الدكتور الصيدلاني صبحي شحاده العيد *
مما لا شك فيه أن للرياضة دور هام في حياة الإنسان فمع التقدم في العمر يتراجع أداء كثير من أجهزة الحسم وتظهر مظاهر الشيخوخة على الجسم، فقلب الإنسان ينخفض ضخه بمعدل 1 بالمائة سنويا، مما ينخفض معدل ضخ الدم في الجسم بنسبة تتراوح بين 30-40بالمائة بعمر الستين عما تكون لدى الراشدين الشباب ومع تقدم العمر تقل كمية الهواء التي يمكن أن بزفرها الإنسان بعد نفس عميق وتقل سرعة انتقال الرسائل عبر الأعصاب إلى نسبة 10-15%قرابة سن السبعين عاما .
وقد بينت الدراسات الحديثة انه يمكن تأخير معظم حالات الوهن ومظاهر الشيخوخة بممارسة التمارين وبشكل منتظم وبمعدل نصف ساعة يوم بعد بوم على اقلها ولكل عمر ما يناسبه من التمرين البدني بعد اخذ نصيحة الخبراء في المجال وينصح المسنون بعدم ممارسة رياضة القفز أو الجري السريع .
تأثير ممارسة التمارين الرياضية
للتمارين الرياضية المعتدلة دور هام ورئيس في تأخير مظاهر الشيخوخة لا بل قد يعكس مجراها ومن الفوائد الثابتة تحسين وظيفة القلب والجهاز التنفسي وازدياد قوة العضلات ومتانة العظام وتدني احتمال الإصابة بالكآبة وتحسن المظهر العام وصحة البشرة وخصوصا بشرة الوجه بسبب ازدياد تدفق الدم والأوكسجين إلى الوجه والرأس .
هيربرت ديغريس الخبير والرائد في علم الثقافة البدنية الرياضية أجرى العديد من الدراسات لاكتشاف علم الشيخوخة ولعل أبرزها تلك التي أجراها على اكثر من 200 رجل وامرأة متقاعدين من كاليفورنيا تراوحت أعمارهم بين 56-87 عاما اشتركوا جميعا في برنامج للياقة البدنية تضمن الركض والمشي والجمباز وتمارين المرونة وبعد سته أسابيع انخفض ضغطهم ونقص وزنهم ومستوى الدهون في أجسامهم وازدادت كمية الأوكسجين المنقولة إلى أنسجتهم وخفت الأعراض العضلية والعصبية التي تدل على التوتر العصبي .
وسجل ديغريس في كتابه اللياقة البدنية بعد الخمسين ما يلي:
“أصبح الرجال والنساء في الستين والسبعين من أعمارهم يضاهون لياقة ونشاط أولئك الذين يصغرونهم بعشرين أو ثلاثين عاما والذين تحسنوا أكثر من سواهم الذين كانوا اقل نشاطا ولياقة “.
الرياضة وتأثيرها على تحسين ضغط الدم :
يرتفع ضغط الدم أثناء ممارسة الرياضة ولكنة ينخفض بعد انتهاء التمرين .
ينخفض ضغط الدم الانقباضي عند الأشخاص المصابين بارتفاع في ضغط الدم ،بينما لا يتغير عند الأشخاص العاديين .
وينصح من يعاني من ارتفاع معتدل في ضغط الدم بممارسة الرياضة المعتدلة كالسباحة أو المشي السريع باستمرار وإنقاص ملح الطعام وتخفيض الوزن وممارسة التأمل الذي يساعد على التخلص من الضيق النفسي والقلق والإجهاد مما يؤدي إلى الاسترخاء .
ويبدو أن تأثير الرياضة المنخفضة الشدة مثل المشي السريع والرياضة المعتدلة الشدة مثل العدو البطيء في تخفيض ضغط الدم مساؤ لتأثير الرياضة العالية الشدة كالركض مثلا .
والرياضة المعتدلة لبا تخفض فقط ضغط الدم المرتفع بل وتمنع حصوله عند الأشخاص المؤهيين لذلك .
إن ممارسة الرياضة بانتظام واكل الغذاء المنخفض الكوليسترول والدهون يجعلان ضغط الدم طبيعيا في بعض الحالات فتنعدم الحاجة إلى اخذ الأدوية أو يمكن تخفيض مقاديرها .
أرجو الملاحظة أن الرياضة العنيفة كرفع الأثقال والتدريب على أجهزة الحديد بالأوزان الثقيلة حيث تكون المقاومة عاليا جدا فيمكن أن ترفع ليس فقط من الإجهاد البدني بل ومن ضغط الدم أيضا ويمكن أن تزيد من الجذور الحرة سيئة الصيت في الجسم لذلك يقال عن الرياضة (don’t over do it ) لان في الإكثار أضرار .
الرياضة تطيل العمر :
في دراسة شملت عدة آلاف من الرجال والنساء تم تصنيفهم إلى عدة مجموعات من حيث مستوى لياقتهم البدنية بعد ضبط الأعمار وقياس مستوى لياقة القلب والرئتين باختبارات على البساط المتحرك(treadmill)وتمت متابعتهم لعشرات السنين ،وقد تبين للباحث انه كلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية انخفض معدل الوفيات .
وتساعد الرياضة في خلو الشرايين من الرواسب لأنها تخفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار الذي يترسب في الشرايين ويساهم في تضيقها وانسدادها في حين ترفع الكوليسترول الجيد الذي يعمل على إزالة الكوليسترول الضار من الشرايين ونقله إلى الكبد حيث يتم طرحه .
مرضى القلب والرياضة :
على المصابون بأمراض القلب والضغط أن يهتموا باختيار رياضتهم .
إن الرياضة المناسبة لمرضى القلب هي المشي والسباحة لمدة قصير والألعاب الأرضية والهرولة الخفيفة لكن من المهم جدا اخذ قسط من الراحة أثناء هذا التدريب أي لا تجهد نفسك استرح عندما تشعر بالتعب أو ضيق في التنفس أو ثقل على الصدر.
ويجب تحاشي الرياضة الغير مناسبة والتي تؤدي إلى إجهاد القلب كصعود المرتفعات ورفع الأثقال والركض لمسافات طويلة والملاكمة وافضل وقت لممارسة الرياضة هو في الصباح البكر وقبل تناول وجبة الإفطار .
* مستشار (دكتوراه)الغذاء الصحي والثقافة البدنية
[email protected]