آفاق علمية وتربوية – تقوم الخلايا الثديية السليمة في الحالة الطبيعية بحماية نفسها من مرض السرطان، كما أفادت دراسة نشرت في عدد 13 أبريل 2011 من مجلة العلم لطب الترجمة .
ويمكن لاستغلال هذا الأسلوب الدفاعي أن يمثل طريقة عضوية لكبح نمو الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا الطبيعية.
الجدير بالذكر أن مجلة) العلم لطب الترجمة( تنشرها الجمعية الأمريكية AAAS لتقدم العلوم وهي جمعية علمية لا تهدف للربح.
وفي هذا السياق، قال المؤلف الرئيسي للدراسة الإيراني المولد مينا بيسيل ، وهو باحث علمي بارز في مختبر لورانس بيركلي الوطني ( يمثل هذا أول دليل على أن ثمة بروتين خاص تنتجه خلايا الثدي المتمايزة بصورة بطبيعية هو جزء من آلية الدفاع الفطرية للجسم، والذي يمكنه قتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو بشكل انتقائي)
والجدير بالذكر أن الدكتور بيسيل قد انتقل من طهران إلى الولايات المتحدة في سبعينيات القرن العشرين بغرض الدراسة الجامعية.
ينتج الأفراد الأصحاء ما يصل إلى ألف خلية شاذة في كل يوم، ويتم ذلك وسط الخلايا الطبيعية في كثير من الأحيان. ولحسن الحظ، عادة ما يتم القضاء على هذه الخلايا – القابلة للتحول إلى أورام سرطانية- بواسطة منظومة الجسم للمراقبة ، والتي تضم فرعا من النظام المناعي يطلق عليه اسم جهاز المناعة الفطرية innate immune system .
وفي الدراسة التي بين أيدينا، اكتشف بيسيل وزملاؤه أن الأثداء الصحيحة تنتج بروتينا صغيرا يطلق عليه اسمIL-25 والذي يبحث بنشاط عن الخلايا القابلة للتحول إلى أورام سرطانية ومن ثم الفتك بها، مما يمثل إضافة مهمة للترسانة المتزايدة من آليات الدفاع الفطرية المعروفة.
وقد تعرف الباحثون على ستة جزيئات مقاومة للسرطان، والتي تنتجها الخلايا الثديية الطبيعية. وكان أشد هذه الخلايا القاتلة البروتين IL-25 ، فقد أدى حقن هذا البروتين في الفئران المصابة بأورام الثدي البشرية إلى محو الأورام السرطانية من أجسامها.
وللتعرف الدقيق على البروتين IL-25 استخدم الباحثون خلايا ثديية بشرية تم زرعها في مستنبت ثلاثي الأبعاد ( وهي تقنية تم تطويرها في مختبر بيسيل ) لإظهار أن الخلايا السرطانية تختفي ببطء في وجود البروتين IL-25 لأنها تحتوي على مستقبلات محددة تفتقر إليها الخلايا الطبيعية.
ونظرا لوجودها على سطح خلايا سرطان الثدي ، تطلق هذه المستقبلات إشارات مفادها ( دمرني ) للبروتين IL-25 تسمح هذه العملية للبروتين IL-25 بتدمير الخلايا السرطانية دون التأثير على نمو الخلايا العادية. ومن جانبهم، قام الباحثون بفحص مئات الأورام من مريضات بسرطان الثدي ووجدوا أن الغالبية الساحقة من الخلايا الورمية تحتوي على مستقبلات البروتين IL-25.
ويتم انتاج البروتين IL-25 بشكل طبيعي بواسطة نسيج الثدي السليم، وبالتالي يمكن ان يمثل آلية دفاعية طبيعية ضد السرطان خلال عملية التمايز الخلوي differentiation.
و يلقى هذا البحث دعما تمويليا في صورة منح مقدمة من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة NIH والمعهد القومي للسرطان ووزارة الطاقة الأمريكية، وزارة الدفاع الأمريكية ، وجائزة العالم الطبيب المقدمة من المعهد الوطني للبحوث الصحية في تايوان.
يمكنكم قراءة ملخص البحث على الرابط التالي:
https://www.science.org/doi/abs/10.1126/scitranslmed.3001374