الدكتور الصيدلاني صبحي شحاده العيد *
يرتبط المشروب الشعبي العرق سوس في اذهاننا وحياتنا اليومية بالصيف وقيضه عامه وفي شهر رمضان خاصة فهو نبات من الفصيلة الفراشيه ينبت في مصر أسبانيا وتركيا واليونان.
وينمو العرق سوس في الأراضي الجرداء دون رعاية أو عناية، ويبلغ طوله حوالي نصف المتر تقريبا وتتغلغل جذوره في باطن الأرض لعدة أمتار، تقتلع جذور هذا النبات من الأرض وتترك أكواما لتخمر قليلا وليزداد لونها اصفرارا ثم تنظف من الأتربة العالقة بها وتصدر إلى أمريكا أو أوروبا قطع صغيرة أو مطحونة.
ويعود العهد باستعماله طبيا إلى زمن الفراعنة الذين كانوا يمزجونه بالأدوية والعقاقير المرة لتعديل طعمه ولمعالجه أمراض الكبد والأمعاء.
وقد ذكر الطبيب اليوناني “ثيوقراطيس” عام 270 قبل الميلاد أن عرق السوس يمنع العطش ويفيد في علاج الربو والسعال الجاف.
يعتبر عرق السوس مادة حلوه تفوق بحلواتها السكر العادي بنحو 50 مره لذلك لا ينصح به للمبتلين بمرض السكر عافاكم الله. كما ويحتوي على مواد صابونية تسبب حدوث الرغوة المعروفة مما دعى إلى إطلاق اسم “الجعة العذبة” عليه لشبه منظره بمنظر الجعة العادية البيرة .
كما ويدخل عرق السوس في صناعة السجائر ليضفي عليها طعما مميزا وليساعد اللفائف على الاحتفاظ بنسبة معينة من الرطوبة كما وينفع عرق السوس في تسكين السعال وتسهيل خروج البلغم لذلك نجده في تركيب كثير من أدوية السعال.
هذا ولا بد من الإشارة إلى أن أقسام الطوارئ في المستشفيات في شهر رمضان يزداد استقبالها لحالات مرضية ناتجة عن الإفراط في تناول شراب عرق السوس وخصوصا بعد الإفطار مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب حيث أن الإفراط في تناوله يؤدي حتما إلى ارتفاع ضغط الدم عند الأشخاص الذين يشكون من ارتفاع ولو بسيط في ضغط الدم.
كما أن الإفراط في تناوله يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم والبول وذلك لاحتوائه على مواد سكريه لذا لا ينصح بتناوله للذين يشكون من مرض السكري ونظرا لاحتوائه على اكسالات الكالسيوم فان الإفراط في تناوله يضر الكلى ومجاري البول وقد يؤدي إلى تكون الترسبات والحصى التي لا يحمد عقباها .
كما وان الإفراط في تناولها يعرقل الانتظام في نبضات القلب وعمله حيث يؤدي إلى الخمول والهبوط العام وهذا ولا بد من التنبيه إلى الكمية المسموح بها للأصحاء الذين لا يشكون من مرض يجب أن لا تتجاوز ال200 سم مكعب أي ما يعادل كوب كبير في اليوم الواحد ويفضل تناوله قبل الطعام رغم الحذر الذي ذكرناه في الإفراط من تناول عرق السوس إلا أن لا أحد يستطيع أن ينكر فوائدة الجمة إذا ما اخذ بجرعات مدروسة ومعقولة.
وللعلم أن حلوى السوس الموجودة في السوق لا تحتوي على أي أثار من السوس فهي فقط مادة حلوه مضاف إليها نكهة السوس وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما يسمى اصنص السوس فهو فقد نكهة اصطناعية يعطيك طعم السوس بدون أي فوائد تذكر .
والخلاصة أن استعمال منقوع عرق السوس بدون إسراف يعتبر شراب سائغ المذاق له فوائده الصحية إذ يقي من العطش وينشط الكبد ويدر الصفراء ويوافق التهاب المعدة وأوجاع الصدر كما ينفع في معظم أنواع السعال ويعتبر من افضل الملينات الخفيفة التي لا تسبب مغصا ولا تورث عادة الإدمان وهو خير من المرطبات العادية إذ ينزل على أغشية الجهاز الهضمي الملتهبة والمتقرحة بردا وسلاما وافضله ما يحضر في البيت وبالطريقة التي لا بد أن تعرفها ربة البيت وصحتين وعافية.
* مستشار (دكتوراه)الغذاء الصحي والنباتات الشافية
[email protected]