هناك سؤال يطرح من قبل الناس، لماذا تكون هرمونات بعض النساء مختلة التوازن بما لا يمكنهن الاحتفاظ بالحمل؟ والجواب ان الهرمونات عبارة عن المرسلات الكيميائية للجسم التي تنتجها الغدد الصم، وتحدث بعض هذه الهرمونات تعديلات داخلية لمختلف الأجهزة في الجسم، وتستجيب أخرى للأحداث الخارجية وتثير بالتالي ردود الفعل السلوكية .
ولمعرفة أن بعض الهرمونات هي السبب في الإسقاط، يجب معرفة مستوى هذه الهرمونات، خاصة هرمون الحمل، فهرمون البروجيسترون (هرمون الحمل) يفرزه الجسم الأصفر، وهو كيس صغير يظهر على المبيض في منتصف الدورة الشهرية بعد الاباضة.
ولهذا الهرمون أهميته في تحضير بطانة الرحم لحفظ المضغة. وأي نقص في البروجيسترون قد يسبب إسقاط الجنين ويستمر الجسم الأصفر في تزويد المضغة بالغذاء حتى تنمو المشيمة وتأخذ عنه هذا العمل.
ويعيش الجسم الأصفر عشرة أسابيع فقط بعد إخصاب البويضة. لذا، فإن الطبيب عادة ما يبحث من خلاله في الحمل الذي اسقط قبل الاسبوع العاشر کي يحدد أي نقص أصلي في الهرمونات.
هناك عدة طرائق لفحص النشاط الصحيح للجسم الأصفر، ومنها: اخذ عينة من بطانة الرحم
وفحصها نسيجيا لمعرفة مدى تأثير البروجيسترون على هذه البطانة في أواخر الدورة الشهرية بعد التأكد من خلال فحص الحمل أن المرأة في الحقيقة لم تصبح حاملا بعد.
والطريقة الأخرى هي اخذ عينات من الدم من الذراع على فترات تبدأ من وقت الإباضة (في اليوم الرابع عشر) لمعرفة مستويات هرمون البروجيسترون، فمن الضروري أن تكون هذه المستويات عالية.
لماذا لا يعمل الجسم الأصفر دائما بالشكل الصحيح؟
إن هذا الجسم، يعتمد على افراز هرمون الغونادتروبين من الغدة النخامية. فالعوامل النفسية الضاغطة التي وجد أنها تؤثر في الدماغ الأوسط تؤثر بالتالي على إنتاج هذا الهرمون.
فالضغوط والمشاكل العاطفية الحادة يمكن أن تؤثر في الدورة الشهرية، وفي القدرة على الإخصاب وكذلك القدرة على الحمل الكامل عن طريق التدخل في الاباضة، وفي عمل الجسم الأصفر، كذلك الإفراز المفرط لهرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) قد يعيق ايضا عمل الجسم الأصفر. وقد وجد ان زيادة البرولاكتين مرتبط بالضغوط النفسية.
وهناك طرائق عديدة لعلاج النقص في الجسم الأصفر، والهدف بشكل جوهري هو إعادة المستوى ” الجيد للبروجيسترون في جسم المرأة، ويعتمد العلاج الان على اعطاء البروجيسترون الذي هو نفس الهرمون الذي ينتجه جسم المرأة خلال الحمل ومعظم الأدوية المتوفرة حاليا والتي تلعب دور البروجيسترون لیست بروجيسترون طبيعي، وقد القي اللوم عليها في زيادة التشويه في الولادات وخاصة في تأثير ذكوري على الأعضاء التناسلية للأنثى إذا تم تناولها في فترة الحمل المبكرة.
واستمرار العلاج بالبروجيسترون في فترة الحمل غير ضروري بعد حوالي الأسبوع العاشر من الحمل، لأنه في ذلك الوقت يكون عند الحامل المستوى الكافي من البروجيسترون ويتمكن
الطبيب أن يرى المشيمة النامية بالصور فوق الصوتية .
وهناك طريقة أخرى للعلاج تحاول زيادة إنتاج البروجيسترون الطبيعية، وذلك بحقن هرمون (HCG) كل بضعة أيام.
فإذا تم النقص في الجسم الأصفر عند المرأة ولم تكن حاملا بعد، فمن الأفضل بدء العلاج بالبروجيسترون أو بهرمون (HCG) قبل الإخصاب لإعطاء الحمل الأتي بداية سليمة.
د. سميح خوري
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد