تلعب نوبات الاغماء دورا مهما في تشخيص الامراض النفسية والعصبية وهي تعتمد على السن، او على الظروف الاجتماعية أو البيئية او الحوادث والأمراض الخبيثة.
الأسباب والأعراض
في مرحلة الطفولة يكون سبب معظم نوبات الاغماء والتشنج مرضا عضويا وهو الصرع الاكبر او الصرع الأصغر. ففي الصرع الاكبر تنتاب الطفل نوبات من التشنج لمدة ثوان معدودة يصحبها احيانا زرقة في الوجه وفي أثنائها يفقد المريض وعيه تماما وقد يبول على نفسه او يعض لسانه، ومن أهم أسبابها مضاعفات الولادة ونقص الأكسجين اثناء الولادة بالإضافة الى اسباب اخرى كتعرض الطفل لإصابات مباشرة لمنطقة الرأس تسبب له فقدان وعي.
وفي مرحلة المراهقة وما بعدها وخصوصا عند الفتيات يغلب على نوبات الاغماء صفة الاغماء الوظيفي وذلك بسبب ظروف بيئية واجتماعية بالإضافة الى : استعداد شخصی حيث تتميز الفتاة بالسطحية وقابلية الايحاء وكبت المشاعر العصبية الزائدة وهو ما يسمى الهستيريا، حيث تظهر اعراض فسيولوجية «نوبات الاغماء» ظاهريا ولكن تخفي مشاعر مكبوتة لا تستطيع البوح بها ولكن تعبر عنها بالعجز الفسيولوجي الظاهري. وتتميز اعراض نوبات الاغماء الوظيفية بأن المريض لا يفقد وعيه كليا واحيانا تصدر عنه افعال وتصرفات وصراخ اثناء النوبة وقد تستمر النوبة عدة دقائق واحيانا تستمر عدة ساعات.
وفي مرحلة ما بعد سن الأربعين يتطلب الأمر من الطبيب المعالج عمل فحوصات مكثفة وصور شعاعية وصور طبقية للدماغ للتأكد من عدم وجود مرض خبيث کالاورام مثلا التي تسبب أحيانا نوبات إغماء بالإضافة الى احتمال وجود مرض الصرع الأكبر بسبب الحوادث او الاصابات المباشرة للرأس.
العلاج
في مرحلة الطفولة يتم معالجة الصرع بالأدوية والعقاقير مع مراعاة أن الطفل تنتابه احيانا نوبات اغماء عضوية ووظيفية في نفس الوقت مما يتطلب دراسة وضعه بدقة لإعطائه العلاج المناسب.
وفي مرحلة المراهقة وما بعدها وعند التأكد بأن نوبات الاغماء وظيفية يتطلب الأمر المعالجة بالعلاج السلوكي ودراسة الظروف البيئية والاجتماعية بالإضافة الى المعالجة بالعقاقير والادوية المهدئة.
وفي السن المتقدمة اذا ثبت أن السبب هو ورم خبيث، تتم المعالجة من قبل اختصاصي جراحة الأعصاب، واذا كان السبب الصرع الأكبر الناتج عن حادث فتتم المعالجة بالعقاقير والأدوية بالإضافة الى معالجة الاثار النفسية المترتبة على ذلك.
د. نايف الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي