هل تظهر لك اطارات الابواب وأعمدة الهاتف وأطراف البنايات وكأنها ماثلة أو معقوفة؟ وكأنك تنظر اليها من خلال موجات الحر على طريق خارجية؟
وهل تبدو لك الأشياء من مسافة بعيدة واضحة بينما تلك الاقرب تظهر لك ضبابية وغير واضحة او العكس؟ وعندما تغطي احدى عينيك ثم بعدها الاخرى هل تلاحظ تغييرا في حجم او لون الاشياء؟
وهل تشاهد بقعة فارغة أو ضبابية في وسط مجالك البصري وكأن لمبة مشعة قد انطفأت في وجهك لتوها؟
اذا حصل لديك أي من هذه الأعراض لا تفترض انك بحاجة الى نظارة جديدة وتنتظر اسابيع للحصول على موعد مع الطبيب. بل راجع طبيب العيون في الحال ولا تقبل التأخير. ان آیا من هذه التشوهات البصرية قد تكون احدی الأعراض المبكرة لمشكلة مرتبطة بالسن وتعرف بتدهور البقعة الصفراء في العين MACULAR DEGENERATION وهي فقدان الرؤية المركزية وهي السبب المؤدي للعمي في الولايات المتحدة الامريكية.
و أن اي تأخير في الحصول على التشخيصي الصحيح وبدء العلاج لإبطاء أو وقف تطور هذا المرض قد يساعد في الاسراع في مجيء اليوم الذي لم تعد فيه قادرا على القراءة او السواقة أو تمييز الوجوه.
وحتى اذا لم تكن لديك اي من الاعراض السابقة وتجاوزت الخمسين من العمر ولم تقم بفحص عينيك لسنوات طويلة فعليك بأخذ موعد مع الطبيب الان حيث ان المراحل الأولى المبكرة لمرض تدهور اللطخة الصفراء لا يحدث فيها اعراض على الرغم من أن العلامات المبكرة لهذه الحالة يمكن الكشف عنها بواسطة فحص شامل للعين.
والمعروف ان البقعة الصفراء MACULA هي عبارة عن منطقة رقيقة وحساسة جدا في وسط الشبكية تسمح لك برؤية التفاصيل الدقيقة بوضوح عندما تنظر بشكل مباشر الى شيء ما.
كما انها تحتوي على تركيز للخلايا الملونة والتي تمكنك من رؤية الألوان و بدون قيامها بعملها بشكل صحيح فان حساسية البصر المركزي تزداد ضعفا على الرغم من انك ستحتفظ بحاسة بصر خلفية على شكل ظلال معتمة من الاسود والابيض.
ومع تقدم السن تصبح البقعة الصفراء عرضة للتدهور بواحدة من طريقتين:
الأولى عندما تصبح رقيقة وعليها بقع صفراء صغيرة تظهر من خلال فحص الشبكية عندما يكون بؤبؤ العين واسعا حيث أن 90% من حالات تدهور البقعة الصفراء تكون من هذا النوع المسمى بالنوع الجاف والذي قد يتطور بسرعة أو بشكل بطيء أو لا يتطور مطلقا لكن اختصاصي العيون غير قادر على التنبؤ باحتمالية حدوثة أو سرعة تطوره ولهذا فان على كل شخص يعاني من المراحل المبكرة لهذه المشكلة أن يتبع النصائح الطبية التي تمنع تطور حالته للأسوأ.
أما الطريقة الثانية لتدهور البقعة الصفراء فهي تضم ال 10% الباقين من الحالات وتعرف بالشكل المبلول لهذا المرض وهي اكثر شدة وأكثر امكانية للتنبؤ بها وتنتج عن النمو غير الطبيعي لاوعية دموية جديدة تحت الشبكية وتقوم بدفع البقعة الصفراء للأعلى كجذور الأشجار، وهذه الأوعية هشة وقد يتسرب منها دم وسوائل الى هذه المنطقة البصرية الحرجة تسبب تدمير الخلايا وحدوث ندب مما يسبب التدهور السريع للبصر المركزي.
وتعتبر هذه المشكلة (اعتلال البقعة الصفراء في العين ) نادرة الحدود لدى الأشخاص تحت سن الخمسين لكن معدل حدوثها يزداد مع تقدم السن حيث أن حوالي ربع الاشخاص الذين بلغوا الخامسة والستين او اكثر من العمر يعانون من احدى مظاهر هذا المرض.
هذا وقد أظهرت دراسة حديثة استغرقت خمس سنوات وأجريت على 3583 شخصا من القوقازيين تتراوح أعمارهم ما بين 43 – 84 عاما وأجراها رونالد كلين وزملاؤه في جامعة وسكنس في ماديسون، اظهرت ان 30% من البالغين من سن 75 عاما وأكثر ظهرت لديهم الأعراض المبكرة للمرض وان 23% ستظهر لديهم الحالة في غضون خمس سنوات.
كما انه مع ازدياد عدد الذين يعيشون حتى اعمار متقدمة فان هذا المرض سوف يصيب 6.3 مليون امريكي بحلول عام 2030 وأشارت الدراسة إلى أن عوامل الوراثة والعرق وجنس الشخص تلعب دورا في احتمال تعرض الشخص المرض تدهور البقعة الصفراء.
وأظهرت ايضا ان البيض اكثر عرضة من السود وأن سكان امريكا اللاتينية والنساء اكثر عرضة للمرض بمعدل مرتين من الرجال بشكل عام، لكن السبب الرئيس هو الضرر بالتأكد الذي تتعرض له الخلايا الحساسة للبقعة الصفراء والذي ينتج عن المواد الشديدة التفاعل والمسماة بالجذور الحرة FREE RADICALS والتي تتكون باستمرار داخل الجسم ومن خلال التعرض للعوامل الخارجية، وقد لا يكون الناس قادرين على مواجهة ضرر الجذور الحرة اذا كانت انظمتهم الغذائية ينقصها الفاكهة او الخضار الغنية بمضادات الأكسدة، او اذا كان استهلاكهم كبيرا للكحول أو الدسم المشبع والكوليسترول.
ان التعرض ايضا لإشعاعات الشمس الزرقاء وفوق البنفسجية يكون الجذور الحرة في شبكية العين وخصوصا عند ذوي العيون الفاتحة اللون كما أن دخان السجائر هو مصدر اخر للجذور الحرة وسبب رئيسي لزيادة تدهور البقعة الصفراء بين الأمريكيين.
هذا وأظهرت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الملكية، وكانت قد تتبعت ولمدة 7 سنوات على الأقل، 21157 ذكرا من الأصحاء، ان اولئك الذين يدخنون علبة او اكثر من السجائر يوميا كانوا اكثر احتمالا بمرتين ونصف للإصابة بمرض تدهور البقعة الصفراء من أولئك الذين لم يدخنوا أبدا، أما بين الرجال الذين كانوا مدخنين سابقين فقد كانت الزيادة في خطر الاصابة بالمرض حوالي 30%.
ترجمة / نضال زيادين