مصطفى شقيب
كاتب ومترجم من المغرب
احدث بعض أخصائي الفيزيولوجيا العصبية لدى بعض المرضى وهم أداء حركات وذلك بتنشيط كهربائي للقشرة الدماغية الجانبية.
أين تتواجد في الدماغ منطقة الرغبة في التحرك؟
كشفت تجربة أجراها فريق مايكل ديسمورجي ، جامعة ليون 1 ، للمرة الأولى تورط القشرة الجدارية في نية أداء الحركات [1]. دور القشرة الأمامية قبل الحركية المعروف بإرسال الأوامر الحركية للعضلات، تم توكيده أيضا من خلال هذه الأعمال.
قام الباحثون بتنفيذ تحفيزات كهربائية في أدمغة سبعة متطوعين خاضعين لعملية لإزالة ورم -تحت تخدير موضعي-وكان عليهم التصريح بالأحاسيس التي شعروا بها. أفاد أولئك الذين حفزت قشرتهم الجدارية أنهم شعروا بالحاجة إلى تحريك بعض الأجزاء من أجسادهم. بل إن أحدهم، الذي خضع لنبضات اشد قوة، صرح انه حرك شفتيه وأعرب عن قلقه مما أمكن قوله، بالرغم من عدم صدور أية حركة. لقد كان لديه وهم بالتحرك!
ويجب ربط هذه النتائج بتلك ، المذهلة أيضا ، والتي تم الحصول عليها عن طريق تحفيز قشرة الفص ما قبل الأمامي وحده. كان المرضى الملاحَظون يحركون الأصابع، يرفعون أحيانا حتى أياديهم، شدة الحركة تزداد مع زيادة شدة التحفيز، ولكنهم لا يذكرون أية ذكرى. حتى أنهم يدعون أنهم لم يتزحزحوا.
تشددت هاتان الملاحظتان الإضافتان على مدى الأهمية الأساسية لكذا منطقة للتماسك العام لكامل الدماغ، وفقا لبروتوكول لا يزال غامضا، تعمل مناطق الدماغ المختلفة حسب نظام شبكات.
بيت القصيد من هذه الدراسة هو في عزل المساهمات الخاصة بكل جزء وتحديدها بالنسبة إلى العمل العام. وفقا لانجيلا سيريغو ، التي شاركت في هذه التجربة ،”نية القيام بحركة إرادية تسبب نشاطا دماغيا في المنطقة الجدارية ، التي تتصل مع القشرة الأمامية قبل الحركية. في المقابل، تشير هذه الأخيرة إلى أنه تم تنفيذ الحركة.
وهذا ما يسمح للشخص المختَبر بالوعي بذلك. هذه الدائرة تدخل فارقا زمنيا بين البدء الحركي وظهور نيته على مستوى الوعي، فارق زمني سبق تسجيله في أعمال بنيامين ليبيت من جامعة كاليفورنيا [2] ، ثم تشون سيونج سون من معهد ماكس بلانك في لايبزيغ [3].
والأبحاث مازالت جارية للكشف المزيد من خبايا الدماغ.
[1] M. Desmurget et al., Science, 324, 812, 2009[2] B. Libet et al., Behav. Brain Sci., 8, 529, 1985.
[3] C.S. Soon et al., Nature Neuroscience, 11, 543, 2008.