يصاب بعض الأشخاص بأعراض مرضية في شهر رمضان بسبب تغيير عاداتهم الغذائية وامتناعهم عن الطعام والشراب، وهذه الأعراض تحدث في العادة في الأيام الأولى من الصيام، حيث يسارع البعض إلى مراجعة الطبيب المختص والعيادات الطبية.
ومن أهم هذه الأعراض المرضية التي تصيب بعض الصائمين نذكر:
هبوط السكر في الدم
تتمثل أعراض وشكاوي نقص السكر في الدم بالتعب الشديد والدوخة والإعياء وتشتيت التركيز وغثيان وتعرق ورجفة وصداع وخفقان وعدم القدرة على القيام بالمجهود البدني اليومي المعتاد .
إن حدثت هذه الأعراض فهي بلا شك تشير لهبوط مستوى السكر في الدم ، كما يجب الإشارة إلا أن مثل هذه الأعراض قد تحدث عند الإفراط في تناول السكريات وخصوصا الحلويات والأطعمة عالية المحتوى السكري وخاصة وقت السحور وكاستجابة لهذا الإفراط يفرز الجسم كميات كبيرة من الأنسولين مما يؤدي لهبوط السكر لذا يجب تجنب مثل هذه الأطعمة والعصائر الغنية بالسكر وقت الفطور .
أما مرضى السكري والذين قد يحدث عندهم هبوط لمعدل السكر في الدم يجب عليهم فورا قطع الصوم وتناول قطعة من السكر أو العسل حتى لو حدث هذا قبل الإفطار بدقائق لأن الدخول بغيبوبة السكر خطر أكبر ، فالوقاية منه أمر سهل جدا ويكون بتناول أي طعام سكري ومن ثم استشارة الطبيب المعالج لتعديل جرعات الدواء لذا من الضروري أن يراجع مرضى السكري أطبائهم قبل رمضان من أجل تعديل جرعات الدواء وأوقاتها سواء كانت على شكل أقراص أو إبر الأنسولين .
الإصابة بالصداع
إنه من الشكاوي الشائعة في رمضان كبارا أو صغارا وله عدة أسباب منها
قلة النوم والسهر الطويل
الحرمان من قهوة الصباح والسجائر والتي كان معتادا عليها أيام الإفطار
الجوع الشديد
التعب والمجهود البدني المبذول خلال النهار
الضغوطات النفسية والتوتر العصبي
أسباب مرضية كالشقيقة أو تقلصات العضلات في الرقبة أو أمراض العيون أو الأسنان أو التهابات الجيوب أو ارتفاع ضغط الدم
ولتجنب هذا الصداع في رمضان يجب تخفيف القهوة والشاي والتدخين تدريجيا قبل أسبوع على الأقل من بدء الصوم ، وتجنب السهر قدر الإمكان وأخذ قسط كاف من النوم .
آلام المعدة
حموضة حرقة غثيان تقلصات تخمة كلها شكاوي شائعة في رمضان خصوصا في الأيام الأولى من الصوم حتى أن البعض لا يكاد يتنفس من شدة التخمة والانتفاخ .
قد يصاب الكثير من الصائمين بعد تناول وجبة إفطار إكسترا بها ما لذ وطاب من أطعمة وأشربه بأحد أو أكثر من هذه الشكاوي معا والسبب إن المعدة تكون خالية من الطعام خلال النهار وخاصة لفترات طويلة كأيامنا هذه والتي قد يستمر الصوم بها أكثر من 14 ساعة وعند تناول الطعام والعمل على ملئ هذه المعدة خلال ربع ساعة أو أقل لحد التخمة فإنه بلا شك ستصاب المعدة بالإجهاد وعسر الهضم فلا تستطيع هضم هذه الكمية الكبيرة من الطعام والتي قد تؤدي لخروج الطعام منها بدون هضم أو ارتداده للمريء والضغط على صمامات المعدة ومن ثم الشعور بالحرقة والحموضة والانتفاخ وعسر الهضم .
لذا يجب الاعتدال في تناول الطعام وبكميات قليلة وعلى عدة وجبات خفيفة والبدء بتناول السوائل والشوربات والسلطات ومن ثم تناول الطبق الرئيسي وبكميات معتدلة لا تصل لحد الشبع وعدم تناول الفاكهة مباشرة بعد الأكل ، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للنظام الغذائي يجب مراجعة الطبيب المختص لأخذ الدواء المناسب .
الإصابة ببعض التشنجات العضلية
لأن الكثير منا يمارس عادات غذائية خاطئة والتي قد ينتج عنها نقص بالعناصر الحيوية كالفيتامينات والمعادن كالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم ، فقد يصاب الكثير منا بتشنجات وآلام عضلية وعصبية والحل يكون بتناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم كالخضار والفواكه والتمر واللبن كذلك على المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أو المصابين بحصى الكلى مراجعة أطبائهم لتخصيص برامج غذائية مناسبة لهم خلال فترة الصوم .
آلام مفصلية
أكثر هذه الشكوى تأتي من المسنين وتتمثل بآلام في الركبتين مع زيادة الصلاة في رمضان وفترات الوقوف الطويلة ، لذا يجب على المرضى المصابين بالتهاب المفاصل بإنقاص أوزانهم إذا كانوا يعانون من أوزان زائدة وأخذ العلاج المناسب والعمل على تدريب الساقين قبل رمضان لتكون مهيأة لمزيد من الجهد خصوصا الصلاة في رمضان حتى يكون الصائم قادرا على التمتع بصلاته دون ألم وإزعاج لينال أجر وثواب وبركات شهر رمضان .
الدكتورة إيناس بركات