الضلالات هي اعتقادات خاطئة مرتبة ومنسقة، يؤمن بها المريض ايمانا راسخا لا يحيد عنها مع استحالة إقناعه منطقيا بعدم صحتها، ويجب التفريق بين الضلالات الأولية والثانوية .
الأولى تنشأ فجأة بدون مسببات اما الثانوية فهي تفسير وتحليل الاضطرابات في التفكير والوجدان والشعور بالسلبية، مما يدل على استبصار المريض بعض الشيء بمرضه، ويوجد عدة أنواع من الضلالات:
1 – ضلالات الاضطهاد :
أحيانا ما تكون أولية او ثانوية، وعادة ما يبدأ المريض في الشكوى من ان الناس تتعقبه وتعامله معاملة سيئة، وأن اجهزة الأمن تتبع كل خطواته وانه فريسة المؤامرة كبيرة لإدخاله السجن. ويبدأ في ارسال الشكاوى لمكاتب المباحث والمخابرات لحمايته من العملاء الأجانب بل كثيرا ما تتجه الضلالة ناحية اجهزة الامن الداخلية التي تريد السيطرة عليه او ارغامه على العمل معها وان ذلك يتم عن طريق اشعارات خاصة او عقول إليكترونية وأحيانا ما يصبح المريض في رعب شديد من المؤامرة التي تديرها له زوجته او اقرباؤه للخلاص منه بوضع السم في الطعام، ويصبح في شك في كل من حوله، ويعتبر هذا الاضطهاد من أكثر الضلالات شيوعا، ويظهر في الامراض الذهانية المزمنة بغض النظر عن نوعها.
2 – ضلالات العظمة :
وهنا يؤمن المريض ايمانا راسخا بأنه أذكي او اقوى البشر جميعا، أو انه أوتي قوة خارقة للشفافية وللكشف عن الخوارق والظواهر الغيبية، أو انه مرسل بدين جديد ليهابه الناس أو انه مخترع جبار، والناس لا يستطيعون اختراق ذكائه او انه يمتلك القدرة لقراءة افكار الناس وفهم ما يدور بخلدهم دون الحاجة إلى الكلام.
3 – ضلالات التوهم المرضي :
تختلف درجة التوهم المرضي من توهم بسيط حيث ينتبه المريض انتباها مركزا على وظائف اعضاء جسمه، ثم يتدرج هذا التوهم ليصبح محورا لتفكير المريض واقتناعه بأنه يعاني من مرض خبيث لا يرجي من شفائه على الرغم من تأكيد الأطباء بسلامة أعضائه وعادة ما يصاحب هذا النوع من التوهم المرضي مزاج سوداوي، وأخيرا يصبح هذا التوهم هذاء عندما يؤمن المريض ايمانا راسخا بوجود مرض او تورم، او آلام ولا يمكن اقناعه بعكسها.
4 – ضلالات التأويل او التلميح او الإشارة :
وهنا يقتنع المريض ان كل حركة تصدر من حوله وبعض الجمل المعينة أو حتى النشرات الإخبارية او الإعلانات السينمائية او الاذاعات الموجهة، انما تصدر للإشارة والتلميح الى تصرفاته، مما يجعله إما في حالة احتكاك مستمر مع المجتمع او انطواء او انعزال عن الناس ويصل هذا الاعتقاد الخاطىء احيانا الى درجة بشعة من الشك.
5 – ضلالات الأهمية او المعرفة :
وهي تشبه الى حد ما ضلالات العظمة، حيث يعتري المريض اقتناع کامل بأنه على معرفة واتصال بسكان المريخ او الكواكب الأخرى، او انه على علم تام بكل ما يحدث في اعماق النفس البشرية دون دراسة او دراية بأية علوم أو انه يمتلك شفافية خاصة للكشف عن الغيب او قدرته لنقل الأفكار وفهمها عن بعد .. وهكذا.
6 – ضلالات التأثير:
وهنا يشعر المريض انه تحت تأثير قوي داخلية او خارجية ويصبح اسير هذه الأفكار التي تختلف حسب ثقافته من أشعة ليزر الى ذبذبات صوتية الى اعمال سحر وغيرها.
د. نايف محمد الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي