الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
البخور يستخدمه الآسيويين في معابدهم ويستخدمه الخليجيون في مجالسهم لما له من رائحة زكيه وطيبه وكون البخور ودخانه وكما يعتقد البعض مصدرا للصفاء الروحي واستنشاق الروائح العطرة لا يبرر كثرة استعمال واستنشاق دخان البخور هذا فقد تبين أخيرا ومن دراسة نشرت عام 2003 في مجلة NEW SCIENTIST التايوانية.
إن دخان البخور المستخدم لدى الهندوس والبوذيين والنصارى والمسلمين في المنازل أو المعابد أو الكنائس أو المساجد يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة وله أضرار على الجهاز التنفسي مشابهة لأضرار السجائر والنارجيلة وان ضرره يتناسب طرديا مع ضيق المساحة المستنشق فيها البخور.
فقد أشارت الدراسة إلى أن المادة الكيميائية التي يعتقد أنها يمكن أن تسبب سرطان الرئة بلغت نسبتها في أحد المعابد في تايوان ( حيث كان المعبد سيئ التهوية ) 40 ضعفا مما هي عليه الحال في منازل المدخنين .
وقد عثر داخل المعبد على نسب عالية من مواد تدعى PIHوهي مواد هيدروكربونية العطرة المتعددة وتنبعث عند احتراق بعض المواد كما عثر على كميات كبيرة من البنزوبيرين وهي أيضا من المواد التي يمكن أن تسبب السرطان .
وخلال بعض الاحتفالات الدينية التي يقوم بها البوذيون يقوم المصلون بإحراق آلاف عيدان البخور معا حتى لا تكاد تنعدم الرؤيا داخل المعبد ويزيد تركيز المواد المسرطنة آنفة الذكر والجدير بالذكر أن مثل هذا الأذى يعتبر تراكمي وتزداد إمكانية السرطنة مع الوقت ومع كثرة استعمال واستنشاق دخان البخور هذا .
وقد بدأت الكثير من البلدان تعي مثل هذا الخطر فعلى سبيل المثال بدأت بعض دول العالم مؤخرا بإحراق آلاف الأطنان من عيدان البخور وحملة توعية للمواطنين والزائرين عن الضرر المحتمل من كثرة استنشاق دخان البخور .
خلاصة القول
إن البخور لا يحمل معه مجرد الراحة النفسية والسكينة الناتجة عن الرائحة الطيبة لكنه يحمل ما يسبب الضرر بصحة الإنسان من بينها مخاطر طبية مؤكدة ومنها احتمال الإصابة بالسرطان وخصوصا سرطان الرئة لذا وجب الحرص من البخور وهذا يقال فالصحة هي أغلى ما نملك والوقاية خير من العلاج ولا لزوم للقول أنه من الحب ما قتل .
*مستشار ( دكتوراه ) النباتات الشافية والغذاء الصحي
[email protected]