تبين الأبحاث الطبية وجود علاقة ما بين الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
ويعرف الاكتئاب بأنه عبارة عن (اضطراب نفسي شائع يتميّز بالشعور بالحزن وفقدان الاهتمام أو المتعة، والشعور بالذنب أو تدني تقدير الذات، والاضطراب في النوم أو الشهية، والخمول وقلة التركيز)
ويبين الباحثون أن مرض السكري قد يتسبب بحدوث مرض الاكتئاب ، ويعود السبب في ذلك إلى أن الشخص المريض بالسكري يكون لزاما عليه إجراء تعديلات كثيرة في نمط الحياة والخيارات اليومية وخصوصاً على مستوى الأنشطة المعتادة والعادات الغذائية والحركية، فضلاً عن الالتزامات الجديدة التي يفرضها المرض من حيث الخضوع لنمط حياة جديد والمواظبة على زيارة الطبيب والمختبرات، وتناول حُقن الأنسولين أو أدوية السكّري الأخرى، وهذا يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة ويشكل ضغوطاً يعجز المرء عن تحملها وتقبّل متطلّباتها التي تُحدث تغييرات قاسية في حياته مما يتسبب بإصابته بمرض الاكتئاب.
الدراسات الطبية بينت أن المصابين بالسكري تحديداً هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، من الذين لا يعانون. بل إن دراسات حديثة أوضحت أن نحو 60% من المصابين بالسكّري من النوع الثاني، يعانون من الاكتئاب – ولو بدرجات متفاوتة- فيما يعاني منه 15% من المصابين من النوع الأول .
من جهة أخرى فقد تبين للباحثين أن تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب يزيد من أعراض مرض السكري، كما أن مرض السكري في العادة يكون مصحوبا بأمراض أخرى، إذ أن مرضى السكري لدى تقدمهم بالعمر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف وتراجع القدرات العقلية، وهذا عائد إلى نقص تزويد المخ بالسكر، كما بينت الجمعية الألمانية للسكري أن خطر الإصابة بالخرف جراء وجود قصور في الأوعية الدموية، يزداد أربع مرات لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري، على حين يرتفع خطر الإصابة بالزهايمر بواقع مرة ونصف مرة مما لدى غير المصابين.
هذا وينصح بضرورة توفير الدعم النفسي لمرضى السكري ، مع ملاحظة وجود أعراض لاضطرابات نفسية قد يصابون بها كتعكر المزاج واضطرابات النوم وقلة النشاط اليومي والصداع والإرهاق العام وفقدان الرغبة بالقيام بالأعمال الروتينية والنظرة التشاؤمية .
