يثير تناول ملح الطعام جدلا كبيرا في الأوساط الطبية والشعبية، وعنصر الصوديوم الذي يثير كثيرا من التحفظات والجدل في الأوساط الطبية، يعتبر من العناصر الهامة لصحة الجسم، فهو ينظم مقدار السوائل في الجسم، ويحافظ على نفاذية جدران الخلايا كما يؤمن مرور الإشارات العصبية في الجسم.
وقد ارتبط تاريخيا تناول ملح الطعام بضغط الدم، وقد تعالت أصوات الأطباء والخبراء منذ أمد بعيد محذرة من تناول الملح وخطورته على صحة الجسم والعواقب الوخيمة التي يتسبب بها الملح، إلا أن فريق من الباحثين يحذرون أيضا من العواقب الوخيمة التي تترتب على الامتناع عن تناول الملح حيث أن ذلك يخلق مشكلة صحية خطيرة حيث قد يرتفع ضغط الدم أيضا بسبب نقص مستوى المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم في الجسم والتي توجد بنسب لا باس بها في الملح العادي الذي تناوله يوميا.
الدراسات الطبية تؤكد ضرورة الانتباه إلى مستوى ملح الطعام الذي نتناوله يوميا وخصوصا لمرضى القلب والضغط، لكن تجارب قام بها فريق من الباحثين في كليات طب جامعة كورنيل وكلية طب البرت انتشتاين الذين تعقبوا العلاقة بين الملح وأمراض القلب جاءت مفاجئة، فقد تبين أن الطعام قليل الصوديوم ارتبط لدى أصحاب الضغط المرتفع بنفس المشكلة التي كان المقصود منه أن يقيهم منها.
أيضا فإن كمية الصوديوم التي يحتاجها الجسم للقيام بالوظائف الطبيعية ما زالت مثار جدل في العديد من الأوساط الطبية، حيث يؤدي ملح الصوديوم دورا هاما في تغيير ضغط الدم ، فعدد من العلماء يؤكدون أن جسم الإنسان يحتاج يوميا إلى أكثر من 500ملغ يومياً من كلوريد الصوديوم أو ملح الطعام، بينما يرى آخرون أن جسمك مجهز بصورة طبيعية للتعامل بسهولة مع 4000-5000ملغ يومياً دون مشاكل، ولا يزال آخرون يشيرون إلى أن مقدار الصوديوم في جسمك في أي وقت يتحدد فعلياً على أي حال عن طريق هرمون الدستيرون.
من جهته فقد ذكر الدكتور مكارون من جامعة اوريجون للعلوم الصحية ببورتلاند، والذي امضى حوالي 15 عاماً يبحث في هذا الموضوع، ان حاجة الجسم من ملح الطعام تتراوح بين 2400 3000 ملغرام يوميا أي بمقدار ملعقة طعام صغيرة، لكن هذا ليس صحيحا دائما فقد يلزم احيانا وضمن ظروف صحية خفض هذه الكمية حسب تعليمات الطبيب المختص.