يعاني كثير من الناس من مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهذه الحالة تتسبب في زيادة كمية الهرمونات الدرقية في الدسم كما يتسبب في انعاكاسات خطيرة على الجسم، من اهمها زيادة حدوث عملية الأيض أي زيادة عملية البناء والهدم في انسجة الجسم، مما يعني ان فرط نشاط الغدة الدرقية يتسبب في زيادة نشاط كافة وظائف الجسم المختلفة، وهذه الحالة المرضية تعرف بمرض جريفز.
المقال التالي للدكتورة عبير مبارك يتناول مرض فرط نشاط الغدة الدرقية او مرض جريفز ، فما اسباب هذا المرض وأعراضه ؟ وما هي طرق العلاج ؟
أسباب مرض فرط نشاط الغدة الدرقية ( مرض جريفز ) :
من أشهر مسببات هذا التضخم مرض جريفز «graves disease» فيمن هم دون سن الأربعين، وهو من أمراض المناعة الذاتية، حيث تتكون بروتينات غير طبيعية تسمى الأجسام المضادة المحفزة للغدة الدرقية والتي تحفز الغدة على إفراز الكثير جدا من الهورمون الدرقي «thyroid hormone» ويتم تشخيص مرض جريفز في حوالي واحد من كل ألف شخص كل عام وأغلبهم من النساء المتوسطات العمر، وقابلية الإصابة بمرض جريفز يمكن أن تنتقل بالوراثة رغم عدم قوة هذه الصلة بالدرجة التي تجعل كل فرد في العائلة يصاب بهذه الحالة.
وفي حوالي عشرة في المائة من الحالات يحدث فرط النشاط الدرقي بسبب وجود عدد من العقيدات الدرقية التي تقوم بإنتاج كميات زائدة من الهورمون عن طريق الخلايا الكيسية «follicular cells» الموجودة في بطانة هذه العقيدات.
وأحيانا تنتج حالة مؤقتة من فرط النشاط الدرقي عن التهاب الغدة بسبب عدوى فيروسية أو في المراحل المبكرة لمرض الالتهاب الدرقي هاشيموتو التي سبق لصفحة الأسرة الحديث عنه.
اليود وتضخم الدرقية
يوجد اليود بكثرة في الغدة الدرقية، وقد تصل نسبته داخلها إلى خمسة وعشرين ضعفا عن بقية أنسجة الجسم، ويؤدي النقص في اليود إلى نقص في كمية هورمون الثايرويد المنتجة، ويؤدي هذا النقص إلى تحفيز الغدة النخامية «pituitary gland على إفراز الهورمون المحفز الثايرويد «TSH»، والذي يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وزيادة التروية الدموية إليها من خلال زيادة الأوعية الدموية، وبالتالي يؤدي إلى زيادة إنتاج هورمون الثايرويد.
وتأثير اليود معقد ويعتمد على الكمية المعطاة من اليود وحالة الغدة الدرقية، ويمكن تجنب الإصابة بتضخم الغدة الدرقية عن طريق تناول الملح المدعم باليود، وعن طريق تناول الأسماك التي تحتوي لحومها على كميات جيدة من اليود اللازم للجسم والذي يمتصه الجسم بسهولة.
من أهم أعراض فرط إفراز الغدة الدرقية، التي تحدث بسبب الاحتياج الطبيعي لكل خلية وعضو في الجسم إلى الهورمون الدرقي لتعمل بشكل طبيعي، فتؤدي زيادة نسبة الهورمون إلى الإسراع في معدلات النشاط لكثير من أجهزة الجسم، فالأمعاء تستجيب بكثرة الحركات المعوية فيصاب المريض بالإسهال، ويستجيب القلب بالإسراع الملحوظ في معدل ضرباته فيحدث الخفقان وزيادة عدد ضربات القلب، ويؤدي فرط تنبيه الجهاز العصبي إلى التهيج العصبي، كما يصاب المريض بسيلان العرق من الكفين وتصبب الجلد بالعرق الغزير لزيادة نشاط الغدد العرقية مما يجعل المريض لين القوام مبتلا، ومن الأعراض الأخرى أيضا ازدياد الشهية مع فقدان الوزن بصورة ملحوظة وتصبح عضلات الجسم واهنة وضعيفة، وعدم احتمال الحر، وفي حالات غير قليلة يحدث الإحساس بعدم الراحة والقلق وغيرهما من الأمراض العصبية مع صعوبة في النوم والأرق، ولدى السيدات تفقد الدورة الشهرية انتظامها وتصبح أقل تكرارا وأقل في كميتها، وقد يؤدي ذلك إلى العجز الجنسي لدى الرجال، ويعاني المريض أيضا من خفة الشعر وقوة الأظافر ولمعان في الجلد. وثمة واحد بين كل خمسة مصابين بمرض جريفز يعاني جحوظا في العينين، وهي حالة مرضية تجعل العينين بارزتين ومحمرتين ومتورمتين وتسيلان دمعا ولا يحدث جحوظ العينين إلا لدى مرضى الجريفز فقط.
