تختلف المعالجة بالمضادات الحيوية اختلافا كبيرا تبعا لخطورة الخمج وطبيعته. وهي تمتد من إعطاء جرعة واحدة فقط (وهذه الحالة خاصة جدا تستعمل في السيلان البني والخمج البولي المنخفض) إلى استمرار المداواة عدة اسابيع.
فهي في التهاب الشغاف من 4 إلى 6 أسابيع وقد تزيد على هذا الزمن في بعض الأخماج، كما هو الأمر في بعض الاصابات بالعنقوديات، والاصابات العظمية المفصلية للبروسيلات. وتستمر المعالجة في الأخماج الحادة السليمة، سواء أكانت تنفسية ام بولية ام ما يشبه ذلك، مدة 5 إلى 6 أيام.
واستنادا الى هذه القواعد يجب تقدير مدة استمرار المعالجة في كل حالة من الحالات على حدة تبعا لسير تطورها.
يجب أن توقف المعالجة دوما دفعة واحدة، أي دون تخفيض المقادير تخفيضا تدريجيا، لأن المقادير المستعملة في معظم الأحيان هي المقادير الدوائية التي تكون في حدودها الدنيا. ولذا فان كل تخفيض يسبب نقصان كمياتها في الدم والأنسجة الى حدود تقل عن حدود جدوى المضاد الحيوي وحينما تستند المداواة الى مشاركة بين المضادات الحيوية تضم احد الغليكوزيدات الأمينية فكثيرا ما تستدعي الحالة إيقاف هذا المضاد الحيوي بسرعة (بعد 3 الى 7 ايام) لإنقاص خطر الطوارئ السمية التي قد تسببها.
الحمي المستمرة أو الراجعة أثناء المعالجة بالمضادات الحيوية:
يجب أولا استبعاد الأسباب التي لا علاقة مباشرة لها بالخمج البدئي، وهنا يفترض، وجود حالات عدة هي:
– إن السبب الحقيقي للحمي هو خمج غير جرثومي قد يكون فيروسيا او طفيليا او من منشأ قطری.
– ليست الحمی من منشأ خمجي بل قد يكمن سببها في :
تحسس للمضاد الحيوي: حساسية جلدية، حمی المضادات الحيوية، داء مصلي.
مرض انسداد تجلطي مستبطن، وهي حالة كثيرة الحدوث في المرضى الذين تدفعهم، علتهم الى البقاء زمنا مديدا في السرير وهم مصابون بخمج.
علة هي سبب بداية الخمج: علة دموية أو سرطان و مثلا.
الحمى هي من منشأ خمجي ولها صلة بالمعالجة بالمضادات الحيوية: الإصابة بفطار في الفم أو المريء، التهاب الوريد الخثاري مع قثطرة، خراج في الالية اثر زرقة داخل العضل، التهاب القولون ذي الغشاء الكاذب (حمی، اسهال، آلام. بطنية).
إذا تم استبعاد هذه الأسباب فان الحمى ناجمة عن الخمج الأساسي وهذا يعني إخفاق المعالجة، مما يستدعي إعادة النظر بالجرثوم المسبب وتحسسه، وتحري بؤرة عصية على دخول المضاد الحيوي اليها (خراج، التهاب العظم،. ذات الجنب القيحية..)، او وجود جسم غريب.
– المضاد الحيوي لا يدخل البؤرة الخمجية بمقادير كافية. وقد يعود ذلك لعدم كفاية المقادير، او الامتصاص هضمي سييء او لامتصاص عضلي ناقص، كما هو الأمر في المصابين بآفة مناعية.
صيدلانية: سلوى عودة عمارين
اختصاصية التحاليل الطبية