يربط الباحثون بين النشاط الزائد عند الاطفال ووجود شيء غير طبيعي في الدماغ، وهذه الحالة واسعة الانتشار المسماة ” النشاط الزائد ” ، ولا تزال غير معروفة جيداً لذلك يوجد اطفال وبالغون كثيرون لديهم مشكلة اضطراب التركيز والحفظ، ولكن بدون فهم واضح لتلك الظاهرة المسماة اضطراب التركيز الناجم عن النشاط الزائد.
فالاباء والمعلمون ليست لديهم طريقة مؤكدة للتمييز بين النشاط الحقيقي الزائد والمشكلات السلوكية المتمثلة بحالة الطفل سيء التعامل، او الطفل المشاغب.
وقد اشتبه الاطباء منذ زمن بعيد بأن هناك خللا عضوياً يكمن وراء مشكلة عدم التلاوم النفسي والاجتماعي، ولكن مع عشرين عاماً من البحث العلمي المتواصل لا يزال العلم عاجزاً عن ايجاد حل لهذه المسألة.
لكن في دراسة تعد نقطة تحول لوضع حد لعشرات السنين من الحيرة والاختلاف ويعتقد الباحثون في المعهد الوطني الاميركي للصحة العقلية ان ظاهرة الخلل وضعف التركيز الناجم عن زيادة النشاط عند الطفل تعود الى خلل في عملية الأيض (البناء والهدم) في الدماغ.
وقد نشرت نتائج الدراسة في «مجلة نيوانجلاند للطب» وتأتي رداً على المشككين الذين كانوا يقولون بأن هذا الخلل والاضطراب يكمن بشكل كبير في عقول المتخصصين اكثر منه عند مربي الاطفال المشاكسين. ويقول المشرفون على الدراسة من المعهد الوطني الاميركي للصحة العقلية ( نتأمل من الناس ان يتوقفوا عن لوم الاهل وسوء التربية والمدارس المتسامحة القادرة على تحمل هذه المشكلة )
في دراسة المعهد استخدم الباحثون تقنية حديثة معقدة تعرف باسم المسح الطبقي للدماغ بواسطة قذف البروتون، تم فيها قياس فعالية عملية الأيض في خلايا الدماغ لخمسة وعشرين من البالغين من ذوي النشاط الزائد المفرط منذ طفولتم ولديهم على الأقل طفل واحد يعاني من المشكلة نفسها، وكانت النتائج مذهلة اذ وجد أن مستوى عمليات الابيض في مجموعة النشاط المفرط يقل بمعدل 8 % عن اولئك في المجموعة الضابطة، كما وجد اختلاف كبير في منطقتين من الدماغ ، لاحداهما علاقة بضبط عملية الانتبا، وتنظيم الحركة.
وقد كان الاعتقاد ان النشاط المفرط يصيب حوالي 4 % من الاطفال في سن المدرسة، ويظهر في الذكور اكثر منه في الاناث، بمعدل ثمان مرات، وحتى بعد ابتكار هذا الفحص فلا احد يستطيع ان يتأكد من ذلك، وقد عولج بعض الاطفال الذين يشتبه بأن لديهم نشاطاً مفرطا بجرعات قليلة من الامفتامين وهو عادة ريتالين الذي يبدو ظاهرياً انه يهدىء من روع الاطفال، فالريتالين مع النصائح والتربية الخاصة يمثل علاجاً فعالاً للافراط في النشاط الحقيقي لدى الاطفال، ولكن توجد هناك آثار جانبية له ، عند الاطفال مثل: القلق، والكسل، وتأخر النمو الطبيعي بشكل مؤقت.
وعد الباحثون في التقارير بتغيير كل ذلك، واكدوا على ضرورة تطوير فحص فعال له القدرة على التمييز بين الاطفال الذين يحتاجون لادوية ، ومعالجات اخرى والاطفال الذين لا يحتاجون الى ذلك، والاهم من ذلك كله ، هو فهم افضل للجذور الطبيعية للنشاط المفرط مما سيؤدي الى تطوير اساليب معالجة الاطفال الذين يعانون من مشكلة الابيض والاستغناء عن اعطاء اعداد كبيرة منهم ادوية قوية وفعالة.
صيدلانية : سلوى عمارين
اختصاصية التحاليل الطبية