يشعر الإنسان أحيانا بأنه يدور حول نفسه، أو بأن الدنيا تتشقلب او تدور امام عينيه. وإحساس كهذا، نسميه بالدوار، وكثير منا يصاب بدوار الحركة عندما نسافر بالسيارة او الباخرة او الطائرة.
أسباب الدوار كثيرة، منها نفسية كما هو الحال في مرضی القلق النفسي او لمجرد التطلع الى الشارع من مكان مرتفع، ومنها ما يعود الى اصابات المخيخ الموجود في مؤخرة الرأس او انسداد أحد شرايينه.
وإصابات الرأس کارتجاج المخ وما ينتج عنه من خلل وقتي في وظائفه، وقصور الدورة الدموية لجذع الدماغ، او اصابته بالنزف او الالتهاب او الأورام كلها تسبب الدوار.
وكثيرا ما يحدث الدوار عند المرضى الذين يعانون من تضيق الفقرات العنقية او ديسك الرقبة، بمجرد تحريك الرأس أو الالتفات يمينا او يسارا نتيجة لقصور وقتي يصيب الدورة الدموية المخية كما أن التهاب العصب السمعي او اورامه وتراكم الشمع في الأذن والتهاب الأذن الوسطى وتصلب شرايين المخ قد تؤدي كلها إلى الإصابة بالدوار.
وهناك العديد من الأدوية التي قد تسبب الدوار بمجرد تعاطيها لبضعة ايام ومن أمثلتها بعض المضادات الحيوية وبعض مضادات الروماتزم وبعض الأدوية المضادة اللحساسية.
اما الدوخة فقد تحدث في حالات اضطرابات عمل القلب والأوعية الدموية وعلى الأخص حالات هبوط ضغط الدم او ارتفاعه. وقد تحدث الدوخة بمجرد تحريك الرقبة في بعض الأشخاص ذوي الحساسية الخاصة بشرايين الرقبة التي تحمل الدم من القلب الى المخ، أو نتيجة للذعر والفزع لمشهد معين او أي مؤثر مؤلم، وفي هذه الحالة يهرب الدم من عروقهم فتشحب وجوههم ويغشي عليهم. وقد تحدث الدوخة في حالات فقر الدم وهبوط مستوى السكر في الدم اثناء الصيام او لأي سبب آخر.
من خلال ما تقدم، يتضح لنا أن الدوار والدوخة اعراض شائعة الحالات مرضية مختلفة، تتفاوت في خطورتها من ابسط الأمور الى اخطرها، وما هي إلا صفارات انذار تقرع أذاننا حتى نلتمس المشورة الطبية لتحديد السبب الأصلي وعلاجه في الوقت المناسب قبل فوات الأوان.
د. سميح خوري
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد
