الدكتور الصيدلاني صبحي شحاده العيد *
المكسرات متعة وصحة وهي مصدر مهم للبروتينات والألياف الغذائية والحوامض الدهنية والفيتامينات والمعادن والعناصر الكيميائية النباتية التي تخفف خطر الإصابة بأمراض القلب وتحول دون الإصابة بالسمنة إن جرى تناولها بكميات بسيطة.
وتشير الدراسات أن النساء اللواتي يتناولون المكسرات هن اقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يتناولن المكسرات، اذ ان المكسرات تخفض من نسبة الكوليسترول في الدم ربما لأنها غنية بالحوامض الأحادية الدهنية غير المشبعة، والمعروف أن الكولسترول يتراكم على جدار الأوعية الدموية ويتسبب في انسدادها الجزئي.
ونظرا لقلة محتوى المكسرات من المركبات الكربوهيدراتية فإنها توصف للمصابين بالسكري ويفيد غناها الوافر من الفسفور في تنبيه المخ والجهاز العصبي، ولعل هذا هو السبب وراء إقبال الناس عليها في شهر رمضان المبارك.
ويفيد غني المكسرات باليود في تنظيم إفراز الغدة الدرقية وتدفع درجة غناها بالحديد البنكرياس والكبد والبنكرياس إلي تخزينه للرجوع إليه وقت الحاجة ، وهي أيضا غنية بفيتامين (ب،ج).
وإذا كان هناك من يصاب بعسر الهضم بسبب تناول المكسرات ، فإن ذلك مرده إلى وجود الألياف والمواد الدهنية بكثرة، ولتلافي ذلك يجب الاعتدال في تناولها ومضغها جيدا قبل بلعها، كما أن الأشخاص الذين تشكل المسكرات جزءا من نظامهم الغذائي لا يستهلكون قدرا كبيرا من الوحدات الحرارية كما يعتقد الكثيرون لكن على أن تكون الكمية المتناولة يوميا بمقدار حفنة اليد، فهي تساعد على السيطرة على الجوع وضبط كمية الطعام التي يأكلونها بشكل تلقائي.
وفي ما يلي أكثر الفوائد المعروفة لبعض المكسرات:
فستق العبيد ( الفول السوداني )
فستق العبيد اقرب الى الفاصولياء والبازيلاء،ولكنه يتفوق عليهما بمحتواه للمواد البانية للطاقة والإنسان إذا تناول مع الفستق ما يملأ أربعة أكواب فانه يتناول في الحقيقة مقدارا من السعرات الحرارية تكفي لرجل بالغ في اليوم، هذا فضلا عن البروتينات والفيتامينات(أ،ب،ج) التي يحتويها الفستق ونصف كوب من زبدة الفستق يحتوى على :
576 سعر حراري.
26.1 غرام بروتين.
47.8 غرام من الدهن النباتي.
393 ملغم من الفسفور.
16.2 غرام من النياسين.
0.2 غرام من فيتامين ب 1 .
مادة الريزفراترول التي تخفف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية ويمكن أن تساعد أيضا على كبح نمو الخلايا السرطانية .
والفستق غني أيضا بحامض الفوليك الضروري جدا للحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى.
يحتوي زيت الفستق على أحماض دهنية وهو يصلح للقلي ويستعمل كحامل لبعض العقاقير الطبية كالبنسلين.
إن 26% من فستق العبيد يتألف من البروتين و 50% من مواد دهنية، والغلاف الأحمر الذي يحيط بالبذرة غني بفيتامين ب، والنصف كيلو غرام من فستق العبيد يحوي من الطاقة الغذائية ما يحويه 100غرام من اللحم الأحمر المشوي أو ليتر من الحليب أو 32 بيضة.
والدهن المستخرج من فستق العبيد رقيق زيتي يسهل على الجسم ايضا فهو في ذلك يختلف اختلافا عظيما من الدهون الحيوانية التي تشكل صفائح الكولسترول داخل شرايين أعضاء الجسم الحيوية كالقلب والكليتين والدماغ.
وقد يؤدي تصلب الشرايين في هذه الأعضاء إلى حدوث النوبات الدماغية والقلبية وقصور في الكلى، ويحافظ البروتين المستخلص من فستق العبيد وكذلك الزيوت المستخرجة منه على مرونة الشرايين خلافا للشحوم الحيوانية التي تسبب تصلب الشرايين وانسدادها بما تحويه من الكولسترول.
ويحافظ زيت فستق العبيد على طراوة الجلد ويمنع ظهور التغضنات المبكرة، وفستق العبيد ليس فقط طعام للأطفال بل هو طعام للبالغين، وخاصة أن من تقدمت بهم السن بحاجة إلى طعام غني بكمية كبيرة من البروتين،وذلك لان الطعام الذي تناوله تقل كميته ولان عملية ترميم الخلايا في أجسامهم تأخذ بالتباطؤ.
ويؤكد علماء التغذية على أن الناس مهما اختلفت أعمارهم بحاجة يومية إلى كمية من البروتين ولا شك أن زيت الفستق يعتبر من ألذ الأطعمة التي تحافظ على نسبة البروتين في الجسم.
ولعل معرفة تركيب الفستق تسهل معرفة سر إقبال الرياضيين الذين يمارسون الرياضات العنيفة ومتسلقي الجبال على هذا النوع من المكسرات، وإدراك سر تحسن الأطفال الأفريقيين بعد إضافة الفستق إلى طعامهم، إن ربع حبة الفستق تتألف من البروتين الضروري لنمو الجسم،وربع أخر يتألف من الكربوهيدرات المصدر الرئيس للطاقة و أكثر من الثلث مواد دهنية تطيل شعور الإنسان بالشبع وهو الشعور الذي يحس به الإنسان عند تناول وجبة كاملة من الطعام.
البندق
مكونات البندق:
4% ماء لكل 100 غرام.
15.7 % بوتين لكل 100 غرام.
65.3 % دهن لكل 100 غرام.
13% نشويات لكل 100 غرام.
2% أملاح لكل 100 غرام.
البندق غني بفيتامين أ ، ب ٠
غني بالمواد الدهنية والنيتروجينية٠
المعادن كالحديد والكلس.
يشكل زيت نصف وزنه فلذلك هو ذو قيمة غذائية كبيرة.
فوائد البندق العلاجية :
يفيد المصابين بالسل.
يفيد المصابين بالسكري.
يفيد المصابين بالرمل والتهاب المسالك البولية.
يعتبر من الأدوية الطاردة للديدان وذلك بتناول ملعقة من زيت البندق يوميا لمدة خمسة عشر يوما.
ينفع في حالات الحمى وذلك بتناول مغلي قشور شجيرات البندق بنسبة 25غرام لكل ليتر من الماء ويفضل الحصول على هذه القشور في أواخر الشتاء وتجفيفها في الظل.
تفيد أزهار البندق كعلاج مضاد للترهل وذلك بغلي كل ثلاثين غرام منها مع ليتر ماء.
تفيد في إدرار البول وذلك بغلي 25 غرام من ورق البندق في ليتر ماء.
يعتبر دواء مفيدا للروماتيزم وذلك بخلط أوراقه الجافة مع أوراق الجوز وقليل من الملح الناعم وغليها مع زيت الزيتون.
الجوز :
يزرع الجوز في المناطق الدافئة الخالية من الصقيع ومن مكوناته:
فيتامين أ و ب.
الحديد والزنك والكالسيوم والنحاس.
500 ملغم من الفسفور لكل 100 غرام.
680 ملغم من البوتاسيوم لكل 100 غرام.
يشكل الزيت نصف وزن حبة الجوز تقريبا يعتبر النوع الوحيد من المكسرات الذي يحتوي على حوامض اوميغا- 3. كما يحتوي على حامض الايلاجيك٠
من فوائد الجوز العلاجية:
يساعد على الوقاية من الالتهابات والتخفيف من آلام المفاصل الزمن نظرا لاحتوائه على حامض اوميغا-3
مكافحة بعض أنواع السرطان ويعتبر مضاد للأكسدة لأنه يحتوي على حامض الايلاجيك ٠
يستعمل مغلي ورق الجوز في علاج التهاب الأجفان والبثور وما شابهما ، كما يمكن استعماله كمقوي للشعر.
تناول مزيج من زيت الجوز مع البطاطا كل مساء يفيد في التخلص من الدودة الوحيدة .
لقشرة الجوز القدرة على إزالة مسامير اللحم وذلك بدلكها بها.
يساعد على إيقاف إفراز الحليب عند فطام الرضيع وذلك بوضع بضع الوريقات الغضة على ثدي الرضع.
يفيد مغلي ورق الجوز في مكافحة تعرق الجسم ورائحة القدمين ويتم ذلك في حمام موضعي للجسم والقدمين.
يعطى كمقو عام ومنشط جنسي وذلك بتجفيف الجوز الغض بقشورهه وصنعه كمربي جاف.
يستعمل مستحلب قشر اللوز الأخضر كفاتح للشهية ولتقوية البنية وطريقة صنعه هي كما يلي:
يوضع 25 غرام من القشور الخضراء في ليتر ماء ويغلي على نار هادئة لمدة نصف ساعة ثم يضاف اليه القليل من السكر ويشرب منه قبل كل وجبه بمقدار فنجان قهوة.
الفستق :
لا تقل قيمته الغذائية عن قيمة المكسرات الأخرى (اللوز والجوز) ويدل على ذلك تركيبته حيث يحتوي على:
5.9 % ماء.
24.4% مواد بروتينية.
3.5 % نشا.
62.5 % دهن.
1.3 % ألياف.
2.4 % رماد.
الفستق أغنى أنواع المكسرات بالأملاح المعدنية المفيدة.
