تتلخص العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري بالآتي :
1- العمر : تكثر الإصابة بمرض السكري قليلا اثناء العقد الثالث من العمر، وتنتشر هذه النسبة بسرعة شديدة لتصل ذروتها بعد سن الأربعين.
2- الجنس : أن نسبة اصابة الإناث بمرض السكري اكثر من نسبة اصابة الذكور به، خصوصا بعد سن الأربعين، وقد يكون السبب في ذلك هو تكرار الحمل والزيادة في الوزن. .
3- السمنة : من المعروف ان حوالي 25% من اصحاب الأوزان الثقيلة مصابون بمرض السكري. كما بلاحظ ان 70% من مرضى السكري مصابون بالسمنة، والسمنة قد تؤدي الى اجهاد غدة البنكرياس.
4- الوراثة : من المعروف ان هناك عائلات ينتشر مرض السكري بين أفرادها بصورة تؤكد وجود عامل وراثي وراء حدوث الإصابة بهذا المرض.
5- الإصابة بنوع معين من الفيروسات قد تؤدي الى ظهور المرض في صغار السن.
6- نقص في جهاز المناعة . فأي اضطراب او نقص في هذا الجهاز يؤدي إلى زيادة حساسية خلايا البنكرياس للعوامل الخارجية، وهذا يسبب تلف الخلايا التي تفرز هرمون الأنسولين.
هناك تساؤل عن تأثير مرض السكري على الحمل، في الواقع يكون التأثير مزدوجة.. فمرض السكري يؤثر على الحمل، وكذلك الحمل ذاته يؤثر على مرض السكري.. ففي الحالات غير المرضية، نجد أن نسبة السكر في دم الحامل الصائمة تتراوح ما بين 60 %– 90% ملغم. وعند تقدم الحمل تقوم المشيمة بافراز هرمون (اللاكتوجين) الذي له تأثير مضاد للأنسولين. وهذه التغيرات الحاصلة أثناء الحمل مع ازدياد في حجم المشيمة، تؤدي الى زيادة في عمل خلايا البنكرياس لإفراز مزيد من الأنسولين.
فإذا كانت هذه الخلايا مجهدة أصلا.. فقد يظهر مرض السكري لأول مرة اثناء الحمل. ويختفي هذا النوع من مرض السكري في 95% من الحالات في عملية الوضع والتخلص من المشيمة.
هنالك ميل لكبر حجم الأجنة عند المصابات بالسكري مما يسبب عائقا للولادة لو سمح للحمل أن يستمر حتى نهاية فترة الحمل. وربما يكون سبب زيادة حجم الجنين زيادة افراز بنكرياسه لهرمون الأنسولين بسبب ارتفاع سكر دم الأم الذي يعبر المشيمة، وكما نعلم فإن الأنسولين من الهرمونات البانية، التي تزيد من بناء حجم الجسم نتيجة تكوينه للمواد الزلالية.. فانخفاض مستوى سكر دم الجنين الذي يحصل بسبب تفاعل بنكرياسه مع مستوى سكر دم الأم المرتفع هو الذي يجعل حياة اجنة الحوامل المصابات بالسكري عرضة
للخطر أكثر من أجنة الحوامل السليمات في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل. ومن المضاعفات التي تحصل للجنين من جراء المرض، التشوهات الخلقية للجهاز العصبي والقلب.
ومن المهم الاكتشاف المبكر لسكر الحمل.. لأن التأخر في علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للجنين، ويمكن التنبؤ بحدوث الإصابة به اذا كان هناك اقرباء للحامل مصابون بمرض السكري، خصوصا اذا كانوا أقرباء من الدرجة الأولى. وأيضا اذا حدث في حالات حمل سابقة ظهور السكر في البول او وفاة الجنين أو زيادة وزنه عن المعدل الطبیعی او اصابته بتشوهات.
ومن الأدلة الهامة الأخرى التي تثير الشكوك السمنة المفرطة للحامل اوتكرار اجهاضها قبل ذلك.
وفي جميع الحالات يجب فحص سكر الدم للتأكد من عدم الإصابة.
إن أهم خطوة في علاج الحامل المصابة بمرض السكري وتجنب جنينها المضاعفات كالتشوهات الخلقية، هي المحافظة على مستوى طبيعي وثابت لسكر الدم قبل حدوث الحمل وطوال فترته.
و هناك ثلاثة أهداف هامة لعلاج الحامل المصابة بمرض السكري لحماية الجنين، ومن هذه الأهداف:
1- المحافظة على مستوى طبيعي وثابت لنسبة سكر الدم طوال فترة الحمل.
2- العناية والمراقبة المستمرة للجنين اثناء فترة الحمل وأثناء الوضع.
3- العناية المركزة للطفل بعد ولادته من قبل اختصاصی طب الأطفال.
وعلاج الحامل المصابة بمرض السكري لا يتم إلا عن طريق الحقن بالأنسولين فقط ولا مجال هنا للأقراص، ويستحسن أن تقوم الحامل بفحص نسبة السكري في الدم عدة مرات في اليوم.
عادة يراقب الجنين من خلال الفحوص بالموجات فوق الصوتية لمتابعة نمو الجنين وحجمه، وهناك فحص مخبري خاص يبين للطبيب مدى اكتمال نمو الرئتين.
وفي كثير من الأحيان تتم عملية الوضع بطريقة طبيعية خاصة اذا التزمت الحامل بتعليمات طبيبها طوال فترة الحمل. وفي حالات أخرى يضطر طبيب التوليد الى التعجيل بالعملية القيصرية اذا كان عمر الحامل اكثر من 30 سنة او إذا حدثت مضاعفات اثناء ولادات سابقة، او اذا كان حجم الجنين كبيرا او عند وجود زيادة كبيرة في كمية السائل المحيط به.
من النصائح العامة للمصابة بمرض السكري، من المستحسن عدم الحمل في الحالات التي لا يمكن السيطرة فيها على مرض السكري لأسباب خارجة عن ارادة الطبيب كإهمال المريضة في المواظبة على العلاج، كذلك فإن وجود مضاعفات شديدة في شبكية العين أو في الكليتين يعتبر مانعا للحمل.
د. سميح خوري
اختصاصي الأمراض النسائية والتوليد
مصدر الصورة
pixabay.com