تقدر نسبة النساء اللواتي يكون عندهن مستوى هرمون البرولكتين (هرمون الحليب ) في الدم مرتفعا عن معدله الطبيعي، ويشكين من غياب الطمث أو تباعد فتراته، بحوالي 15%. ويتواجد عند نصف هؤلاء النسوة ورم في الغدة النخامية، بينما ثلث الحالات تعود الى علة ذاتية وما تبقى إلى اضطراب وظيفي للغدة النخامية او الى كسل الغدة الدرقية.
والبرولكتين Prolactin هو هرمون افراز حليب الأم، تفرزه الغدة النخامية الموجودة في قاع المخ. وهو يحرض بدوره خلايا الثدي الغددية على افراز الحليب. فكلما مص الرضيع ثدي الام نشطت الأطراف العصبية في الحلمة، حاملة رسائل الى الجزء الأمامي من الغدة النخامية التي تفرز البرولكتين الذي يسري بدوره ايضا في الدم الى الثديين لحثهما على افراز الحليب.
ان ارتفاع مستوى هرمون الحليب عن معدله الطبيعي في دم المرأة له اثر هام، فهو يعمل على كبح نشاط المبيضين ويعطل عملية الإباضة، ويسبب اضطرابا في مواعيد الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
والاعتقاد السائد عن مفعول البرولكتين، هو أهميته في تنظيم انتاج هرمون البروجيسترون الذي ينمي بطانة الرحم ويهيئها لاستقبال البويضة الملقحة. اما تأثير هرمون البرولكتين عند الرجل، فيتمثل بانتاج وأيض هرمون الذكورة (تستوسترون) في الخصية. فازدياد مستوى البرولكتين في دم الرجل، يؤثر سلبيا على ايض هرمون الذكورة عنده بحيث يخفض من مستواه الطبيعى.
يكون افراز هرمون البرولكتين في الغالب تحت تأثير تحت المهاد (Hypothalamus) الرادع. وليس من المفاجيء، عند حصول خلل في المحور القائم بين تحت المهاد والقسم الامامي للغدة النخامية والغدة الدرقية، ان تجد ارتفاعا في مستوى هرمون الرولكتين ، فارتفاع مستوى هذا الهرمون يؤدي إلى كبح منظم نبضات الهرمون المحرر (GnRH) لهرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنمية الجريب المبيضي واحداث الاباضة.
في حالة وجود شكوى من المرأة من عدم الانجاب وظهور الحليب في الثديين واضطراب في ميعاد الدورة الشهرية ومن ارتفاع مستوى هرمون البرولكتين يتوجب التأكد من سلامة وظيفة الغدة الدرقية، ثم عمل فحص الرنين المغناطیسی لكل من الغدة النخامية وتحت المهاد لنفي وجود اورام فيهما.
ويعالج ارتفاع هرمون البرولكتين بعقار خاص يجعل تركيز هرمون البرولكتين في مستواه الطبيعي ويعيد وظيفة المبيض الى سابق عهدها نسبة تفوق 80% من الحالات.
بعد اعطاء العقار وارجاع وظيفة المبيض إلى طبيعتها يلاحظ أن معدل حصول الحمل يقدر ب 80% من الحالات. وعندما يتحقق الحمل يجب التوقف عن تناول العقار فورا.
د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد