الربو
الربو من اكثر الامراض انتشارا عرف منذ 4000 سنة من قبل الصينيين وقد ذكر ابوقراط في وصفه للربو بأنه يكون اكثر شدة في فصل الخريف وقد تزايدت معدلات الاصابة بالربو نتيجة لعوامل التلوث البيئي وزيادة نسبة المدخنين.
والربو مرض بسبب صعوبة في التنفس، وقد تنتاب هذه الصعوبة الشخص المريض بالربو بشكل مفاجئ حاد، يتكرر بانتظام وتشمل اعراض هذا المرض الازيز والصفير عند الزفير، وقد يشهق المريض لاستنشاق الهواء او يشعر بالاختناق.
وللربو مسميات عديدة منها حساسية القصبات او تشنج القصبات وأزمة التي هي كلمة لاتينية بمعنى النفس الصعب.
وعندما تبدأ نوبة الربو فان المريض يشكو دائما من شعور بالانقباض في صدره وسعال متقطع وجاف وصعوبة في التنفس، وتتكون عادة مادة مخاطية سميكة في الرئة تسمى البلغم ويصبح السعال كثيفا، وقد يشعر المريض بالراحة عندما يخرج البلغم.
وتحدث نوبات الربو نتيجة تضيق الشعبيات الهوائية في الرئتين، وينتج هذا التضيق من انقباض عضلات هذه الشعبيات ومن تورم الغشاء المخاطي الذي يبطن هذه العضلات ومن انتاج البلغم، حيث يزداد الشعور بالربو ليلا ويرافقه السعال المؤلم.
أن اكثر انواع الربو انتشارا ربو الشعب الهوائية التحسسي، وينتج دائما عن رد فعل لوجود مواد تثير جهاز المناعة بشكل عام ومحدد وغالبا ما تحدث الحساسية بمواد عادية مثل الغبار المنزلي الناعم او غبار الطلع المعروف بلقاح الازهار او بعض الأطعمة او من شعر القطط او انواع من الطيور، ولأغلب الأشخاص الذين يعانون من الربو حساسية ضد الأسبرين ويرتبط الربو عادة بما يسمى حمى القش وهي ايضا حساسية مشهورة.
حمى القش
هي الحساسية التي تحدث في معظم الأحوال أثناء فترة الربيع والصيف والخريف فالحشائش والأشجار والأعشاب تنثر حبوب اللقاح خلال هذه الفصول الثلاثة، ويعاني من يصاب بهذه الحمی من حساسية تجاه حبوب اللقاح ويمكن أن تسبب ابواغ الفطريات الحساسية لبعض الاشخاص وكما هو الحال في معظم أنواع الحساسية فان حمى القش وراثية ومن الممكن أن تحدث للشخص حساسية حمى القش في اي عمر.
وأعراض حمى القش هي احمرار العين وإفرازها للدموع والإحساس بحكة فيها، واحتقان الأنف وسيولة المخاط منه ويمكن ايضا ان يشعر المريض بحكة شديدة في الأنف وأخيرا بتورم، ويعاني المصابون بحمى القش من الشعور بالحاجة للعطش المستمر، وقد يفقدون حاسة الشم بصورة مؤقتة، كما يمكن أن تنسد الاذن عندهم.
ويمكن أن ينتهي الأمر بحوالي ثلث مرضی حمى القش بالإصابة بالربو الموسمي، كما قد تسبب الإصابة ايضا التهاب الجيوب الأنفية والتهاب زوائد في الغشاء المخاطي.
وتأتي نوبات الربو غالبا بعد فترات اجهاد شدید او بعد الاجهاد العاطفي، وقد تعجل عدوى الانف او الحلق بداية النوبة، كما أنه يسببها التغير المفاجئ للجو، ويمكن أن يحدث الربو وحمى القش في فصول معينة عندما يحمل الهواء غبار لقاح نبات معين، غير ان اغلب المصابين بالربو يصابون بنوبات طول العام.
وربو الشعب الهوائية اكثر انواع الربو الحساسي التنفسي ضررا فقد تكون النوبة الحادة خطرا على الحياة وقد تتطلب بقاء المريض بالمستشفى.
العلاج
يفحص الطبيب مريض الربو بالحصول على التاريخ الكامل للحساسية، وإجراء الفحص الجسدي واختبارات الجلد للحساسية وتساعد هذه الفحوص على معرفة المواد التي قد تسبب الحساسية للمريض، ولأغلب المرضى حساسية ضد الغبار المنزلي وغبار الطلع لبعض النباتات وابواغ بعض الفطريات وريش وشعر بعض الحيوانات والرطوبة وخلاف ذلك.
ويقوم اغلب الاطباء بصرف دواء واحد او اكثر من الادوية لإزالة الحساسية ومنع مضاعفات الربو، كما ظهرت مجموعة جديدة من الادوية وهي عبارة عن مواد تعاكس المواد التي تنطلق اثناء هجمة الربو وهي لا تعتبر علاجا بديلا لعلاجات الربو المعروفة لكنها مواد مساعدة.
وقد يلجأ الطبيب المختص للبحث عن مسببات الحساسية بإجراء فحوصات تحسسية للمواد ومعرفة المادة المسببة للربو لكنها طريقة تحتاج الى وقت وزمن طويلين ومن ثم يعمل الطبيب على اضعاف حساسية المريض للمواد المختلفة التي تثير نوبات الربو، وتقتضي هذه العملية حقن كميات بسيطة من مستحضرات تحمل المواد التي تسبب الحساسية للمريض الفترات منتظمة ، ويزيد الطبيب قوة الدواء الذي يحقن الى ان يكون جسم المريض مقاومة لهذه المواد.
صيدلاني ابراهيم علي ابو رمان