يعتبر الفستق غني بالفسفور لذلك فهو مفيد للعصبين.ا
يحتوي على نسبة عالية من البيتاكاروتين أي فيتامين أ وهو يقلل من الإصابة بعتامة العين ٠
ومن استعمالات الفستق العلاجية:
يستعمل مغلي قشور الفستق كمضاد للقيء.
يستخرج من الفستق زيت اخضر عطري يستعمل في الطب لتسكين آلام العصبية.
يعتبر الفستق من الأغذية المفيدة للمرأة الحامل حيث تمدها بمواد غذائية وتكسب حليبها دسما ومعادن تفيد الرضيع.
اللوز.
هناك نوعان من اللوز إحداهما حلو والآخر مر ، اما الثاني فانه يستخدم في الطب لانه يحتوي على أحد السموم الخطرة وهي حامض السيانيدريك الذي يسمى أيضا الحامض البروسي .
ومن مكونات اللوز الحلو:
يعتبر غني بفيتامين(أ،ب). ٠
يحتوي على مقادير عالية هن السكر والاصماغ والزيت.
يحتوي كل 100 غرام من اللوز الحلو على 440 ملغم من الفسفور
يحتوي كل 100 غرام من اللوز الحلو على 850 ملغم من البوتاسيوم.
يعتبر اللوز الحلو غني بفيتامين هـ .
يعتبر غني بالكالسيوم.
ومن استعمالاته الطبية :
يعتبر مادة مغذية للحوامل والمرضعات.
يساعد في الوقاية من أمراض القلب وبعض أشكال السرطان.
يساعد على تقوية العظام ويحافظ على صحة الأسنان.
يستخرج من اللوز حليب اللوز الذي يوصف في حالات وتهيجات الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
إن اللوزة الجيدة هي التي تكون غضة متماسكة ذات بياض ناصع، لذا يجب نبذ ما كان رخوا مجعدا واللز ممكن أن يؤذي المعدة عند البعض سواء اذا اخذ طريا أو يابسا،لكنه إذا اخذ محمصا كان أكثر قابلية للهضم لا سيما اذا مضغ جيدا واشبع باللعاب .
الكاجو :
يعتبر الكاجوا مصدرا مهما للزنك الذي يلعب دورا هاما في تقوية الجهاز المناعي كما أن تناول 50 غرام من الكاجو يؤمن حاجة الجسم من الحديد لمدة 25 يوما، وكل 18 حبة تزود الجسم بنحو 170 وحدة حرارية، وتعتبر الدهنيات الموجودة في الكاجو صحية وغير ضارة لأنها نوع من الدهنيات الأحادية غير مشبعة والتي تلعب دورا مهما في تخفيض الكولسترول السيئ في الدم،ولكن تناول الكاجو وأي نوع من المكسرات الأخرى يمكن تناولها بسهولة دون أن ينتبه الشخص إلي الكمية التي يتناولها .
فإذا تناول الشخص كمية كبيرة من الكاجو فهذا يعتبر ضارا بالصحة لأنها تؤمن للجسم كمية كبيرة من الدهنيات ولو إنها غير مشبعة.
ولذلك على كل شخص أن ينتبه إلى كمية الكاجو التي يتناولها وذلك لتفادي أي ضرر بالصحة ومن الجدير بالذكر أن ننبه أن حبات الكاجو من السهل عدها لذلك يجب مراعاة عدم زيادة الكمية عن 18 حبة يوميا ٠
خلاصة القول:
أكدت دراسة ألمانية حديثة أن المكسرات بوجه عام والجوز واللوز والكستناء الغنية بالزيوت الخفيفة والبروتينات على تخفيض خطر إصابة الإنسان بجلطة قلبية ، وإن تلك المواد تحتوي على كميات لا بأس بها من الفيتامينات الضرورية للجهاز العصبي وعلى عناصر غذائية وأملاح معدنية ضرورية للجسم ولا سيما بالنسبة لخلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة وأنها تعمل على تخفيض نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول الضار في الدم الذي يتسبب عادة في تضيق الأوعية الدموية ويؤدي إلي الجلطة،ولكن يجب تناولها بحكمة وان لا يزيد ذلك عن كمشمة اليد يوميا.
إذ أنها علاوة على مساهمتها في تقوية الأعصاب فهي تحتوي أيضا على سعرات حرارية كبيرة وبروتينات، مما قد يتسبب في زيادة وزن الإنسان وخاصة في فصل الشتاء، حيث يميل الناس إلي تناولها بكثرة، هذا ويجب التأكد من سلامتها وجودتها حيث تعتبر المكسرات بيئة مناسبة لنمو العفن الذي يسبب إصابة الإنسان والحيوان على السواء بأمراض صحية وخاصة بالنسبة لجهازه التنفسي والقلق والكبد والدماغ.
* مستشار (دكتوراه)الغذاء الصحي والنباتات الشافية
[email protected]