يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أكبر عوامل الخطر المسببة لامراض القلب والدماغ والكلى وشبكة العين.
ويتسبب ارتفاع الضغط في نصف الوفيات في الولايات المتحدة الامريكية، وتزداد خطورة الاصابة بنوبات القلب التاجية مع تقدم السن، وينتشر مرض ارتفاع الضغط الشرياني في بلادنا وليست هناك احصائيات دقيقة عن عدد المصابين.
ويعتبر الضغط الشريانى مرتفعا اذا زاد عن 140 / 90 وهناك كثير من المرضى لا يشكون من أية اعراض بالرغم من ارتفاع الضغط عندهم، كما ان هناك اشخاصا يرتفع عندهم الضغط عند التوتر العصبي والنفسي أو عند الاجهاد ثم يعود الى الهبوط بعد زوال هذه المؤثرات.
وللتأكد من الاصابة بارتفاع الضغط الشرياني لا بد من قياس الضغط على مدى عدة ايام، او عدة اسابيع احيانا ويجب قياس الضغط بعد الامتناع عن التدخين لمدة لا ثقل عن نصف ساعة والتوقف عن تناول الملح او القهوة وبعض الادويه التي ترفع الضغط مثل بعض قطرات العين والانف، ويجب ايضا قياس الضغط على كلتا اليدين فاذا كان هناك اختلاف في القراء فيجب اعتماد القراءة العليا.
يقسم ارتفاع الضغط الشرياني الى نوعين: في النوع الاول تكون القراءتان للضغط عاليتين، اما في النوع الثاني فتكون القراءة الاولى هي العالية فقط.
وهناك اسباب كثيرة تؤدي الى الاصابة بالنوع الاول منها امراض الكلى وامراض الغدد الصماء وامراض الشريان الابهري وضغط الحمل وامراض الجهاز العصبي والتوتر العصبي الشديد وتناول الكحول.
اما اسباب الاصابة بالنوع الثاني فهي ارتفاع ضخ القلب بسبب تشوهات صمام الشريان الابهري وامراض الغدة الدرقية ومرض بهجت، وتصلب الشريان الابهري وغيرها.
اما عن الاعراض الرئيسية التي تظهر عند الانسان عند ارتفاع الضغط فهي آلام في الرأس وخاصة خلف الرأس وطنين في الاذن بالاضافة الى الغثيان والدوار احيانا، وغالبا ما يكون الم الرأس شديدا ولا تؤثر فيه
الحبوب المسكنة للالم.
وقد لا تكون هناك اية اعراض وهنا يكمن الخطر حيث ان الانسان في هذه الحالة لا يعرف ما يدور بداخل جسمه الا اذا كان يفحص نفسه بشكل دوري فقد يكتشف ارتفاع الضغط عنده.
لذا ينصح ان يوجد جهاز لقياس الضغط في كل بيت ليتمكن كل افراد العائلة من قياس ضغطهم بشكل دوري.
اما عن علاقة الضغط بالقلب فهي علاقة مباشرة، فعند ارتفاع الضغط يأخذ البطين الايسر للقلب بالتضخم بسبب المقاومة التي يلقاها اثناء ضخ الدم الى انحاء الجسم كما ان ارتفاع الضغط يؤثر سلبا على الشرايين التاجية للقلب مما يؤدي الى الاصابة بالذبحة الصدرية والى جلطات القلب، ويؤثر ارتفاع الضغط على الكلى حيث يتسبب في اضطراب وظائفها واحيانا تليف انسجتها، وفشل عملها.
كما يؤثر ارتفاع الضغط على الاوعية الدموية في الدماغ حيث يؤدى انفجارها الى تلف في انسجة الدماغ والى الشلل النصفي، ويؤثر ايضا على شبكية العين حيث قد يؤدي الى نزف الشعيرات الدموية والى انفصال الشبكية وبالتالي الى العمى.
هذا ويوجد دور للوراثة في الاصابة بارتفاع الضغط الشرياني ودور للسمنة ومرض السكري.
إن خطورة هذا المرض على صحة الانسان دفعت دول العالم المتحضر الى تنظيم حملات للوقاية من هذا المرض وذلك عن طريق التشخيص المبكر واحصاء كل الحالات المصابة، وهناك برامج وطنية شاملة لتوعية المواطنين وحثهم على الفحص الطبي الدوري.
كما نشطت وزارات الصحة والمؤسسات والجمعيات المختلفة في تنظيم مثل هذه البرامج بالتعاون مع وسائل الاعلام لنشر الوعي بين الناس ليتمكنوا من التصدى لهذا المرض العضال.
د.فخري العكور
اختصاصي القلب والشرايين