علاج تضخم الدرقية
ويتمثل في العلاج الجراحي والإشعاعي، والعلاج الدوائي.
يهدف العلاج إلى تقليل تصنيع أو تقليل إفراز الهورمون الإضافي، وهذا يتم:
أولا: إزالة جزء من أو كل الغدة الدرقية، ويتم هذا عن طريق الجراحة أو عن طريق تدمير خلايا الغدة بواسطة اليود المشع I131 والذي يتميز بصفة التجمع في الخلايا الكيسية للغدة الدرقية. الجراحة: من الممكن إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية عن طريق الجراحة، ولكن هناك دائما خطراً أن تؤثر العملية على الصوت عن طريق تأثيرها على الحبال الصوتية، لكون هذه الغدة تقع بالقرب من الحبال الصوتية. وفي الجراحة يبقي الجراح على 8/1 من الغدة، ويعتبر هذا الجزء كافيا لإنتاج الهورمون الدرقي اللازم للجسم. ويتم عادة اللجوء إلى الجراحة للأسباب التالية:
عدم وجود استجابة للعلاج من قبل المريض > وجود موانع لتعريض المريض للعلاج الإشعاعي العلاج عن طريق اليود المشع I131: ويستخدم اليود المشع I131 في مجال العلاج والتشخيص، حيث يتجمع اليود في الغدة الدرقية، ويشع «بقذف أشعة بيتا» التي تخترق 0.5 ملم فقط في نسيج الغدة الدرقية، والذي يوفر تأثيرا علاجيا في الغدة فقط من دون التأثير على الأنسجة المجاورة وقد ينتج اليود المشع بعض أشعة جاما، والتي لها قابلية أكبر على الاختراق. ويستعمل اليود المشع I131 في علاج تضخم الغدة لجميع الأعمار، ويعتبر كعلاج مساعد مع الجراحة في حالة سرطان الغدة الدرقية. وأثناء العلاج باليود المشع I131 يجب اخذ جرعة كبيرة من أملاح يود الصوديوم أو يود البوتاسيوم للمساعدة على تحسين عملية التخلص وإخراج اليود من الجسم، وهناك احتمال أن يصاب من 6 ـ 10% من المرضى الذين يعالجون باليود المشع I131 بنقص إفراز هورمون الغدة الدرقية، بسبب عدم قدرة خلايا الغدة الدرقية على الانقسام من جديد مما يؤدي إلى إصابتهم بنقص الثايرويد، مما يتطلب معالجة المريض في هذه الحالة بعلاجات نقص الثايرويد.
ثانيا:العلاج الدوائي
منع تصنيع الهورمون الدرقي «الثايرويد» وذلك عن طريق استخدام العقاقير الطبية المثبطة لإفراز الهورمون: والتي تقوم بالتجمع في الغدة الدرقية، وتمنع تصنيع بعض المواد المهمة التي تدخل في تصنيع الثايرويد Thyroid hormone» » . ولا تظهر تأثيرات سريعة لهذا النوع من العلاج، لكونه لا يؤثر على مخزون الثايرويد، ويظهر تأثير هذا النوع من العلاج عند انتهاء كمية الثايرويد الموجودة في الجسم فقط.
استخدام أدوية حاصرات بيتا: والتي تستعمل لإزالة سريعة لأعراض المرض المزعجة من جراء زيادة الثايرويد كزيادة ضربات القلب، وقد تستعمل كعلاج مساعد مع الأنواع الأخرى من العلاج.
حصر إفراز الهورمون Blockade of hormone Release : نوع قليل الاستعمال حاليا، ويعتمد على إعطاء اليود للمريض حسب جرعة موصوفة، والتي تقوم بمنع تحرر إحدى المواد الهامة في إفراز الهورمون مما يؤدي بدوره إلى قطع الهورمون.