الدكتور مصطفى شقيب
أيهما أفضل للرضيع: الإبهام أم المصاصة؟ الجدل قديم حول هذا.
وللإجابة على هذا التساؤل القديم والمتجدد، قام فريق من الباحثين بإجراء دراسة على عدد كبير من الأطفال، لمعرفة أيها أفضل لهم مص الإبهام أم مص المصاصة، وقد بينت الدراسة أن استخدام المصاصة خلال النهار لدى الأطفال، يقلص من قدرات التعاطف والذكاء العاطفي، أو ملكة التمييز وفهم عواطفه وعواطف الآخرين.
فقد عمل الباحثون على اختبار الفرضية التي مفادها أن العواطف تضعف باستخدام المصاصة خلال تفاعلات الطفل مع والديه أو مربيه، حيث تتقلص حركة عضلات الوجه المحاكية (الابتسام عندما يبتسم الأخر أو القلق عندما يقلق) وهذه المحاكاة مهمة لتعلم الطفل وفهم مجموعة من العواطف.
حيث صوّر علماء النفس وجوه مجموعة من الأطفال –سبع سنوات- يشاهدون على شاشة وجوها معبرة بالعواطف. فلاحظوا أن الأطفال الذين استخدموا خلال سنواتهم الأولى المصاصة-وليس الإبهام- اظهروا محاكاة وجهية أدنى –بل منعدمة تقريبا-، على مدى خمس سنوات من استعمال المصاصة.
ولدى شبان بالغين من العمر 19 سنة، لاحظ الباحثون أن الاستخدام المبكر للمصاصة مرتبط بذكاء عاطفي ضعيف. لقد أظهر هؤلاء الشبان صعوبة في التعرف على عواطف الآخرين، وعلى عواطفهم الذاتية، والتفاعل بشكل مناسب.
هذا والذكاء العاطفي مرتبط بشكل وثيق بالرفاه، وبالنجاح الشخصي والمهني. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليص استخدام المصاصات.
وبناء عليه، فان هذه الدراسة تبين أنه خلال تفاعلات الطفل مع المربين خلال النهار قد تكون الآثار ضارة، وبالمقابل يمكن إعطاء المصاصة في الليل أو خلال فترات الراحة. ولسبب مازال عليهم اكتشافه هذه الآثار لا تؤثر إلا على الأبناء. استخدام الإبهام ليست له آثار من هذا القبيل.
المصدر:
المجلة الفرنسية المتخصصة في علوم الدماغ