في جسم الإنسان معمل كيماوي كبير، بل مستودع للأغذية عظيم (وخصوصا الجليكوجين) ذلك هو الكبد، انه اكبر عضو من أعضاء الجسم، ويبلغ وزنه كيلوغراما ونصف تقريبا، ويعمل الكبد كمصنع للالبومين وعوامل التجلط في الدم ويساهم في تصنيع بروتينات الجهاز المناعي، كما يعمل على ايض الدهون إلى جانب كونه مخزنا للفائض من الغذاء لاستخدامه حين الحاجة، ولعل أهم وظيفة للكبد هي ضبط السموم الواردة في جسم الإنسان وتحويل تركيبها ثم طرحها خارجا مع إفرازات الصفراء عبر الأمعاء، وهذا يعني أن أي خلل في الكبد يؤدي إلى خلل في الجسم كله، او بالأحرى معناه الانتحار البطيء والعدو اللدود للكبد هو مرض التهاب الكبد الفيروسي، فما هذا المرض؟
مرض التهاب الكبد الفيروسي
إن التهاب الكبد Hepatitis مرض معد من أهم مسبباته الفيروسات وإدمان الكحول والإفراط في تناول الأدوية، إما أنواع الفيروسات المسببة لالتهاب – الكبد الفيروسي فهي كما يلي :
Hepatitis (A) –
وهو الالتهاب الأكثر شيوعا ولكنه – والحمد لله – اقل خطورة، وينتهي عادة بالشفاء التام خلال 4 – 6 أسابيع مع تكوين أجسام مضادة تحمي المريض من العدوى مرة أخرى طوال حياته، ويعد مرضا معديا ينتقل في اغلب الحالات بواسطة الأيدي الملوثة أو الطعام والماء الملوث ببقايا الغائط لشخص مصاب، كما ينتقل بواسطة نقل الدم والعلاقات الجنسية .
ومن أعراضه المعروفة فقدان الشهية مع غثيان، وقيء والشعور بالتعب العام، بالإضافة إلى الم ثابت في المنطقة العليا من البطن، ثم يلي ذلك اصفرار في بياض العينين (يرقان) مع تغير لون جلد المريض ويصبح لون بوله داكنا.
Hepatitis (B) –
وهو اخطر من النوع الأول بسبب احتمالية أن يصبح مزمنا فيصعب علاجه، وغالبا ما ينتشر بالاتصال الجنسي، وعن طريق نقل الدم ومشتقاته والإبر الملوثة وهو بالتالي اشد خطورة بالنسبة للعاملين في الحقل الصحي، أما أعراضه فهي نفس أعراض النوع (A) إلا انه يستغرق فترة أطول للشفاء، واهم مضاعفاته تحدث عندما يصبح المرض مزمنا، والمضاعفات القاتلة «قد تحدث بعد عشرين عاما» هي تشمع الكبد والسرطان، الجدير بالذكر أن هناك 300 مليون حالة عالميا.
Hepatitis (C) –
وهذا المرض هو المسبب الرئيسي حاليا لالتهاب الكبد نتيجة لنقل الدم، وحالات قليلة منه تنتقل عبر الاتصال الجنسي، وأعراضه مشابهة لأعراض النوع (B) إلا أن هذا الفيروس يعتبر أكثر خطورة ليس فقط لأنه لا يوجد تطعيم ضده، بل لأن حوالي 50٪ من حامليه يتحولون إلى حاملين مزمنين للفيروس، وان حوالي 20% من الحاملين المزمنين سوف يعانون من تليف الكبد وان حوالي 10% ممن وصلت حالتهم إلى تشمع الكبد نتيجة هذا الفيروس يمكن أن يتطور لديهم سرطان في الكبد.
Hepatitis (D) –
وهو نوع نادر من الفيروسات قد يصيب الإنسان إذا كان مصابا بالفيروس (B) ويمكن أن تتم العدوی في آن واحد بالفيروسين B وD أو أن تتم العدوی لشخص حامل للفيروس B منذ مدة طويلة ثم يصاب بعدوى فيروس D، والحالة الثانية اخطر من الحالة الأولى، حيث يمكن أن تؤدي إلى التهاب كبدي حاد جدا مع فشل كبدي، وقد تتحول إلى التهاب كبدي مزمن.
ونشير هنا إلي انه لا يمكن العدوى بالفيروس D اذا كان الشخص يحمل الفيروس B حيث أن الأول
يحتاج للثاني من اجل البقاء، وإذا كان المريض يحمل الفيروسان معا، واستطاع في لحظة ما التخلص من الفيروس B، فانه في نفس الوقت يتخلص من الفيروس D .
أما طرق العدوى والمضاعفات والأعراض فهي مشابهة لحالات الإصابة بالفيروسين B وC.
Hepatitis (E) –
وهو نوع تم اكتشافه عام 1991، وهو يشبه الفيروس A من حيث طرق العدوى والانتقال من شخص لاخر، ويعتبر من الأمراض المنتشرة في أسيا (الهند تحديدا) وإفريقيا، وهذا المرض عادة ينتهي إلى الشفاء الكامل ولا يسبب التهابا مزمنا، ولكن العدوى قد تكون خطيرة في بعض الحالات وقد تؤدي إلى الوفاة خاصة عند النساء الحوامل حيث لوحظ في بعض الإحصائيات أن نسبة الوفاة عند الحوامل قد تصل الى 10%.
الوقاية من فيروسات التهاب الكبد
والسؤال الآن كيف يمكن الوقاية من هذه الفيروسات؟ يشير الأطباء في هذا المجال إلى ضرورة تحسين الخدمات الصحية وتعقيم المياه بشكل جيد والى غسل اليدين بعد الخروج من المرحاض وعدم استخدام حاجيات المريض بالتهاب الكبد الفيروسي والتطعيم ضد التهاب الكبد النوع B مبكرا.
وأخيرا عزيزي القارئ لكي تحافظ على كبدك سليما نشطا، ولكي تتأكد من خلوك من التهاب الكبد
الفيروسي بأنواعه احرص على عمل الفحوصات المخبرية اللازمة لذلك.
بلال شنك