يراجع كثير من السيدات عيادات أمراض النساء والتوليد وهن يشكين باستمرار او بشكل متقطع من ألم في أسفل البطن ومنطقة الحوض كالمغص والتشنج.
ويصنف الألم الى حاد ومزمن. فالحاد هو الذي يحدث فجأة أما المزمن فعبارة عن شعور بعدم – الارتياح في اسفل البطن. ويتسبب في حدوث الم أسفل البطن عند المرأة اسباب عديدة ومختلفة، منها النفسية والعضوية.
الاسباب النفسية:
يخلق الاضطراب النفسي خللا في الجهاز العصبي المسؤول عن تنظيم علاقات اعضاء الجسم مع بعضها البعض، وأكثر من نصف حالات آلام البطن واعضاء الحوض تعود الى الاجهاد والتوتر العصبي، ثم الإحباط الجنسي. فالقلق والاجهاد والتوتر تؤدي الى تهيج الجهاز العصبي غير الارادي مما قد يسبب احتقان انسجة اوعية الحوض الدموية وتشنج الاعضاء التناسلية وزيادة حساسية البريتون وتوتر اربطة الرحم.
وعند التحدث إلى النسوة المشتكيات من آلام اسفل البطن، نجدهن كئيبات وليس لهن علاقات اجتماعية، حتى أنهن يرفضن قبول العوامل النفسية كجزء من المرض.
ان علاج هذه الفئة من المرضى يتلخص في مكافحة الاسباب النفسية الرئيسة ومعالجة الاكتئاب وتشجيعهن على خلق علاقات اجتماعية مع اعطاء بعض المهدئات البسيطة لإزالة التوتر.
الاسباب العضوية :
الاسباب العضوية المتسببة في حدوث آلام الحوض وأسفل البطن عديدة، يكشف عنها من خلال الفحص السريري والتنظير الجوفي.
وللفحص السريري الحوضي أهمية كبرى لتحديد سبب الالم. فمن خلاله قد يكتشف الطبيب خراجا او اكياسا مبيضية أو ورم ليفيا رحميا. وإذا تعذر التشخيص او كان هناك شك في وجود مرض ما، يلجأ الطبيب الى فحوصات مخبرية او الى اجراء التنظير الجوفي لأعضاء الحوض.
والامراض العضوية المعروف انها تسبب الما في الحوض هي:
1- داء البطانة الرحمية:
هذا الداء عبارة عن انتقال خلايا بطانة الرحم السطحية خارج الرحم وتموضعها على اماكن مختلفة من اعضاء الحوض الداخلية او انتقال خلايا بطانة الرحم القاعدية إلى عضلات الرحم.
ويعتبر هذا من أكثر اسباب عسرة الطمث الثانوية. وعلاوة على عسر الطمث، يسبب الم الجماع.
ويعالج هذا الداء حسب انتشاره وموضعه، فهناك العلاج الهرموني الطويل الأمد والباهظ التكاليف وهناك أيضا العلاج الجراحي.
2- التصاقات في الحوض:
أحيانا تسبب الجراحة او عمليات الاستكشاف الجراحية لمرض ما، التصاقات حول الامعاء والرحم والمبيضين. وهذه بدورها تسبب بين الحين والاخر ألما في الحوض، وكثيرا ما يتم تشخصيها من خلال منظار البطن.
وتعالج هذه الالتصاقات جراحيا، أي قطع وازالة الالتحامات بين الاعضاء.
3- الاكياس والاورام المبيضية:
لا تسبب الاورام الحميدة اي الم على وجه العموم، الا في حالات حدوث مضاعفات كالتواء وانفتال هذه الأورام. اما الاورام السرطانية لأحشاء الحوض فقد تسبب الما حادا داخل الحوض، خاصة اذا امتدت خلايا السرطان الى العظام او الشبكات العصبية.
ويكون علاج التواء الأكياس المبيضية باستئصالها جراحيا، أما الأورام السرطانية المتقدمة فلا تنفع معها الجراحة، بل المسكنات والأدوية.
4- لوالب منع الحمل:
يسبب اللولب احيانا تقلصات عضلية حوضية متكررة وآلاما زائدة خلال فترة الطمث، ويحدث هذا الألم الحوضي على الأخص عند وضع لولب لا يتفق والتجويف الرحمي، مما قد يؤدي الى ضغط زائد على غشاء باطن الرحم، تكون نتيجته تقلصات رحمية وألم في الحوض. وفي وضع كهذا، ينصح بإزالة اللولب واستعمال مانع اخر.
5- التهابات الجهاز التناسلی:
قد يسبب التهاب عنق الرحم الام البطن والظهر بسبب احتقان غدد عنق الرحم والغدد اللمفاوية المجاورة لها. وكذلك فان التهابات البوق الرحمي والمبيض، وبسبب الانتان تسبب ألما حادا في اسفل البطن.
والنصيحة الموجهة للمرأة التي تعاني من الام اسفل البطن، أن لا تتناول المسكنات لإخماد الأوجاع لان هذه المسكنات قد تشوه الصورة المرضية وتزيد من تفاقم المرض اذا كان هناك فعلا مرض عضوي في اعضاء الحوض. وما على المتألمة الا ان تستشير الطبيب الذي يحدد لها مصدر وسبب المها.
الدكتور سميح خوري
اختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد