تعتبر الحقيبة المدرسية التي يحملها الأطفال في المدارس مسألة امن صحي عامة، فالتلاميذ الذين ينوون بحمل عدد كبير من الكتب والكراسات على كواهلهم لا يشعرون بنتيجة هذا الحمل الكبير إلا بعد حين من الزمن، اذ يتقوس الظهر ويصاب بالانحناء والتشوه قبل الأوان. ولا شك في أن أحدا منا لا يرغب أو يتمنى في أن يدفع ابنه هذا الثمن الباهظ في المستقبل، الأمر الذي يعني ضرورة التنبه منذ الان الى مسألة الحقيبة المدرسية من حيث الوزن ونوعية الشريط الحامل وكيفية الحمل، والمدة الزمنية التي يسمح فيها للطفل بأن يبقي الحقيبة على كتفيه الصغيرتين. وفي هذا الصدد فهذه بعض النصائح والإرشادات الواجب التقيد بها حتى نحافظ على عظام وظهور اطفالنا التلاميذ:
1- يجب التأكد من ارتداء الشريطين معا حتى تكون الحقيبة متوازنة مع ظهر الطفل، وتبقى الظهر منتصبا تجنبا لميلانه الى احد الجانبين. وتفيد الدراسات بأن الفتيات أكثر تأثرا وتعرضا لانحناء العمود الفقري، لأنهن اكثر التزاما بحمل الحقيبة، ولأن أجسامهن اقل احتمالا للوزن الزائد.
٢- يعد الوزن الزائد من الاخطاء التي يشترك في تحمل مسؤوليتها كل من اولياء الأمور والمدرسين على السواء، ونتيجة لغياب التنسيق بين المدرسين والآباء وغياب التعليمات الصارمة من قبل الإدارة، وعدم ایلائها اهتماما لهذا الجانب، فالكثير من الأطفال ربما لا يعرفون شيئا عن الجدول المدرسي، فيأتي الواحد منهم بكتبه جميعها معرضا نفسه للآلام والمتاعب، وقد تصل حمولته الى ما يقارب 10 – ۱۲ كغ، أي ما يزيد عما تحمل الحامل في احشائها. ففي حالة اضطرار الطفل الى حمل هذه الكمية سيضطر الى احناء ظهره للامام کي يوازن الثقل الذي ينوء به ظهره، ومع مرور الزمن فان الانحناءات الطبيعية في العمود الفقري من الناحية التشريحية تصبح مستوية وبالتالي تكون عمود فقري مستقيم، مما يؤدي إلى اضرار حركية وصحية مختلفة، ومع الزمن يزداد تقوس الكتفين واعلى الظهر مما يسبب آلاما مبرحة في الظهر والكتفين والعنق.
ويؤكد العلماء بأن الوزن الطبيعي والصحي الذي يجب عدم تجاوزه هو 15 – 20 % من وزن التلميذ نفسه.. اي ان الطفل البالغ وزنه 30 كيلوغراما مثلا، يجب أن لا يحمل اكثر من 5 كيلوغرامات من الكتب.
٣- يجب ان يكون شريط الحقيبة عريضا، لأن الشريط الرفيع اكثر ضغطا على الكتفين، مما يسبب آلاما في منطقة الترقوة الكتفية، وكون الاعصاب بهذه المنطقة سطحية تشريحية فان الشريط الرفيع يكون حادا تماما كالسلك المعدني، مما سيؤدي الى حبس الدم، وتكون الخدر، ومع تكرار هذه الظاهرة، فان الذراعين يمكن أن يصابا بالوهن المزمن، ويحذر الخبراء من التركيز على شراء حقائب تتلاءم مع الموديلات الحديثة واهمال شروط السلامة في تلك الموديلات التي تلقى اقبالا كبيرا، خصوصا الحقائب التي تحمل على كتف واحد، فهذا النوع من الحقائب خطر على الأطفال إذ أن الضغط يتركز على جهة واحدة مما يؤدي إلى تشوه العمود الفقري باتجاه الجانب الذي تعرض للحمل الثقيل. وبالرغم من أنه لم يمض وقت طويل على انتشار الحقائب المحمولة على الأكتاف والظهر، الا أن مخاطرها باتت ظاهرة للعيان، كما تؤكد ذلك الاختبارات التي اجريت في الدول المتقدمة.
لذا فمن المهم جدا الانتباه الى شروط السلامة مبكرا، فهذه هي الضمانة الوحيدة لعدم وضع اطفالنا في مشكلات صحية يمكن تجنبها وبسهولة اذا اعتمدنا الأسس العلمية في اختيار الحقيبة المدرسية المناسب لطفلنا.
هاشم سلامة
