الأكزيما مرض جلدي شائع تصل نسبته الى حوالي 30 % من الأمراض الجلدية. وهي التهاب غیر جرثومي ناتج عن تعرض الجلد لعوامل خارجية أو داخلية. وقد تصيب الأكزيما أية منطقة من الجسم.
والاكزيما انواع من أهمها اكزيما اليدين وهذه تكون حوالي 20% من انواع الاكزيما. وتصل نسبة الاصابة باكزيما اليدين في البلدان الغربية مثل السويد الى 11.2%.
الأكزيما الفقاعية.. ما هي؟
تسمى الأكزيما الفقاعية احيانا الاكزيما الحويصلية او الاكزيما التعرقية. وهي نوع من الأكزيما تصيب اليدين غالبا وأحيانا القدمين. وسميت بالفقاعية او الحويصلية لظهور فقاعات صغيرة الحجم في راحة اليد وأحيانا في باطن القدم، مما يميزها عن انواع الأكزيما الاخرى التي تصيب اليدين. وكان يعتقد سابقا بوجود علاقة بالغدد العرقية الجلدية نظرا لزيادة التعرق في المناطق المصابة عند بعض المرضى.
وتصيب الأكزيما الفقاعية غالبا راحة اليدين وجانبي الاصابع في 80% من الحالات، وتصيب باطن القدمين في 8% من الحالات، وفي 12% من الحالات تصيب اليدين والقدمين معا.
وتتميز هذه الأكزيما بالحكة الشديدة، وبظهور فقاعات جلدية صغيرة وشفافة قد تتحول احيانا الى فقاعات صديدية نتيجة الالتهاب البكتيري الثانوي، ولا يوجد احمرار جلدي في المناطق المصابة على عكس معظم أنواع الأكزيما الاخرى.
وتصيب الأكزيما الفقاعية معظم الأعمار. لكن بشكل خاص سن العشرينيات والثلاثينيات وهي نوع معاود من الاكزيما يصيب المريض في فترات متكررة من العمر، وتظهر بشكل واضح في فصل الصيف وتختفي او تتحسن في فصل الشتاء. وهي مرض غير معد نهائیا.
أسباب الأكزيما الفقاعية
السبب رئيسي غير معروف، لكن يعتقد بوجود عوامل كثيرة تساعد على ظهور المرض اهمها:
عوامل وراثية، عوامل نفسية، بعض الأدوية وعوامل بيئية مثل حرارة الجو المحيط.
تشخيص الأكزيما الفقاعية
يتم التشخيص غالبا عن طريق الفحص السريري، وأحيانا بعد اخذ عينة مجهرية سطحية، وفي حالات قليلة عن طريق اخذ خزعة من الجلد.
وتتشابه الاكزيما الفقاعية مع كثير من الامراض الجلدية الاخرى اهمها: الاكزيما التماسية، الصدفية، الفطريات الجلدية والالتهابات البكتيرية.
تعقيدات المرض
اهمها اولا: الالتهاب البكتيري الثانوي وتحول الفقاعات الشفافة الى فقاعات صديدية. وثانيا: اصابة الاظافر وتظهر على شكل تنقير الاظافر، وزيادة سماكتها، وتغير لونها وأحيانا تأكلها.
علاج الأكزيما الفقاعية
رغم ان الاكزيما الفقاعية مرض مزمن ومعاود، ويستمر عادة عدة شهور او عدة سنوات إلا ان العلاج فعال في معظم الحالات ويؤدي الى تحسن الاكزيما بدرجة كبيرة ولفترات متفاوتة.
ويعتمد العلاج على شدة المرض، ومناطق الاصابة وعمر المريض، وهو على اشكال مختلفة أهمها ادوية موضعية او ادوية عن طريق الفم.
د. طارق السعدون
اختصاصي الامراض الجلدية والتناسلية