واللفت والادوية، واسباب وراثية والتلوث الصناعى .. المياه الغنية بالكالسيوم والفلور والزرنيخ.
ويمكن الوقاية من التضخم باستعمال الملح الذي يحتوي على مادة اليود لتعويض النقص الحاصل في مادة اليود في الجسم ومن هنا جاء توجه اضافة اليود الى ملح الطعام بصفة مستمرة للحيلولة دون حدوث هذه المشاكل.
ويتوقف نشاط هذه الغدة بفعل تناول الهرمونات بهدف انزال الوزن او زيادة تناول اليود او التهاب الغدة والتضخم العقدي وزيادة افراز الغدة الدرقية على اثر صدمة نفسية عاطفية وهو شائع.
ومن اعراض تضخم الغدة الدرقية ما يلي:
خفقان القلب – الانفعالات – القلق – الرجفان – عدم تحمل الحرارة – التعرق الزائد – التعب الشديد – الضعف العضلى – نقص الوزن بالرغم من الهيئة الجيدة – الاسهال اضطرابات الدورة الشهرية، اضافة الى اعراض تبدو واضحة جلية في العين مثل الاحساس بوجود جسم غريب – زيادة الدمع – خوف من الضوء – جحوظ في العينين (وهو شائع جدا ) – تورم واحمرار فى الجفون.
ومن امراض الغدة الدرقية قصور هذه الغدة، وهو يتطور تدريجيا وببطء، وقد يبقى سنوات عديدة قبل الكشف عنه لعدم الاحساس بأية اعراض مرضية ظاهرة وخصوصا عند المرأة المتقدمة في السن، ومن اسبابه خطأ علاجي يتمثل في استئصال تام للغدة او نتيجة الافراط في تناول اليود (من خلال تناول بعض الادوية).
اما الاعراض فهي: التعب – زيادة الوزن – الامساك – الشعور بالبرودة – جفاف الجلد- النعاس – بطء في التفكير والحركة – تباطؤ في دقات القلب – اضطراب في الدورة الشهرية -فقر الدم – تشقق في الاظافر – تورم في الاطراف السفلية.
للغدة الدرقية دور مهم في مرحلة تكون الجنين (تطور الجهاز العصبي) الطفل فيما بعد بحيث يؤدي قصورها الى حدوث تأخر في النمو (قزمة) ومن الاعراض حين الولادة: فتق في السرة – انتفاخ في البطن – جفاف الجلد- ضخامة اللسان وظهوره خارج الفم – غياب التفاعل مع المحيط (لا يصرخ الطفل ولا يبتسم) بطء فى نمو الاسنان – صعوبة في التغذية.
التهابات الغدة الدرقية
تشاهد التهابات الغدة الدرقية غير الحادة بكثرة وتشخيصها سهل وهي غالبا تصيب النساء بنسبة 80% وتظهر عادة بعد التهابات المجاري التنفسية وتترافق مع الام ثابتة، متغيرة في شدتها مع صعوبة في البلع وتشنج فى عضلات الرقبة اضافة الى الام حين تحريك الرأس، وتكون الغدة الدرقية متضخمة جزئيا او بشكل كامل ويشكو المريض عادة من تسارع في نبض القلب مع نقص في الوزن وعطش غير طبيعي، اضافة الى حالة قلق مع رجفان في الأطراف.
اما الالتهاب المزمن فيبدو على شكل تضخم غير مؤلم في الغدة وغالبا ما يصيب النساء فى منتصف العمر ويبدأ بتضخم تدريجي ويمتد ليشمل الغدة بأكملها اضافة الى العضلات الامامية للعنق والأعضاء المجاورة ويتميز هذا التضخم بتليفه وتصلبه الى درجة ان حركة الرقبة تصبح صعبة وتظهر اعراض مثل صعوبة تنفس وصعوبِة بلع وتغير فى طبقة الصوت وهو يعالج جراحيا.
اما التهاب الغدة الدرقية الحاد فنادر الحدوث حيث يشعر المريض بالام في الرقبة قد تمتد الى الاذن والفك السفلي وتزداد عند القيام بحركة الرأس، اضافة الى وجود احمرار وسخونة وتضخم في الغدة.
ويصيبُ التهاب الغدة الهادىء المؤلم المرأة بعد الولادة ونادرا ما تحتاج الى علاج.
والاورام الخبيثة التي تصيب الغدة نادرة وهي تصيب النساء غالباً ويكون نموها بطيئاً ولهذا انواع تشريحية متعددة، ومختلفة في درجة خبثها ويكون العلاج : اما جراحياً بازالة الجزء المتضخم من الغدة او بجلسات علاج باليود المشع وفي معظم الحالات تتحسن الحالة الصحية بزوال السبب.
صيدلاني: ابراهيم علي ابو رمان