مصطفى شقيب *
يحتوي الدماغ على نصفين، نصف أيمن ونصف أيسر. فهل توجد فروق هامة في عمل هذين الجزأين من الدماغ؟ في الواقع، الفكرة التي مفادها أنّ الناس يستخدمون نصفا دماغ أكثر من الأخر، هي مجرد خرافة.
هل أنت بالأحرى دماغ أيمن أم دماغ أيسر؟ ربّما سبق لك إجراء الاختبار في مجلة ما أو على موقع متخصص في علم النفس… يحيل هذا السؤال الى الفكرة القائلة أنّ أحد نصفي الكرة الدماغي يهيمن أكثر من الآخر، وهو ما قد يفسر شخصية الأفراد.
في البداية، لدى دراسة الدماغ، استطاع الباحثون أن يبينوا تخصص المناطق الدماغيّة. وهكذا في القرن التاسع عشر، وصف كل من بول بروكا وكارل فيرنيك مناطق من النصف الدماغي الأيسر تبرز في عملية الكلام: منطقة بروكا ومنطقة فيرنيك. فبدأت هذه الاكتشافات في استلهام فكرة عدم تماثل الدماغ. فتمييز الوجوه يتم التحكم فيه من طرف منطقة النصف الدماغي الأيمن.
ويتم أداء الوظائف الحسّيّة والحركية من طرف نصفي الدماغ. اما عضلات الجزء الايسر من الجسم فيتم التحكم فيه من طرف النصف الايمن من الدماغ، والعكس بالعكس، ما يعطي الانطباع أنّ نصفي الدماغ يعملان بشكل مستقلّ عن بعضهما البعض. غير أنّهما يتواصلان من اجل انجاز مهام معقّدة.
خرافة مترسخة جيّدا في علم النفس
يتم غالبا تقديم الدماغ الأيسر على أنه جانب التفكير المنطقي والعقلاني، فيما الجانب الأيمن مرتبط بالأحرى بالحدس والعاطفة. وهكذا قد تكون شخصيات “الدماغ الأيسر” أو “الدماغ الأيمن”، التي تستعمل جانبا من الدماغ أكثر من الآخر. بل يخصّص هذا المفهوم غالبا الدماغ الأيسر للرجال والأيمن للنساء، اللواتي يُعرفن بحدسهنّ أكثر… كما أنّ الفنانين، المرتبطين أكثر بالإبداع، قد يستعملون الدماغ الأيمن!
غير أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خرافة لم تُؤسَّس على معارف علميّة مبرهن عليها: ليس من الممكن تحديد شخصيات عن طريق تخصص جانب دماغي مهيمن على الجانب الآخر. إننا نستعمل كلى جانبي الدماغي، مهما كانت شخصيتنا.
*كاتب في علم النفس
المغرب
المرجع: الموقع العلمي https://www.futura-sciences.com/sante/
مصدر الصورة pixabay