مصطفى شقيب *
الثلوج، قد يغرينا تناولها! ففي التزلج على الجليد، نجهد أنفسنا، نتعرق ونفقد الكثير من الماء. ونحن محاطون بهذه المياه الصلبة، لا نستطيع أحيانا المقاومة. إذن، هل يمكننا شرب الثلج دون مخاطر؟
أثناء التزلج، قد تفرغ قِربتنا، وفي حالة العطش الشديد، لم لا نتناول الثلج؟ غير أنّ الأمر يتعلق بماء في حالة صلبة. وبالفعل، فتغيّر حالته عمل على تغيير بعض من خصائصه الكيميائيّة: واستهلاكه قد يكون له تبعات مضرّة على الجسم البشري. بالطبع، تذوق بعض الرقائق مرة واحدة لم يشكّل أبدا مشكلة، لكن يجب تفادي فعل ذلك بانتظام.
فعندما يتغيّر الماء ويصبح ثلجا، تتغيّر لديه خاصيتان رئيسيّتان: درجة الحرارة وكمية المعادن. فقضم الثلج، الذي تبلغ درجة حرارته الصفر، قد يسبّب صدمة حراريّة. يفقد الجسم إذ ذاك الحرارة (وهو ما ينبغي تحاشيه في الجبال)، وقد تحدث حالات إسهال حادّة، لذلك سيكون من الأفضل تذويب الثلج.
الثلج لا ذوق له
ومن ناحية أخرى، لا يحتوي الثلج على المعادن. فتصفيته طبيعيّة، وهو أقلّ إزالة للعطش دون معادن. وهو ليس مضرّا في حد ذاته، غير أنّ شربه قد يقود الإنسان إلى الرغبة في استهلاك المزيد أو مصادر أخرى أقلّ صلاحية للشرب. فمسألة تأثير المعادن في الماء على الصحة البشرية هو موضوع العديد من الدراسات. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فمن شأن استهلاك الماء منزوع المعادن أن يعمل على تغييرالهوميوستازي (استقرار الثوابت الفيزيولوجية عند الاحياء) في الجسم. ويتعلق الأمر بضبط توازن وسط ما، المتمثل في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، وثبات الصبيب الدموي…الخ. وبينت بعض الدراسات التي أُجريت لدى الحيوانات، أنّ الماء منزوع المعادن يؤدي إلى إِدرَار البَوْل أو يخفف الإلكتروليتات في الأمعاء ويتلف وظيفة الأعضاء الحيوية.
ففي الجبال، حدث أنّ بعض المتسلّقين عانوا من مشاكل صحية مهمّة بعدما تناولوا الثلج المذاب أثناء جولتهم. فضلا عن ذلك، لوحظ تورم الدماغ أو الحُماض الأيضي لدى أطفال كان يتم إعداد شرابهم جصرا بالماء منزوع المعادن.
على أيّ، ليس من المفترض أن يكون لشرب الثلج، بعد إذابته، من وقت لآخر، تأثير كبير على الجسم. ومع ذلك، يجب تفادي الاستهلاك المنتظم، وفي حالة انعدام الخيار، فمن شأن تمليح الماء قليلا أو مزجه بحساء مثلا، أن يُمَكّن من سدّ هذا العجز مؤقّتا.
*كاتب في علم النفس
المغرب
المرجع: الموقع العلمي https://www.futura-sciences.com/sante/
مصدر الصورة pixabay
