يتساءل البعض عن احتمالية وجود علاقة بين الاجهاض والعقم، خاصة من عانى منهم من مشكلة عدم الانجاب لفترة طويلة، والواقع أن نفس السبب قد يكون مسؤولا عن العقم والإجهاض معا.
إن الأبحاث الطبية صارت تنظر وبشكل متزايد إلى العملية التناسلية كسلسلة متصلة، فمشاكل العقم والاجهاض والولادات المبكرة تعتبر كحلقات في سلسلة واحدة.
لذا، فاذا كانت المرأة قد عولجت سابقا بسبب مشاكل العقم، يجب أن تتم متابعتها عن كثب من قبل طبيبها في حال حصول الحمل، حيث يقوم الطبيب بالتحكم بمستوى هرموني H.C.Gوالبروجسترون عندها، وقد تتم معالجتها بواسطة تحاميل البروجسترون في الاسابيع الأولى من الحمل لان هناك احتمالا أن يكون الجسم الأصفر غير الكفؤ هو السبب الأساسي والجسم الأصفر هو جسم صغير اصفر وله شكل الكيس يظهر على المبيض في منتصف الدورة الشهرية بعد الاباضة، ويفرز هرمون البروجسترون طيلة فترة الحمل لتوفير الظروف المناسبة لحمل الجنين.
كما يتساءل البعض عن طبيعة العلاقة بين عمر الام والاب والاجهاض، والواقع أنه كلما كانت المرأة متقدمة في السن اواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات زادت امكانية حدوث الاجهاض عندها وليس معنى ذلك أن المرأة لا يمكنها محاولة الحمل اذا وجدت نفسها في سن الأربعين، وتريد طفلا، لكن لا يمكننا ان نتجاهل الحقائق، فالرجال والنساء خاصة وفي أواخر الثلاثينات او اكثر من العمر يتصفون بانهم:
* اكثر عرضة للاصابة بامراض مثل ضغط الدم المرتفع والسكري.
* معرضون اكثر لضغوط العمل لتزايد مسؤولياتهم بحكم تقدمهم في المركز الوظيفي او ازدهار اعمالهم.
* معرضون أكثر لخطر حدوث الخلل الكروموسومي في أولادهم لذلك يطلب اجراء فحص لكروموسومات الطفل بواسطة بزل السائل الرهلي اذا كان عمر الام في الخامسة والثلاثين او اكثر او كان عمر الاب في الخامسة والخمسين او اكثر.
ويعني فحص بزل السائل الرهلي استخلاص عينة من هذا السائل للتحليل الكروموسومي او الفحص الوراثي للطفل، خاصة عندما تكون الحامل متقدمة في السن، ويتم هذا الفحص عادة في حوالي الأسبوع السادس عشر من الحمل، عندما تكون كمية السائل كافية لجعل استخلاصه آمنا، وقبل ذلك يتم التصوير فوق السمعي بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية لتحديد موقع الجنين والمشيمة، وحوض السائلة ويدخل الطبيب ابرة مجوفة عبر جدار بطن الحامل ويتم سحب السائل من خلال الابرة الى الزجاجة، وعلى المرأة أن تنتظر عدة ايام قبل صدور النتائج.
وهذه العملية ليست مؤلمة على الاطلاق، وهناك خطر طفيف من حدوث الاجهاض بسبب الفحص لكن مع الوقت اصبح الأطباء اكثر مهارة باجراء هذه العملية مما يقلل كثيرا من نسبة الخطر.
د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد