الفول، ثمرة ندية وطرية، نتناولها خضراء کتسال او كغذاء كامل عند طبخها بعد تقطيعها بقشورها مع اللحم او بالزيت والليمون الحامض والثوم، كما وأنها تعتبر من مواد المؤونة الاساسية للشتاء بعد تجفيف حبوبها الخضراء.
والفول، بطل من ابطال الحياة العربية، فهو نصير العامل الذي يتطلب عمله منه بذل الجهد او نقل الاشياء الثقيلة ولأنه كذلك أطلقت عليه الالقاب من عامة الناس كما تناولته الألسن اللاذعة بالنكات والمزاح.
فالفول لحم الفقير، عند الطبقة الفقيرة والطبق المدلل المرفه على موائد الميسورين، وقد يكون الفول من بين المواد الغذائية التي يحرم منها كثير من الأغنياء بأوامر من اطبائهم لأسباب صحية تتعلق بإفراطهم
الغذائي، بينما يصفه الأطباء للفقير الذي يشكو من نقص في الفيتامين ب او البروتين او الحديد في دمه.
والفول عرفه الإنسان قديما فالإغريق كانوا يأكلونه بقشره كما كانوا يستخدمون القرون الخضراء الصغيرة المتساوية في الطول في عمليات الاقتراع، عوضا عن الأوراق التي نستخدمها في أيامنا هذه.
أما الرومان فقد كانوا يضيفون على الفول صفات قدسية حين كانوا يستعملونه في احتفالاتهم الدينية وقد ازدادت أهمية الفول في الغذاء حين كان البعض يجففه ويطحن حباته ثم يحولها الى دقيق يتم عجنه بالماء لصنع الخبز او الحساء.
تنتشر زراعة الفول في اسيا وبلاد البحر المتوسط وثماره قرنية الشكل خضراء اللون وتحتوي على حبات لذيذة الطعم، مغلفة بقشرة ملساء صفراء تميل الى الخضرة، وكلما تقدم العهد بها كلما مال لونها من الاخضر الى البني فالأسود احيانا كما تلعب حرارة الشمس وحدتها في درجة القتامه التي تكتسبها تلك الحبوب.
وما دمنا نتحدث عن زراعته، فلا بد ان نذكر شيئا مهما عن قشوره وخصائصها، حيث تحتوي على فيتامينات مهمة ناجمة عن تفاعلها مع اشعة الشمس ولعل الأجداد عبر العصور ادركوا ذلك الأمر فلم يجنحوا الى طبخ الفول، بمعزل عن قشوره بينما نحن نهملها في اكثر الأحيان.
وفائدة تلك القشور الخضراء لا تقتصر على الفيتامينات وإنما تعتبر غنية ايضا بالألياف التي تساعد على تليين المعدة، كما وأنها تساعد على امتصاص روائح الجسد والتعرق لان في تلك القشور المادة الخضراء التي تدعي كلورفيل يأتي الفول في المرتبة الثانية بعد اللحم والبيض، من حيث القيمة الغذائية وذلك يعود إلى نسبة لا بأس بها من البروتين تدخل في تكوينه، وللفول اكثر من فضل في بعض العلاجات التي كانت تتألف منها صيدلية الجدة ايام زمان ضمن ازهاره وقرونه الخضراء كانت الجدة تكافح الرمل في الكلية وتسهل طرحها عن طريق الوصفة، وكانت الجدة تأخذ حفنة من ازهار الفول تضعها في وعائين كبيرين من الماء ترفعهما على نار خفيفة لمدة ساعة وعند الصباح كانت تقدمهما منقوع الازهار هذه الى المريض مع الابناء والأحفاد ليشربه على الريق، وكانت النتيجة مرضية بسبب فاعلية وتحليل البلورات الرملية المتراكمة من الكلى والمجاري البولية.