يعتبر القلق والتوتر من أكثر الامراض النفسية العصابية شيوعا لما له من تداخلات في جميع انشطة المجتمع وتفاعلاته، فالقلق موجود في حياتنا اليومية وتداخلاتها، ويعنينا هنا القلق والتوتر قبل الامتحانات واثناؤها وبعدها، فالنفس البشرية محاطة بسور وهو يحميها من المؤثرات الخارجية التي تسبب القلق فتدافع به عن كيانها، وكل شخص في هذه الحياة له شخصيته وتصرفاته التي تكونت نتيجة ظروف بيئية واسرية في اثناء مراحل نموه المختلفة، لذلك يختلف التفاعل مع القلق من طالب الى اخر سواء في المدرسة او الجامعة لكنهم
جميعا يشتركون في اعراض معينة تنتابهم اثناء الاستعداد للامتحانات وما بعدها.
فأحيانا يعتبر القلق البسيط قبل الامتحانات واثناءها بمثابة حافز قوي للطالب الطموح لمزيد من الدراسة والاستعداد وزيادة الثقة في النفس ويزول هذا القلق بإنهاء الامتحانات وظهور نتائجها ويعتبر القلق اثناء الامتحان ظرفا طارئا لا يستمر وينتهي بانتهاء المسبب وهو الامتحان، اما اذا استمر فيعتبر مرضا بحاجة الى علاج.
من الاعراض الشائعة للقلق:
أ- اعراض فسيولوجية:
– تسارع دقات القلب.
– ضيق في التنفس.
– تصبب العرق.
– تقلص والم في المعدة.
– الشعور بالغثيان .
– صداع ضاغط.
– اهتزاز في العضلات.
– ضعف في الارجل.
– احساس بالوخز كالدبابيس في مختلف اجزاء الجسم
– الشعور بعدم الاتزان.
– اضطراب في النظر.
– كثرة التبول والاسهال.
– كما تتأثر الشهية للأكل وهى تختلف من شخص الى اخر فأحيانا يلجأ الشخص الى زيادة وجبات الاكل
اثناء القلق ويزداد وزنه والبعض الاخر يلجأ الى التقليل من الطعام والإكثار من الحلويات والفطائر والمعجنات مما يعطي زيادة وزن غير حقيقية في الجسم.
ب- الاعراض العصابية النفسية:
– التوتر والشد (عدم القدرة على الاسترخاء)
– الشعور بالخوف والرهبة المستمرة بدون ان يستطيع الشخص ان يفسر سبب ذلك.
– انشغال التفكير بمصاعب في مجال العمل او المنزل، والتى اما ان تكون حقيقية او مبالغ بها.
– عدم التركيز في العمل والدراسة.
– الميل الى العصبية والطبع الحاد والنرفزة.
اعراض اكتئاب ناتجة عن الظروف السابقة.
– الشعور بالملل.
– صعوبة في النوم.
ان التخلص من اعراض القلق والتوتر اثناء فترة الامتحان يعتمد على عدة عوامل وتنفيذها امر سهل ومن
التحضير المسبق للامتحان، وذلك بالدراسة اليومية المنتظمة، والتي تمنع تراكم الدروس والمحاضرات.
– النظام: فالطالب الذي ينظم ساعات دراسته منذ بدء العام الدراسي لا يشعر بالقلق والتوتر الشديد عند اقتراب الامتحانات ويركز على تلافي القصور والنقص في المواد المختلفة ويراعي اوقات الراحة والاكل في مواعيدها مع اعطاء القدر المناسب من الاسترخاء والراحة حتى يستطيع مزاولة نشاطه.
– ان الطاقة الجسدية والعقلية للإنسان مهما كانت كبيرة فإنها تحتاج الى تجديد، ومراكز الدماغ المختصة تحتاج الوقت الكافي لاستيعاب المعلومات وتخزينها لتسهيل استعادتها حين يحتاجها الطالب في الامتحان.
– اذا استمرت اعراض القلق والتوتر اثناء الامتحان وبعده فعلى الطالب اللجوء الى الطبيب النفسي للاستشارة والمعالجة، وغالبا ما ينصح الطبيب بالتأكيد على الثقة بالنفس وعدم التفكير بالمواضيع السابقة، وقد يوصي بتناول بعض المهدئات الصغرى لتخفيف التوتر والقلق واحيانا يتطلب الامر عمل جلسات علاج سلوكي، وذلك كله يعتمد على شدة حالة القلق ومدى تاثيرعلى الطالب.
د.نايف محمد ارشيدات
اختصاصي الطب النفسي