يمثل سرطان الثدي السبب الرئيسي الثاني للوفيات بالسرطان عند النساء بعد سرطان الرئة، والمرض الأكثر تسببا بالقلق عندهن.
والسلاح الأفضل المستخدم حاليا لمقاومته، ومنع الوفيات به يتمثل بالكشف المبكر عن وجوده، اي تعرف وجوده ومعالجته قبل أن ينتشر في الجسم، وكلما اكتشف سرطان الثدي مبكرا، كانت فرصة الشفاء منه اكبر.
والتقنيات المتوفرة حاليا للكشف عنه في مرحلة مبكرة عند النساء اللواتي يبدين في صحة جيدة، هي التصوير بالأشعة السينية ورسم الثدي شعاعيا.
وفي الوقت الذي لا يوجد فيه شك في دور الفحص السنوي بهذه التقنيات في إنقاذ حياة الكثيرات فوق سن الخمسين، فان الجدل يدور ومنذ عقدين حول فائدتها للنساء من سن 40-49 سنة، ولكن ومع البيانات الجديدة المتراكمة من دراسات شملت مئات الالاف من النساء في مختلف انحاء العالم، فان نهاية هذا الجدل تبدو قريبة.
وخلال الاجتماع السنوي لجمعية اختصاصيي الأشعة في أميركا الشمالية والذي عقد في شيكاغو، وقدمت فيه دراسات تدعم دور التصوير السنوي للثدي في انقاذ حياة النساء ممن هن في الأربعينات من عمرهن
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات لوحدها ليست مقنعة، الا أن عددا من الدراسات الأخرى اوصت باهمية اجراء تصوير الثدي للنساء تحت سن 50 سنة.
ومن المعروف ان رسم الثدي شعاعيا قادر على كشف وجود اية اورام في الثدي قبل أن يمكن الاحساس بها بواسطة اليد، ومع ذلك، لا يمكن به کشف كافة هذه الأورام، وحتى انه احيانا لا يكشف أوراما يمكن الاحساس بها باليد من قبل المرأة نفسها او طبيبها.
و الجدل الدائر حول هذه التقنية لا يتمثل في كونها آمنة أو ذات جدوى كوسيلة كشف مبكر، ولكن ما اذا كانت فعالة بما يكفي لكشف اية اورام عند النساء الصغيرات نسبيا لجعلها بالتالي جديرة بالاهتمام.
هذا ويحدث سرطان الثدي عند النساء في الأربعينات من العمر بنسبة أقل من النساء الأكبر، مما يجعل «المردود» من تقنية الرسم الشعاعي للثدي قليلا عند النساء الأصغر سنا، اضافة الى ان نسيج الثدي عند هؤلاء النسوة اكثر كثافة مما يجعل كشف الاورام السرطانية أكثر صعوبة، كما ان اورام الثدي السرطانية تنمو سريعا في النساء الصغيرات في السن مما يعني امكانية الكشف عنها في مرحلة من نموها تقل عما يلزم للمعالجة اضافة لكل ما سبق فان الكلفة ستكون عالية لإجراء التشخيص هذا على مدى حياة المرأة.
على أية حال، فان التوجه الذي يقول به الأطباء أن النساء في الاربعينات من العمر، واللواتي يجرين فحوصات منتظمة للثدي – حتى لو مره كل عامين – هن اقل تعرضا للموت بسرطان الثدي من النساء اللواتي لا يجرین مثل هذه الفحوصات المنتظمة.