الدكتور مصطفى شقيب
الكذاب ، عكس ما يشاع،يميل إلى النظر إلى مخاطبه أكثر من أي شخص آخر يقول الحقيقة.
يُعتقد في الغالب أن الكذاب يُزيح بنظره مخافة أن يفضح، وأنه ومن أجل كشف الكذاب من طرف مخاطبه، يكفي أن تطلب منه إعادة الحديث ، وأن ينظر مباشرة في عينيك .
لكن هل هذا الاعتقاد يطابق الحقيقة؟
من أجل معرفة ذلك، عمل باحثون في علم النفس، على إنجاز خلاصة أبحاث عديدة حول الموضوع، فلاحظوا أن بعض العلامات تفضح فعليا الكذاب؛ إذ يميل الكذاب إلى تسجيل وقفات خلال خطابه، أو التردد، وقليلا ما يصاحب حديثه حركات الأيدي.
فيما يخص النظر على أي حال، يبدو أن الكذاب لا يزيح بنظره، بل على العكس من ذلك تماما.
طلب الباحثون في تجربة بإحدى المطارات إلى المسافرين قول الحقيقة -حول وجهتهم- أو الكذب.
كان على الملاحظين تسجيل عدد المرات الذي كانوا فيه يزيحون بنظرهم ، أو على العكس يبحثون عن تلاقي أعينهم بأعين مخاطبيهم .
تبين من بين 338 مسافرا الذين ثم استجوابهم ،أن الكذابين يسعون غالبا إلى الاتصال البصري بمخاطبيهم ، أكثر من الصادقين .
كيف نفسر هذا التأثير؟
الكذاب يميل إلى التشكك في مصداقيته . لهذا السبب، يرغب بدرجه أكبر في أن يظهر أكثر إقناعا. ولمعرفة أنهم يصدقونه ،يبحث عن علامات في أعين مخاطبه ، وفي إشارته ،ملاحظا إياه بانتباه.
الشخص الذي يقول الحقيقة، على العكس، أسباب التشكك لديه قليلة في أنه لن يتم تصديقه، داعيا نفسه بالنظر في جهة أخرى. المظاهر، كما الأشخاص، خداعة.
المرجع
المجلةالفرنسية:
Cerveau&Psycho –
في عدد
N°53 septembre – octobre 2012