ترجمة: مصطفى شقيب *
نرغب جميعنا في امتلاك دماغ عال الأداء وهذا لأطول فترة ممكنة. ولتغذيتنا تأثير مباشر على صحتنا البدنيّة والعقليّة. فما هي الأغذية المفضلة لتغذية خلايانا العصبيّة؟
يتألّف الدماغ من أكثر من 100 بليون خلية عصبيّة. وتتواصل الخلايا العصبيّة فيما بينها قصد معالجة البيانات الصادرة من الخارج وبالتّالي التجاوب. تعمل باستمرار، حتّى خلال نومنا! ومن المعروف أنّ تغذيتنا تلعب دورا في الحالة الصحية لقلبنا أو لشراييننا. وهذا أيضا صحيح لصحة دماغنا! فبعض الأغذية تقي أو تعزز الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر أو مرض باركنسون. فما هي الاغذية التي يفضَّل تناولها من اجل الحفاظ على دماغنا في صحة جيّدة؟
الأغذية ذات المؤشر السكري المنخفض
يفضل تناول الاغذية من اجل الحفاظ على حيوية دماغنا وصحة جسمنا بشكل عام. فهو يعمل على رفع معدل السكر في الدم ببطء، ولهذا نتحدث عن السكر البطيء في مقابل السكر السريع. ويتعلق الامر بالحبوب الكاملة والخضر الجافّة (العدس، الحمص، الفاصوليا، الفول…). وبموازاة ذلك، يتم تفادي الأغذية ذات المؤشر السكري المرتفع، مثل الكعكات أو الحلويات. وهي التي ترفع معدل السكر في الدم بشكل سريع جدّا، ما يسبّب الإحساس بالتعب.
القهوة
لها مفعول تعزيزي فوري بفضل الكافيين التي تحتويها: إنها تزيد قدرات الانتباه والتركيز لدى الدماغ. القهوة مادة نشطة نفسياً ينبغي استهلاكها باعتدال (ثلاثة فناجين في اليوم كحد أقصى). وينبغي أيضا تفادي شربها بعد الخامسة مساء قصد تفادي الأرق.
الشاي
يحتوي على قدر أدنى من الكافيين مقارنة بالقهوة، وهو غني بالتانين، الذي يحدّ من امتصاص الكافيين من طرف الجسم. وليس للشاي أيّ تأثيرات مثيرة غير أنّ له تأثيرات مهدئة. وقد يكون من المفيد المزاوجة بين الشاي والقهوة.
الأسماك الدهنيّة
الأسماك الدهنيّة غنيّة بأحماض أوميغا-3. وهي تُعتبر أساسيّة لحسن عمل الخلايا العصبيّة. فهي تعزز صحة الدماغ على المدى الطويل وتقي من الأمراض التنكسية العصبية. ويعدّ السلمون الأكثر شهرة من بين الأسماك الدهنيّة، وهو ليس الوحيد، فهناك : التونة، والإسقمري، والرنكة والسردين التي هي أيضا غنية جدّا بأحماض أوميغا-3.
الأغذية الغنيّة بالحديد
الأغذية الغنيّة بالحديد مثل اللحم الأحمر، أو لحم البطّ، أو العدس أو المحار تعزز نقل الأكسجين في الجسم. فوظائف التركيز والتخزين في الدماغ تتطلّب كميات كبيرة من الأكسجين.
الثمار الحمراء والثمار العنبية
الثمار الحمراء والثمار العنبية وأغلب الخضر غنيّة بمضادات الأكسدة. فهي تتيح محاربة الجذور الحرة التي تقضي على خلايا دماغنا.
الماء
يتألّف الدماغ من 75% من الماء. عندما يجف دماغنا، تنخفض قدرات التركيز بسرعة كبيرة. وقد يصيب الإعياء وتحدث الصداعات. ويوصى بـ 1,5 إلى 2 لتر من الماء كلّ يوم. وللتذكير، الماء هو الشراب الأكثر تمييها. وينبغي تفضيلها على شراب الصودا .
استكمالا لتغذية متنوّعة ومتوازنة، من شأن عادات غذائية صحية بسيطة تعزيز الحيوية الذهنية وصحة عامة جيّدة. ويلعب النوم دورا أساسيّا ًفي عمليات التعلّم. فخلال الليل، يصنّف الدماغ المعلومات التي يستقبلها خلال اليوم.
كما أنّ النشاط الرياضي المنتظم، دون أن يكون حتما شديدا، يسهم أيضا في حسن سير الجسم وبالتالي الدماغ. ولعبة كرة المضرب مهمّة بشكل خاصّ في هذا: فالدماغ لا يتوقف عن احتساب الموقع المثالي للجسم مقارنة بمكان وسرعة الكرة!
* كاتب علمي ومترجم – المغرب
المرجع: الموقع العلمي https://www.futura-sciences.com/sante/