يتساءل الكثير من الناس حول إمكانية تفادي الاصابة بالسكري او مضاعفاته، خاصة ما يتعلق بأمراض القلب.
قبل الإجابة يتوجب التنبيه الى ان هنالك نوعين رئيسيين من مرض السكري:
الأول يحتاج إلى الأنسولين بشكل دائم كعلاج منذ المراحل الأولى لظهور المرض.
الثاني لا يحتاج للأنسولين بل يمكن السيطرة عليه بإتباع قواعد حياتية يومية «الحمية والحركة» بالإضافة إلى أدوية خافضة للسكر عن طريق الفم.
يعتبر السكري مرضا مزمناً يمر في ثلاث مراحل:
– مرحلة ما قبل ظهور السكري.
– مرحلة السكري (سواء بأعراضه المعروفة مثل كثرة الشرب والتبول) او بدون أعراض ولكن بوجود ارتفاع سكر الدم في حالة الصيام.
– مرحلة مضاعفات السكرى الخطيرة فقدان النظر، فشل كلوي، غارغرين الأطراف السفلى، أو أمراض القلب والاوعية الدموية.
المرحلة الأولى IGT أهميتها في أنها الفترة التي تبدأ فيها عملية تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للانسولين وقد تصل الى 12 سنة قبل ظهور السكري، وعليه فان أي علاج وقائي يجب أن يبدأ في هذه المرحلة بعد أن يتم التعرف على الأشخاص المهيئين لذلك ومميزات هذه الحالة هي :
1- زيادة الوزن.
2- يكون معدل السكر في الدم في حالة الصيام في الحدود الطبيعية.
3- السكر بعد اعطاء المريض جرعة معينه من الجلوكوز بساعتين يكون مرتفعا 160 – 200 ملغم.
4- تفقد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين قدرتها على إفراز كميات مناسبة من الأنسولين في الساعة الاولى من تناول الطعام.
5- تكون هنالك مقاومة للانسولين تمنع سكر الدم من دخول خلايا الجسم بشكل طبيعي.
6- غالبا ما يرافق هذه الحالة زيادة الدهنيات وارتفاع في ضغط الدم.
مما سبق يتضح أن هنالك نوعين مهمين من التغيرات: مقاومة الانسولين من جهة وفقدان الافراز المبكر للانسولين واللذين يعملان على تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين تدريجيا إلى حين بدء المرحلة التالية «السكري». وطبعا هنالك عوامل أخرى مثل زيادة الدهنيات وارتفاع الضغط وتغيرات معينة في الغشاء الداخلي للأوعية الدموية تساعد على الإصابة بالسكري ومضاعفاته.
لذلك فان العلاج الأفضل الذي من الممكن أن يساعد على تفادي السكري ومضاعفاته هو دواء يتصف بالخصائص التالية:
– يخفف أو يلغى حالة مقاومة الانسولين.
– يعيد الى خلايا البنكرياس وظيفتها الطبيعية في إفراز الأنسولين المبكر.
– له مفعول ايجابي على غشاء الأوعية الدموية.
– له قدرة على تخفيض الدهون والضغط.
ان مثل هذا الدواء غير موجود حالياً، لذلك نحتاج إلى استعمال اكثر من دواء.
طرق الوقاية من مرض السكري
أولا: علينا معرفة من هم الأشخاص المعرضين للاصابة بالسكرى و /او أمراض القلب
ثانيا: علينا القيام بحملة توعية صحية
ثالثا: معالجة حالة ما قبل السكرى وليس الانتظار لغاية ظهوره.
الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري هم من تنطبق عليهم الصفات التي ذكرت في بداية المقال عندما تكلمنا عن حالة ما قبل السكري IGT يضاف لهم النساء اللواتي ينجبن أطفالا يكون وزنهم عند الولادة اكثر من 4 كغم.
الخطوة الأولى في العلاج هي تغيير أسلوب الحياة اليومية من ناحية الأكل والحركة «تخفيض الوزن» وهذا عامل مهم جدا قد يخفف الإصابة بالسكري عند حوالي 15 % من المرضى.
الخطوة الثانية إعطاء علاج يخفف مقاومة الأنسولين مع الأخذ بعين الاعتبار المضاعفات التي من الممكن أن يسببها العلاج. أو استعمال علاج يعيد لخلايا البنكرياس وظيفتها الطبيعية من إفراز الأنسولين المبكر. وعادة نحتاج الى نوعين من العلاج.
طبعاً لا بد أيضا من مراقبة معدل السكر والضغط والدهنيات وإعطاء العلاج إذا كان هنالك حاجة لذلك.
إن إتباع هذه التعليمات مهم جدا من اجل تخفيف عدد الإصابات بالسكري او «وهو الأهم» الحد من
الإصابة بمضاعفات السكرى ومنها:
أمراض القلب والأوعية الدموية خاصة الجلطة القلبية، الجلطة الدماغية والغارغاين في الأطراف السفلى، فقدان النظر، والفشل الكلوي والتأثير على الأعصاب والضعف الجنسي عند الرجال.
ويجب التنبيه الى ان تناول اي علاج «حتى ولو كان الأنسولين» لا يعني شيئاً إذا بقي معدل السكري مرتفعاً مما يحتم إتباع برنامج مراقبة دورية.
د. سامي حداد
أخصائي الغدد الصماء والسكري